من هو تنظيم بوكوحرام؟

NIJER
خريطة تبين الولايات النيجيرية التي تستهدفها الجماعة لتطبيق الشريعة

 

أعلن زعيم جماعة “بوكو حرام” النيجيرية “أبو بكر شيكاو” يوم السبت ، انضمام الجماعة إلى “تنظيم الدولة الاسلامية”، وجاء في التسجيل، الذي بث على حساب “بوكو حرام” في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، ونسب إلى “أبو بكر شيكاو”، مبايعته لـ”أبو بكر البغدادي”، زعيم تنظيم “داعش”، وأكد “شيكاو” في التسجيل “نعلن مبايعة الخليفة على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر”.

“اسم الجماعة يعني بلغة الهاوسا ” التعليم حرام “وطرقها لا تختلف عن الجماعات الإرهابية الأخرى”

جزء من تنظيم عالمي
بوكو حرام” جماعة تكفيرية إسلامية نيجيرية تزعم أنها تعمل بتعاليم الإسلام، الاسم الرسمي للجماعة “أهل السنة للدعوة والجهاد”، أما اسم “بوكو حرام” فقد أطلقته على نفسها وتعني به “منع التعليم الغربي” أو “التعليم الغربي حرام”، وسميت هذه الجماعة بـ”طالبان نيجيريا” وهي مجموعة مؤلفة من طلبة تخلوا عن الدراسة، وأقاموا قاعدة لهم في قرية “كاناما” بولاية “يوبه” شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.
تأسست الجماعة في جانفي 2002، على يد محمد يوسف الذي أسس قاعدة الجماعة المسماة أفغانستان، في كناما، ولاية يوبه والذي دعا الى تطبيق الشريعة الإسلامية وإلى تغيير نظام التعليم.
والقائد الحالي للتنظيم هو أبو بكر شيكاو، وسميت هذه الجماعة بطالبان نيجيريا، وهي مجموعة مؤلفة خصيصاً من طلبة تخلوا عن الدراسة، وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.
ويعتقد الخبير الأمريكي المتخصص في الشأن النيجيري جاكوب زن أن تنظيم بوكو حرام النيجيري المتطرف يعتبر جزءا من شبكة دولية إرهابية واسعة هدفها التمدد العالمي، وإنها عبارة عن جزء من شبكة عالمية، تم تدريب العديد من أفرادها في بلدان عدة وتحصل على دعم مالي منتظم من الخارج.
ويقول زن: إن الحركة لها معسكرات تدريب في السودان والصومال وحتى في أفغانستان، وتتواصل مع بعضها بشكل جيد.

وفى عام 2009، وقعت مواجهات بين الجماعة والشرطة والجيش، شملت عدة ولايات شمالية، راح ضحيتها مئات أو آلاف من الضحايا من المدنيين، وانتهت بإعلان الحكومة النيجيرية أنها قتلت جميع أفراد جماعة بوكو حرام، بمن فيهم زعيم الجماعة محمد يوسف.

غير أن هذا لم يشكل نهاية الجماعة، حيث ينسب إليها سلسلة من التفجيرات والهجمات التى شهدتها المناطق الشمالية الشرقية من نيجيريا فى الفترة من 2010 إلى 2011.

كم يبلغ عدد بوكو حرام؟

في عام 2004 كانت الحركة تضم نحو 200 مسلح، بينهم نساء ومنذ ذلك الحين تخوض من حين لآخر مصادمات مع قوات الأمن في بوشي ومناطق أخرى بالبلاد، وفي 24 أغسطس 2014 أعلنت “بوكو حرام” الخلافة في مدينة “غووزا” شمال نيجيريا، وفي يوليو عام 2009 بدأت الشرطة النيجرية في التحري عن الجماعة، بعد تقارير أفادت بقيام الجماعة بتسليح نفسها، وعلى إثر ذلك تم القبض على عدد من قادة الجماعة في “باوتشي”، مما أدى إلى اشتعال اشتباكات كبيرة بين قوات الأمن النيجيرية وبوكو حرام، ويقدر عدد الضحايا حينها بحوالي 150 قتيلا.

الملامح الفكرية لجماعة بوكو حرام
ترتكز بوكوحرام على عدد من الأصول الفكرية، أهمها العمل على تأسيس دولة إسلامية فى نيجيريا بالقوة المسلحة، والدعوة إلى التطبيق الفورى للشريعة الإسلامية فى جميع الولايات النيجيرية، وليس تطبيق الشريعة فى الـولايات الاثنتى عشرة الشمالية، وكذلك عدم جواز العمل فى الأجهزة الأمنية والحكومية فى الدولة.
كما أن الجماعة ترفض بشدة التعليم الغربى والثقافة الغربية، وتدعو إلى تغيير نظام التعليم فى نيجيريا, بالإضافة إلى أن بوكو حرام لا تختلط كثيرا بالمجتمعات الموجودة فيها، وتفضل الانعزالية بصفة عامة. وبشكل عام، فإن فكر جماعة بوكو حرام هو فكر أقرب إلى التكفير.

أسباب تنامي “بوكو حرام

هناك عدد من العوامل أدت إلى تنامى جماعة بوكو حرام وزيادة نشاطها منها: سياسات الحكومات العسكرية والمدنية المتعاقبة فى نيجيريا، والتى تستخدم العنف المفرط تجاه الحركات السياسية المناوئة لها، خاصة جماعة بوكو حرام، التى استطاعت أن تكسب العديد من الأنصار فى أوساط الشباب، كما استطاعت أن تكسب تعاطف بعض المسلمين بسبب عمليات القتل البشعة والخارجة على القانون، والتى ارتكبتها الشرطة النيجيرية فى حق أعضاء جماعة بوكو حرام، مما خلق نوعا من التعاطف تجاه الجماعة، وتقديم يد العون والمساندة لها.

كما يلعب البعد العرقى دورا كبيرا فى تنامى جماعة بوكو حرام، حيث تتشكل نيجيريا من قبيلتين كبيرتين، هما الهاوسا فى شمال البلاد، وأغلبهم مسلمون، وقبيلة الإيبو، وغالبية أفرادها مسيحيون، وكثيرا ما تحدث اشتباكات دينية وعرقية بين القبيلتين.

وفى هذه الأثناء، تطرح جماعة بوكو حرام نفسها كمدافع عن الإسلام والمسلمين ضد المسيحيين، مما يعطى نوعا من التعاطف من بسطاء المسلمين تجاه الجماعة. أضف إلى ذلك كله تردى الوضع الاقتصادى، وانتشار البطالة والفساد الموجود فى النخبة السياسية، وانضمام بعض الشباب إلى جماعة بوكو حرام. ومما زاد الأمر سوءا استخدام بعض السياسيين الانقسامات العرقية والطائفية من أجل الوصول للسلطة، وذلك عن طريق إثارة الاضطرابات العرقية والدينية، مما يعطى الفرصة للتيارات الدينية المتطرفة كى تنشط بقوة، على أساس أنها تدافع عن دينها وعقيدتها.

كيفية تمويل بوكوحرام أنشطتها؟
يتضمن نهج الجماعة المتشددة استخدام الأفراد في نقل الأموال في عملية يصعب تتبعها والاعتماد على مصادر تمويل محلية والانخراط في علاقات مالية محدودة مع الجماعات المتطرفة الأخرى.
وجنت بوكو حرام الملايين من عمليات خطف لشخصيات بارزة.وقالت ليندا توماس جرينفيلد، مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، نشتبه أنهم يعيشون على أنشطة إجرامية مربحة جدا تشمل عمليات الخطف.
جنباً إلى جنب مع أموال الفدية، مولت بوكو حرام جزئياً عملياتها المسلحة من خلال مهاجمة و سرقة البنوك، وقد سرقت مجموعة من مئات البنوك في محافظة وطنه من بورنو ومنطقتين شماليتين من نيجيريا.
كما تتلقى بوكو حرام أموالاً لقاء الحماية من حكام ولايات نيجيريا الشمالية منذ عام 2004، حيث أنشأت لها قواعد في أجزاء معينة لا احد يمكنه اختراقها أو الذهاب إليها .

تداعيات بوكو حرام على الوضع فى نيجيريا

لقد أثارت العمليات القوية التى تقوم بها جماعة بوكو حرام فى نيجيريا قلق الكثيرين، وعلى رأسهم الحكومة النيجيرية، ودول الجوار، إضافة إلى الدول صاحبة المصالح الاقتصادية والنفطية فى نيجيريا, وذلك بسبب الخوف من حدوث تحالف مستقبلى بين حركة الإصلاح بدلتا النيجر وجماعة بوكو حرام فى الشمال، مما يؤدى إلى عدم استقرار الأوضاع الأمنية فى مناطق إنتاج النفط، حيث إن نيجيريا تمتلك أكثر من 2.6% من احتياطيات النفط العالمية، وهو ما دفع المراقبين للتعبير عن خوفهم من أن تتحول المنطقة إلى معقل للجماعات المسلحة، مشيرين إلى أن الفساد والفقر المستشرى فى غرب إفريقيا يوفران تربة خصبة للإرهاب.

كما أن التصريح الأخير لزعيم بوكو حرام بأن الجماعة التحقت بالقاعدة أثار المخاوف من أن تصبح المنطقة مأوى للتيارات الجهادية العابرة للقارات، مثل القاعدة بكل صورها ونماذجها، بحيث تصبح المنطقة أفغانستان جديدة تأوى إليها كل التيارات الجهادية، وتصبح قاعدة لتهديد الأنظمة والدول المحيطة بالمنطقة.

ومن أهم التداعيات الخطيرة لجماعة بوكو حرام على الوضع الداخلى فى نيجيريا هو نشر الفكر المتطرف فى أوساط المسلمين، وكذلك محاولة فرض الإسلام بالقوة فى مجتمع يعانى أصلا المشاكل العرقية والطائفية، مما قد يهدد السلام الاجتماعى بأكمله فى نيجيريا. كما أن الفكر المتطرف الذى تنتهجة جماعة بوكو حرام يمكن أن يخلق جيلا من الشباب يفهم الإسلام والجهاد بصورة خاطئة، كما تفهمه جماعة بوكو حرام، مما يضر بالإسلام ويسئ إليه، ويشوه صورته السمحة، خاصة فى نيجيريا التى ظل الإسلام فيها سمحا طوال تاريخها العريق.
وينسب للجماعة سلسلة من التفجيرات والهجمات التي شهدتها المناطق الشمالية الشرقية من نيجيريا في الفترة من 2010 إلى 2011.
ونشرت منظمة هيومان رايتس ووتش في شهر جويلية   2014 تقريرا أشارت فيه إلى أن جماعة بوكو حرام قتلت أكثر من 2000 مدني إثر 95 هجوما شنته خلال النصف الأول من العام.

صبرين المطماطي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.