تونس: ناجون من خط النار يروون تفاصيل الهجوم الارهابي على متحف باردو

musee-bardo

تفاصيل عن الهجوم الارهابى على متحف باردو بشاعة الارهاب لم تستطع رغم الدم المسفوك قتل الانسان تونس 24 مارس 2015 تحرير محمد صفر وعفاف عبد الجليل ومنيرة الرابعى أمى هذا السيد قال لى اننا سنعود الى المنزل،رغم كل الهدوء الساكن فيه تغيرت سحنة و المرشد السياحى الذى تمكن من انقاذ أرواح مائة من السياح والعودة بهم سالمين الى ميناء حلق الوادى بعد الهجوم الارهابى الذى جد يوم الاربعاء 18 مارس الجارى بمتحف باردو وارتدت قسمات وجهه الى التأثر حين قال لن أنسى مشهد الطفلة الايطالية وهى تمسك ببعض سروالى وتسالنى فى ذعر ربما لم تدرك مصدره هل سنعود الى منزلنا سيدى توحى بداية ذلك الاربعاء حسب محدثنا أنه سيكون يوما من أروع أيام السياحة فى تونس لست أبالغ استدرك و ثم واصل كنت المرشد السياحى على الحافلة رقم 27 وكنت أنتظر قدوم حرفائى الايطاليين البالغ عددهم 41 شخصا لمرافقتهم فى جولة بالمدينة العتيقة للعاصمة ثم فى زيارة الى متحف باردو والتوجه بعد ذلك الى ضاحيتى قرطاج وسيدى بوسعيد  أغلب حرفاء و من المتقدمين فى السن وكانت من ضمنهم عائلة تتكون من أب كهل وأم وطفلة.

قال و أعدت للوافدين على تونس بميناء حلق الوادى أجواء احتفالية ففى ساحة كبرى وسط الميناء أقيمت خيام واستعد طهاة وطباخون من بلدان المغرب العربى لاعداد أطباق متنوعة من الكسكسى،علق و أحسست حينها أن سياحتنا ستعانق عنان السماء لكن لم يجل بخاطرى أبدا أن العناق سيكون مأسويا أبدا أربعاء السياحة القانى انطلقت رحلة الموت من الميناء فى حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا توجهت الحافلة الى المدينة وطفق و يسرد على الراكبين فصولا من تاريخ تونس وحضارتها وحكى لهم حسب قوله محاولتها الانتقال الديمقراطى والرقى الى مراتب الدول المتقدمة.

فى أسواق المدينة وأنهجها وأزقتها تجول السياح بشغف كانوا سعداء وهم يختلطون بأفراد من الشعب الذين أبدوا حفاوة ربما مبالغا فيها بهم وفق و، كنا حقيقة سعداء نتصرف بعفوية كأنما تعارفنا منذ مدة.

تبادلنا الحديث والدعابات وقهقهنا طويلا تابع و متذكرا لست أزايد. ولكن هذا الاربعاء كان مختلفا بالنسبة الى. أحسست أن الروح عادت من جديد الى السياحة وأننا بدأنا نطوى صفحة الازمة الجاثمة على صدور العاملين فى القطاع منذ مدة .

فى الحادية عشرة والنصف صباحا عاودنا امتطاء الحافلة وكان اتجاهنا متحف باردو.

وصلنا الى هنالك فى حدود الساعة الثانية عشرة الا عشر دقائق لم أنظر الى الساعة ولكن المدة الفاصلة بين ساحة القصبة ومتحف باردو لا تزيد فى أقصى الحالات عن عشرين دقيقة  اقتربت الحافلة المقلة للايطاليين من الباب الزجاجى للمتحف حتى أصبحت لا تفصلها عنه سوى عشرة أمتار.

كان و أول النازلين ولحق به بعد لحظات اثنان من حرفائه قال أحدهما ل و انهم يطلقون الرصاص صوبنا ،لم يتبادر الى ذهن و البتة أن ارهابيين يتربصون بالسياح.
أجاب حريفه على عجل ربما مجرد صوت فرقعة لكن سرعان ما تبين أن طلقا مسترسلا من الرصاص أرسله الفاعلون باتجاههم.

عندها جرى و ومن معه دون تفكير نحو مدخل المتحف الزجاجى والتفت و عند ركضه الى حيث الحافلة يتبين الامر فاذا بالارهابى يصارع سلاحه من أجل ارسال وابل اخر من الرصاص.لم أر الارهابى قال لنا و رأيت خياله فقط.

كان يبدو شخصا قصير القامة أتاح لى عدم قدرته على التحكم فى سلاحه لمدة ثلاث أو أربع ثوان أن القى نظرة على ما يحدث خارج المتحف.

كان طلق الرصاص كثيفا وشممنا رائحة احتراق البارود ورأينا عبوات الرصاص الفارغة تتطاير.

تيقنت أننا تحت وطأة عملية ارهابية خطيرة جدا ولم نكن نعلم عدد منفذيها.

رغم كل الايمان الذى أختزن كرهت أن أكون أنا ومن معى ضحية موت مجانى رخيص  ساعتها كانت تربض أمام باب المتحف بحسب محدثنا ثمانية حافلات سياحية.
حاول الجميع الركض نحو المتحف وكان صوت الرصاص وحشيا يأبى أن يقطع استرساله.

عند المدخل صادف و سياحا أتموا زيارة المتحف ويرومون الخروج فصدهم وأعادهم الى الداخل.

كنت أمام خيارين لا ثالث لهما اما أن نحتمى فى الجناح الارضى للمتحف أو الصعود الى الطابق العلوى.

فقدت القدرة على التفكير وحالة الذعر التى سرت فى دمائنا من أثر الصدمة جعلتنا عاجزين عن التصرف.

وقتها أحسست أنى المسوول الاول عن سلامة هولاء الضيوف ولا بد أن أنقذهم وأنقذ نفسى.

لست أدعى البطولة ولكنى مكره على تأمين سلامتهم.

عند طوافنا هاربين بأجنحة المتحف كنا فى حدود الاربعين شخصا.

الهمنى الله أن أتجه بهولاء السياح الى غرفة فى المتحف مازالت بصدد اتمام الاشغال  سكت و قليلا يحاول ترتيب شريط الاحداث المتسارعة فى ذاكرته ثم استرسل يروى حين كنت أتجه رفقة السياح نحو الغرفة اعترضنا زميلى ن رفقة حرفائه فمضينا جميعنا الى هناك.

لم تصبح الغرفة قاعة عرض رسمية بعد وكان بها باب حديدى متين دلفنا الى جوفها وأغلقنا باب الحديد وحاولت أنا و ن أن نقنع كل السياح الذين معنا وقد قارب عددهم المائة أننا أضحينا تقريبا فى مأمن.

لم يطل هدوء الماكثين بالغرفة طويلا.

فقد صار صوت وابل الرصاص يسمع داخل المتحف واقترب كثيرا من الغرفة.

قال و استشعرت أن لا شىء يفصلنا عن الموت سوى باب من حديد.

لا نعرف أى نوع من العتاد والسلاح يحمله الارهابيون ولا نعرف ما يخططون.

كان صوت الرصاص يزيدنا اقتناعا أنهم ينفذون مجزرة.

لم نعد نستطيع تقدير الوقت وشعرنا أننا مسجونون فى الغرفة لساعات.

لم ينقطع صوت الرصاص وصار أقرب الى الغرفة التى نختبى فيها.

ربما وقتها أذعن أغلبنا لمشيئة الموت  كان و رفقة زميله ن يشعران أنهما هما المسوولان الوحيدان فى تلك اللحظات عن حياة كل الموجودين فى الغرفة وصارا يجتهدان فى التفكير فى سبل الخلاص لن نموت مستسلمين قلت ل ن فأجابنى سنجد سبيلا للنجاة.
بدأنا نفكر فى الانسحاب من الغرفة ولا نعلم ما يخفيه لنا الخارج من مفاجات.

باب الفرج الصغير فى حائط الغرفة الخارجى يوجد بابان من الخشب على الطراز العربى القديم أحدهما أكبر من الاخر حسب وصف و الذى قال حاولنا أن نفتح الباب الكبير لكنه امتنع واقترح ن كسره لكنى رأيت من العبث أن نحاول فالباب سميك جدا ويبدو عصيا على الكسر.
مضينا الى الباب الصغير ومن لطف الاقدار بنا أن وجدناه يفتح عندها بدأنا عملية اجلاء السياح بمعاونة رجال الامن الذين كانوا يطوقون محيط المتحف.
أوضح لنا و أن باب الخروج كان قريبا جدا من باب الاسود لمجلس نواب الشعب.
تم الاحتفاظ بنا فى مرحلة أولى بمركز الامن المحاذى لباب الاسود واسترجعنا بعض الطمأنينة فقد ابتعدنا عن صوت الرصاص لكن ما لبث أن سمعنا دوى انفجار قوى جدا وقال لنا رجال الامن انه صوت انفجار قنبلة يدوية.
كان فى المركز معنا وقتها وزير العدل ومع الارتباك الحاصل داخل المركز عاد يسكننا الخوف من مصير مجهول فنحن لا نعلم أية ذخيرة يمتلكها هولاء الارهابيون 0 عاد الى المحجوزين بمركز الامن أمل الحياة حين تلقوا بعد حوالى ساعة الا ربع اشارة بالتحول الى الاحتماء داخل مجلس نواب الشعب.
جرت عملية الاجلاء بحسب و تحت غطاء من رجال أمن لا يحملون واقيات ضد الرصاص ولا عتادا كافيا.
يقول وضعونا بادى الامر فى فضاء صغير يبدو أنه مكتبة المجلس وجلبوا الينا بعض الماء بدأنا نتنفس الصعداء حينها التصقت بى الطفلة الايطالية وأمسكت بتلابيب سروالى سائلة هل سنعود الى المنزل سيدى أجبت طبعا فراحت على الفور الى أمها تقول لا تخافى ماما هذا السيد قال اننا سنعود الى المنزل  بلغ عدد المحتمين بالمجلس ساعتها ما يقارب مائة سائح من مختلف الجنسيات أنقليز واسبان وفرنسيون وايطاليون.
قال و انه سعى وزميله الى أن يتواصل مع الكل رغم أنه لا يفقه الاسبانية ولا يتقنها أصلا.
كان السياح يرون فيهما طوق النجاة وكانوا منصاعين لما يأمران به.
لم نفكر بشىء سوى أن نكرم هولاء الضيوف.
أعتقد أن هذه المحنة قد تحدث فى أى بلد وأى ابن بلد سيتصرف مع الضيوف على هذه الشاكلة أضاف و .

همس و أن تصرف بعض الاعلاميين فى المجلس معه ومع الناجين لم يكن فى مستوى اللياقة المطلوبة فى مثل هذه الازمات قال انهم لم يراعوا الاضطراب النفسى وحالة الخوف والرعب المسيطرة على الجميع وهرعوا الينا لافتكاك سبق صحفى،بعض النواب لم يكن تصرفهم بعيدا عن هولاء الاعلاميين تابع و أحدهم توجه الى بالحديث وقال لى ريضهم سالته هل لك كلمة سحرية أستطيع بها تهدئتهم فواصل قل لهم شى ما صار 0 جاء الفرج أخيرا حين استقل زهاء المائة سائح الحافلة التى انطلقت بهم نحو ميناء حلق الوادى.
واستغرب و كيف تركوها تمضى دون مرافقة أمنية.
أوقفتنا دوريات شرطة وحين علموا أننا ناجون من مجزرة باردو يسروا الطريق أمامنا.
كانت لحظات التوديع والعناق بالمرفأ مفعمة بالامتنان والفرح بالسلامة.
أعتقد أن السياح صاروا أكثر حبا لنا.
كان عناقهم قويا وكانت دموع الفرح المختلط بأحاسيس أخرى تضرم فى الجميع اضطرابا  هل تعلم سال و ثم أردف يقول أحدثك ومازلت أستمع لصوت الرصاص يطلق مسترسلا.

لم أر كوابيس ولكن بمجرد أن أغمض عينى أستعيد مشهد الهجوم.
لست خائفا من الموت ولكن لى عائلة أطفال وزوجة وأم مسنة أعيش على بركات رضاها.

عاد الى بلاده دون زوجة يوم الجمعة 20 مارس الجارى مازال مستشفى شارل نيكول يحتضن بعض الجرحى من ضحايا الهجوم الارهابى على متحف باردو.
كان عسيرا جدا تخطى الجحافل الاعلامية التى جاءت من تونس والعالم لتظفر بشهادات حية رغم الجراح.
وكانت الحراسة على هولاء الجرحى مشددة ما زاد المهمة صعوبة وتعقيدا.
تمكنت موفدة بعد جهود مضنية من الوصول الى أحد الجرحى.
غابريال فارفايى البلجيكى ذو الواحد والستين عاما جاء لاول مرة مع زوجته الى تونس وسيعود الى بلده دون أن تصحبه فى رحلة العودة.
زوجة غابريال تلقت طلقة على مستوى الرأس أردتها قتيلة على الفور.
رغم أنه يعتصر الما لم يمتنع غابريال عن منحنا حديثا.
قال انه يرتاح حين يروى مأساته.
كان غابريال مستلقيا على سرير بغرفة بالمستشفى تحيط به حقائبه فى انتظار أن يقدم أبناوه من بلجيكا ليصطحبوه وجثمان زوجته الى هناك.
اغرورقت عينا غابريال وانسكب الدمع على خديه حين استعاد مشهد الاحداث.
روى لنا أنه جاء لتونس ليكتشف قرطاج لكن هذا للاسف لم يحصل.
وصلت الحافلة السياحية المقلة لغابريال وزوجته الى المتحف فى حدود الحادية عشرة ونصف من صباح الاربعاء.
كان الفوج السياحى قد ولج المتحف وانطلق فى الزيارة حين سمع صوت اطلاق الرصاص فى الخارج.
قال لهم الدليل السياحى لا مشكل مادام الطلق فى الخارج  بعد برهة استمعنا لصوت طلقات الرصاص داخل المتحف واصل غابريال يسرد روايته عندها بدأ الذعر يدب فى الجميع وركضنا كلنا فى اتجاه بعض القاعات.
كانت زوجتى تركض خلفى 0 هتف البلجيكى رأيت الارهابيين.
حين بدأت الركض لمحتهما يحملان بندقيتيهما.
تسلقت الحديد الذى يغطى درج الطابق العلوى كى أهرب بسرعة وكنت أعتقد أن زوجتى تتبعنى لكنها كانت تصعد الدرج.
التفت ثانية ورائى رأيت زوجتى قادمة وكان الارهابيان خلفها فى تلك اللحظة.
دفعنى الهاربون باتجاه اخر وفقدت روية زوجتى.
أصبح الطلق كثيفا وأصابنى عياران على مستوى فخذى الايسر وتحت الركبة.
أحسست بحروق لكن الحشد الهارب كان يدفعنى نحو موضع اخر.
فى الاخير وجدت نفسى محصورا فى شرفة ولا أدرى أين أمضى.
كان الناس كثيرون من خلفى وأمامى  أكد غابريال أن الارهابى تبعهم وطفق يطلق النار كمجنون فى كل مكان وعلى أى كان.
قال هذه المرة أحسست أوجاعا بساقى اليمنى خفضت رأسى فقد أحسست أنى أنزف وأيقنت أنها نهايتى.
لكن لم أعد أسمع صوت الرصاص فالارهابى انتقل ربما الى مكان اخر  نزف الشيخ البلجيكى كثيرا من الدم.
قال له الطاقم الطبى بشارل نيكول ان عيارا أصابه على بعد 10 سنتيمترات من الشريان وأنه محظوظ لكونه الان على قيد الحياة.
أضاف الشيخ بقينا فى الشرفة حوالى ساعة ننتظر حتفنا فقد كنا نعتقد أن الارهابى سيعود للقضاء علينا لكن الشرطة هم الذين جاووا لانقاذنا.

بدأ أعوان الشرطة فى نقل المصابين الاكثر خطورة الى خارج المتحف وحملوا غابريال على نقالة.
فى ذلك الوقت تكرر الطلق النارى وبدا كأنه صوت انفجارات بفعل الصدى داخل المتحف.
يحكى غابريال أن الاعوان تركوه برهة ثم عادوا وحملوه الى سيارة اسعاف نقلته ال المستشفى.
بكى غابريال زوجته.
قال انها تلقت عيارا على مستوى الرأس أرداها قتيلة.
تحدث الينا كأنما يتذكر أسلمت الروح ولم تتالم.
أنا مومن وأعلم أن هذا يمكن أن يحدث فى أى مكان.
كلنا لا نعلم ماذا يخفى لنا القدر  أبدى غابريال استغرابه من كون الارهابى فى عنفوان شبابه.
قال انه مفعم بالحياة فكيف يغرم بسفك الدماء رأيته قبالتى كان شابا غير ملتح ويلبس لباسا عاديا.
لم يكن يرتدى زيا عسكريا  القتل الذى أحيى الانسانية على الجانب الاخر من خط النار كان المسعفون يلهثون من أجل الحفاظ على الارواح.
كان يوما لا ينسى فى مسيرتى كطبيب فى الاستعجالى وكنا نتقلب معهم ما بين الموت والحياة،كان صوت الدكتور سمير عبد المومن الطبيب الاول فى وحدة الاسعاف الطبى الاستعجالى متهدجا حين انطلق يتحدث عن هذا الهجوم الارهابى.
قال عبد المومن كانت الساعة تشير الى 12 و20 دقيقة.
و كنت أول طبيب مع رئيسى فى العمل يتم ابلاغنا بمعلومة فاجعة انتباه تبادل لاطلاق الرصاص على البرلمان  وأردف يسرد كان الامر يكتنفه الغموض فى البداية وكانت المعطيات شحيحة عما حصل.
لم نملك من معلومات سوى أنه تم اطلاق النار على مجلس نواب الشعب ولم نكن نعلم أن متحف باردو هو مسرح العملية.
فى الحال تجندت خلية الازمة بغرفة التحكم وتم الانطلاق فورا فى تنفيذ خطة الانقاذ  كان سمير عبد المومن أول الوافدين من الاطباء بحسب روايته الى مسرح العملية الارهابية.
ذكر أن وابل الرصاص مازال ينهمر فى المكان ومازالت الصورة قاتمة وغامضة عن الهجوم الارهابى وما خلفه من ضحايا.
استرسل يروى قائلا أيقنا أن الامر خطير جدا وشرعنا فى التحرك.
بدأت سيارات الاسعاف تصل تباعا لاجلاء المصابين.
ولكن الارهابيين فتحوا النار مرة أخرى كان المشهد مروعا.
رأيت جثث السياح ملقاة داخل المتحف وفى الحافلة  أكد الطبيب أن فترة اطلاق النار هذه كانت قصيرة وأن الفرق الامنية والوحدات المختصة بدأت اثرها فى اجلاء السياح الى مجلس نواب الشعب.
تابع حديثه يقول عندما توقف اطلاق النار بدأت الاحداث تأخذ نسقا تصاعديا.
كنا كخلية النحل نعمل جاهدين لانقاذ المصابين واسعافهم وطلبنا التعزيزات من مختلف المستشفيات القريبة وكان حجم التضامن بين جميع الوحدات الصحية كبيرا حتى أن سيارات الاسعاف من ولايتى نابل وبنزرت وصلتا الى باردو فى وقت قياسى لم يتجاوز 20 دقيقة  كانت الفرق الطبية تقدم الاسعافات الاولية من أجل وقف نزيف الجرحى الذين يتم نقلهم على جناح السرعة الى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة.
أفاد محدثنا أنه تم احداث خلية للصدمة النفسية بالمستشفى وتم اشعار بنك الدم بتونس استعدادا لتوفير كميات الدم المطلوبة.
وفى الابان وضعت 15 قاعة عمليات مع طاقمها الطبى وشبه الطبى على أهبة الاستعداد لاستقبال المصابين مباشرة ومعالجتهم  وبحسب عبد المومن بلغ عدد سيارات الاسعاف 22 سيارة على عين المكان وتم توفير 20 فريقا طبيا على موقع الهجوم الارهابى يمثلون أطباء وحدة الاسعاف الطبى الاستعجالى ووحدة الاستعجالى المستشفى العسكرى وفرق للحماية المدنية وبقيت فرق الانقاذ متمركزة بمحيط مجلس نواب الشعب وصحن المتحف حتى تم رفع اخر الجثث وكان ذلك مع الساعة الرابعة بعد الزوال تقريبا.
وغير بعيد عن المكان كان الوضع بمستشفى شارل نيكول يبدو كأنه حالة حرب وفق المتحدث الذى قال لم تتمالك الممرضات فى المستشفى واستسلمن للبكاء جراء المشهد المروع.
بعض الجرحى ما يزال الرصاص مستقرا فى أجسادهم والدم يتدفق منهم بغزارة فقد بعضهم الوعى لكنهم يتشبثون بالحياة.
لقد كافح الاطباء فى وقف نزيفهم وانقاذهم  استفز عبد المومن ذاكرته ليقول عشت لحظات مولمة وقاسية جدا فقد لفظ أحد المصابين أنفاسه داخل سيارة الاسعاف بعد دقائق من خروجه من باب متحف باردو.
لكن كل الالم لم يمنع فريق الابطال من انقاذ حياة 39 جريحا وروى أن طبيبين عاشا تلك اللحظات العصيبة لم يستطيعا النوم لمدة ليلتين متتاليتين بسبب فظاعة مشهد الرصاص والقتل وأن أحد الممرضين ظل يعانى من الكوابيس حتى بعد انتهاء العملية لمدة أيام مما تتطلب تقديم الاحاطة النفسية لهم فى الخلية النفسية التى خصصتها وزارة الصحة للاجانب ولموظفى مجلس نواب الشعب والمتحف.

وعن المشهد الذى بقى عالقا بذاكرته قال بكيت يومها البطل شهيد تونس أيمن مرجان الذى كان بمثابة ابنى وكان احد عناصر فرقة مقامة الارهاب وكنت أعرفه معرفة شخصية 0 يذكر أن سيعاد اليوم افتتاح متحف باردو وستقام احتفالية باشراف وزيرة الثقافة وذلك بعد غلق أبوابه على اثر الهجوم الارهابى الاربعاء الماضى الذى خلف 21 قتيلا منهم 17 سائحا من جنسيات مختلفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.