بيان جمعية مسرح الحلقة بتونس وأكاديمية الفنون بباجة

culture

يمر مجتمعنا التونسي اليوم بمرحلة خطيرة وحاسمة في مسيرته التاريخية الحديثة، اذ أن تداعيات الأحداث التي تلت الثورة، خلفت دمارا شاملا على مستوى طريقة التفكير والتركيبة الذهنية التونسية وهمشت كل المرجعيات الفكرية والثقافية والمعرفية التاريخية عامة، كما أن ظهور التيارات الدينية المتطرفة وشلال “الفتاوي” أفرز ظهور شريحة مهمة من الشباب تعاني من ضياع ثقافي وفكري ومعرفي تام ومن انحراف في الرؤى والمفاهيم وانفصام في الخطاب وطرائق التحليل والفهم.
وعليه، فنحن كجمعيات مسرحية وثقافية تونسية نطالب، أن يكون وزير الثقافة في الحكومة الجديدة، حاملا لمشروع ثقافي ينصف ذاكرة بلادنا الثقافية والفنية ويخدم قضايا الرأي والفكر وحقوق التعبير والابداع والرقي بالمجال المعرفي ويولي الثقافة والفن في بلادنا أولوية استراتيجية.
نتطلع الى أن يكون على رأس وزارة الثقافة، وزيرا ينصت للفاعلين الثقافيين من مختلف القطاعات والأنماط الفكرية والفنية والابداعية ويرسم الخطط ويصيغ المشاريع التي تتلائم مع ضرورات المرحلة. كما أننا نؤكد على ضرورة أن يبتعد كل البعد عن ثقافة اللوبيات وتقديم الامتيازات للمحيط المقرب وتهميش الجمعيات التي هي أساس الفعل الثقافي والابداعي في تونس على مدى التاريخ، ونعيد تأكيدنا أننا كجمعيات على أتم الاستعداد للتعاون مع المسؤولين الجدد ولتحمل المسؤولية معهم جنب الى جنب.
ان الواقع التونسي الحالي لن يتغير اذا لم تتغير العقول ونحن اليوم وبعد سنوات الانحراف الفكري الذي عاشته البلاد بسبب المد الضلامي والتكفيري في أمس الحاجة الى ثورة فكرية وثورة ثقافية عميقة تخوض في جوهر القضايا الحارقة ولن نقبل بأي محاولة لرسكلة ما سبق واعادة نفس والشعارات أو الوجوه للواجهة.
نريد ثقافة تساهم بشكل أساسي ورئيسي في النهضة الشاملة وفي تغيير بنية العقل المجتمعي واعادة صياغة وعي الفرد والمجموعة كما تعمل على اشعاع تونس الحضارة والمعارف على العالم.
عاشت تونس، حرة، مبدعة، ومنارة للكون.

 

هندة يحي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.