كاس امم افريقيا 2015: المنتخب التونسى نجا من سيناريو كارثى

tunisie_cap-vert

نجا المنتخب الوطنى التونسى من سيناريو كارثى مساء امس الاحد حينما تجنب الهزيمة امام منتخب الراس الاخضر فى لقاء الجولة الاولى من منافسات المجموعة الثانية لكاس امم افريقيا لكرة القدم غينيا الاستوائية 2015 وضمن نقطة تعد ايجابية بالنظر الى الاداء العام المتواضع الذى قدمه ابناء المدرب جورج ليكنس.

ويملى الاداء المتواضع امام الراس الاخضر على نسور قرطاج الاستفاقة العاجلة لتعديل المسار قبل مواجهة المنتخب الزمبى العنيد يوم الخميس القادم.

وقد حاول البلجيكى جورج ليكنس تقديم تشكيلة متوازنة جمعت بين الاسماء القديمة والجديدة وذلك بالمحافظة على النواة الاساسية للمنتخب مع اقحام محمد على منصر فى أول مشاركة له فى /الكان/ واحمد العكايشى الذى تمت دعوته فى اخر لحظة لتعويض زميله فخر الدين بن يوسف المصاب حيث اراد الاطار الفنى التوفيق بين اليقظة الدفاعية والجرأة الهجومية الا ان هذه النوايا الطيبة بقيت فى الحد النظرى بما ان بداية المباراة كانت كارثية بكل المقاييس وفشل المنتخب التونسى فى فرض نسقه تاركا المجال لمنتخب الراس الاخضر ليأخذ بزمام المبادرة وهو ما اقره جميع اللاعبين من ذلك صاحب الهدف الوحيد محمد على منصر الذى اكد ان المنتخب لم يجد توازنه فى الدقائق الاولى للقاء مما جعل المنافس ينجح فى خلق عديد الفرص السانحة للتهديف .

وبدا ضعف النسق والجاهزية البدنية من اولى نقاط الاستفهام التى القت بظلالها حول اداء نسور قرطاج الذين اكتفوا بمتابعة الهجومات المتكررة لمنتخب الراس الاخضر والتى كادت ان تثمر اسبقية هامة لولا العارضة اليسرى للحارس ايمن البلبولى وتالق هذا الاخير فى انقاذ شباك المنتخب من اهداف كادت ان تكون محققة.

وقال المدرب جورج ليكنس عن البداية الصعبة فى المباراة الافتتاحية غالبا ما تكون بداية المسابقة صعبة على جميع النواحى سواء الفنية اوالبدنية بعد مشوار طويل من التحضيرات ومع ذلك فقد نجحنا فى امتصاص الهجمات الخطيرة للمنافس والحفاظ على عذارة شباكنا .

وجاء اداء المنتخب التونسى لا سيما خلال الفترة الاولى من اللعب مفتقدا الى التركيز بغياب العمليات الهجومية المنسقة اذ رغم اجتهاد الثنائى ستيفان حسين ناطر وجمال السايحى فى اخراج الكرة من مناطقنا بسلاسة فان تغيير النسق فى مناطق المنافس كان مفقودا بسبب تواضع مردود ياسين الشيخاوى الذى فشل فى مهمة رفع الاداء ولم يتمكن من امداد الخط الامامى بالكرات السانحة للتهديف لتظل المحاولات التونسية رهينة اجتهادات فردية من قبل احمد العكايشى ومحمد على منصر فى غياب الجمل الهجومية المنسقة.

وقد خلف هذا القصور على مستوى البناءات الهجومية ضعفا فادحا فى العمق الهجومى وهو ما جعل المنتخب التونسى يعتمد فى استراتيجيته الهجومية على المباغته من حين الى اخر واستغلال اخطاء الراس الاخضر الذى كان حسب جورج ليكنس اقل منافسينا خطورة فى المجموعة الثانية مقارنة بمنتخبى زمبيا والكونغو الديمقراطية،ولعل ما يثير الحيرة هو عدم امتلاك المنتخب لورقات هجومية قادرة على مغالطة منافسه ليعود زملاء ايمن عبد النور الى سلاحهم الوحيد المتمثل فى الهدايا التى يمكن ان يقدمها المنافس لهم والتركيز التام على الكرات الثابتة وانتظار تالق وهبى الخزرى فيها على غرار ما حصل فى التصفيات الاخيرة ولكن هذه الطريق لا تكون سالكة دائما لاسيما امام منتحبات قوية مثل زمبيا والكونغو الديمقراطية.

ولم يكن الاداء الدفاعى باستثناء تالق الحارس ايمن البلبولى فى اكثر من مناسبة بأفضل حال من المردود الهجومى للمنتخب اذ بغض النظر عن شرعية ضربة الجزاء التى منحها الحكم ايريك اوتوغو من عدمها للمنافس فان مالاحظناه فى اللقاء الاول للمنتخب التونسى هى السهولة التى وجدها لاعبو الراس الاخضر فى اختراق الخط الخلفى التونسى مما مكنهم من خلق اكثر من فرصة للتهديف خاصة على الرواق الايمن.

وهو ما يستوجب من الاطار الفنى للمنتخب التونسى قراءة الف حساب لهذه النقطة لان القادم سيكون اصعب واشد وطاة مع زمبيا والكونغو الديمقراطية.

ورغم هذه الهنات والاداء المحتشم بدا لاعبو المنتخب الوطنى يعزفون ضد التيار حيث اتسمت تصريحاتهم بتفاول نجهل مصدره حينما اجمعت ردود فعل عبد النور ومعلول والبلبولى ومنصر على ان المنتخب قدم مباراة طيبة وكان قادرا على الخروج بانتصار .

ولعل هذا التفاول يعتبر عنصرا ايجابيا قد يدفع المنتخب الى تطوير مستواه بداية من يوم الخميس القادم ضد زمبيا ولن يكون ذلك متاحا الا باصلاح الاخطاء وتقديم مردود اقوى فنيا وبدنيا.

والاكيد ان الاطار الفنى سيسعى خلال الحصص التدريبة المقبلة الى ادخال التعديلات اللازمة حتى يظهر المنتخب التونسى بمستوى يوهله للخروج بنقاط الفوز ويدعم من حظوظه فى التاهل الى الدور الثانى.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.