تأثير رحلة تونس فى أعمال الفنانين التشكيليين العالميين كلى وماك وموالييه

 

يعتبر بول كلى واوغست ماك ولويس موالييه من أبرز الفنانين التشكيليين المستشرقين الذين أثرت رحلتهم الى تونس منذ مائة سنة أفريل 1914 فى أعمالهم الفنية التى لم تخف افتتانهم بسحر الشرق وجمال طبيعته.

قراءة فى اثار رحلة تونس على هولاء الرسامين العالميين الثلاثة قدمها الاستاذ الجامعى منير الفندرى فى لقاء التأم مساء أمس الخميس بالمتحف الوطنى بباردو الذى يستضيف معرضا لاعمال هذا الثالوث يتواصل الى غاية يوم 14 فيفرى الجارى احتفالا بمائوية هذه الزيارة.

حاول الفندرى أستاذ الاداب والحضارة الالمانية عرض مقاربة تتعلق بالاسباب التى جعلت كلى وماك وموالييه يختارون تونس وجهة لسفرهم وتقديم براهين توكد تأثير هذه الرحلة وحنينهم الى سحر الشرق هذا الحنين الذى تجسده الرسوم والخطوط والالوان المستعملة والتقنيات.

واعتمد فى هذا التحليل على البطاقات البريدية المتوفرة والرسائل المتبادلة بين الفنانين وزوجاتهم خلال فترة اقامتهم فى تونس و اليوميات الحميمة التى تم تدوينها فى تلك الرحلة.

ويبدو من خلال ما توفر من وثائق أن فكرة السفر الى تونس نابعة من بول كلى ولويس موالييه حيث تم اتخاذ هذا القرار سنة 1913 لكن تجسيده لم يتم سوى فى ربيع 1914 وشدد الجامعى منير الفندرى على أن رحلة تونس مكنت من ايجاد طاقات وقدرات رهيبة للالوان بمختلف تدرجاتها الضوئية بدل الاكتفاء بثنائية النور والظلام او الالوان المضيئة والداكنة حسب ما جاء فى رسالة كتبها أوغست ماك لزوجته.

كما انبهر الرسامون بالشمس وما ينعكس عنها من أضواء والوان على الارض على حد تعبير بول كلى.

ويجدر التذكير بأن الرسامين الثلاثة بول كلى 1879 1940 وأوغست ماك 1887 1914 ولويس موالييه 1880 1962 حلوا بقرطاج يوم 6 أفريل 1914 وزاروا خلال اقامتهم كلا من مدينة تونس العتيقة وحلق الوادى وسيدى بوسعيد والزهراء وتنقلوا يوم 14 أفريل 1914 نحو مدينتى الحمامات والقيروان.

وقد بدا جليا تأثير رحلة تونس على اختياراتهم الفنية حيث أنجزوا نحو 60 لوحة مستوحاة منها فرسموا بريشتهم عديد المناطق على غرار سيدى بوسعيد والزهراء والحمامات وسوسة وقابس ومدنين وجرجيس والقيروان.

ويعتبر نقاد فنيون أن تلك الاقامة فى تونس تركت بصمة خاصة فى تاريخ الفن التشكيلى فى القرن العشرين.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.