الجرذون الاحمر: من قطار الباى فى أوائل القرن 20 الى منتوج سياحى يستهوى السياح الاجانب والمحليين

القطار السياحى الجرذون الاحمر الذى ولئن تقلصت رحلاته فى السنوات الاخيرة ولم تعد وكالات الاسفار العالمية تقوم بترويجه مثل بقية المنتوجات السياحية الاخرى بالجنوب التونسى فانه مازال يستهوى السياح المحليين الذين يقبلون عليه بأعداد هامة سيما فى عطلتى الشتاء والربيع ليأخذهم فى رحلات استكشافية الى جبال الثالجة بالمتلوى من ولاية قفصة حيث المناظر الطبيعية الخلابة غير المعتادة.
الاربعاء الماضى وفى رحلة من رحلات هذا القطار وباستثاء عدد قليل جدا من السياح الاجانب كان أغلب السياح والبالغ عددهم 250 راكبا من التونسيين الذين قدموا فى رحلات جماعية منظمة أو عن طريق وكالات أسفار محلية من عدة مناطق فى البلاد للقيام بجولات سياحية فى منطقة الجنوب الغربى التونسى تمثل الجولة فى جبال الثالجة على متن الجرذون الاحمر احدى أبرز محطاتها.
ويقول المدير العام لوكالة الاسفار الخاصة التى تستغل هذا القطار السياحى منذ سنة 1997 عبد العزيز الطويل لمراسلة بقفصة مند سنة 2011 أصبح السياح التونسيون يمثلون نسبة 90 بالمائة من حرفاء هذا المعلم السياحى مقابل 10 بالمائة فقط من السياح الاجانب الذين كانوا يمثلون قبل ذلك نسبة 90 بالمائة من حرفاء هذا القطار.

ولفت فى نفس السياق الى أن الرحلة الى جبال الثالجة عبر الجرذون الاحمر والتى كانت ولسنوات طويلة فقرة قارة ومحطة هامة فى سلسة تنقلات السائح الاجنبى بالجنوب التونسى ضمن برامج وكالات الاسفار العالمية لم تعد وجهة مفضلة تبرمجها هذه الوكالات أو تروج لها بالمقارنة مع منتوجات سياحية صحراوية أخرى مثل زيارة الواحات الجبلية بالشبيكة وتمغزة بواسطة السيارات رباعية الدفع.
فقد تسبب الوضع العام فى البلاد عموما وفى جهة قفصة على وجه الخصوص خلال السنوات الاخيرة فى تراجع وعدم انتظام نشاط هذا القطار من ذلك مثلا انه توقف نهائيا عن النشاط طيلة النصف الثانى من سنة 2011 ليستأنف بعد ذلك رحلاته بوتيرة رحلتين أو رحلة واحدة فى الاسبوع لفائدة سياح تونسيين مقابل 6 رحلات قارة فى الاسبوع قبل سنة 2011 للسياح الاجانب.
وغالبا ما يعمد محتجون على أوضاعهم الاجتماعية ومطالبون بالشغل فى مناطق الحوض المنجمى الى غلق خطوط السكة الحديدية ومنها خاصة الخط رقم 15 الذى يربط بين المتلوى وكاف الدور وأم العرائس والمتلوى عبر جبال الثالجة متسببين بذلك فى تعطيل نقل الفسفاط والمسافرين والبضائع وأيضا نشاط هذا القطار السياحى الذى يستعمل نفس الخط الحديدى.
وحسب عبد العزيز الطويل فان حجم نشاط هذا القطار السياحى حاليا لا يمثل سوى نسبة 20 بالمائة من الحجم المسجحل قبل 2011 مشيرا الى أن 50 بالمائة من رحلات الجرذون الاحمر طيلة عام كامل يتم انجازها فى فترة عطلتى الشتاء والربيع وهى فترة تعرف خلالها السياحة الداخلية بمناطق الجنوب التونسى ذروتها.
وقد استمتع حرفاء رحلة الاربعاء الماضى بمناظر طبيعية خلابة غير مالوفة كما وصفتها الانسة جيهان التى قدمت من تونس العاصمة فى رحلة منظمة للجنوب التونسى بمناسبة عطلة الربيع.
وعلى طول حوالى 30 كلم ذهابا وايابا يحمل الجرذون الاحمر ركابه فى رحلة استكشافية تدوم ساعتين الى جبال الثالجة الصخرية الشاهقة والتى يصعب الوصول اليها بوسيلة أخرى غير القطار الذى يمر فى جزء من رحلته عبر سبعة أنفاق أو دواميس كما يسميها السكان المحليون.

وهى أنفاق تم حفرها خلال الفترة بين سنتى 1906 و1914 فى الجبل لمد خط السكك الحديدية ومرور القطارات المحملة بالفسفاط.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.