تونس-ضرب الارهاب يبدأ من ضرب الحاضنة

terorisme

تتالت القرارات الحكومية الصادرة مباشرة عن خلية الازمة برئاسة الحكومة أو التي تلتها الصادرة عن مجلس الأمن الوطني المنعقد بقرطاج علاوة على تصريحات رئيس الجمهورية الواعدة بقرارات موجعة منذ اللحظات الاولى عقب الفاجعة التي حدثت بنزل أمبريال بالقنطاوي …وليست هذه المرة الاولى وللأسف لن تكون الاخيرة التي يضربنا فيها الارهاب كل مرة بقوة أكبر من المرة التي سبقتها…المطلوب اليوم الاهتمام بما وراء العملية الارهابية والعودة قدما إلى جذورها الاولى أو ما يسمى لدى أخصائي الارهاب بالحاضنة التي ترعرع فيها الارهابي الرزقي وغيره ممن لا نعرفهم بعد …

وبالرغم عن أهمية القرار بالغلق الفوري للمساجد الخارجة عن القانون إلا أن المسألة أعمق بكثير من ذلك .

فلئن عدت المساجد التي يعشش فيها الأرهاط المختلفة من الدواعش أوكارا للإرهابيين من كل صنف فإن محاربتهم تمس أيضا العديد من الأئمة المارقين والمنتصبين بصفة أو أخرى في عديد المساجد “المنظمة” ولكنهم لا يتورعون عن انتاج خطاب ارهابي المعالم داع إلى تكفير من لا يرى رؤيتهم الوهابية للممارسات الدينية …

الحاضنة الكترونية اليوم بالدرجة الأولى سواء عبر الشبكات الاجتماعية مثل الفايسبوك أو عبر المواقع المتطرفة الكثيرة .

وبالرغم من حساسية موضوع حجب المواقع في علاقة بحرية الرأي إلا أننا هنا أمام ضرورة أمنية وطنية لا تسمح بالتراخي .

الأمن كل لا يتجزأ وعلى الدولة القيام بمسؤوليتها في المجال بحجب وتشويش أي موقع أو أية صفحة على الشبكات الاجتماعية يكون محتواها داعيا ومشجعا على الارهاب بأي شكل من الأشكال …

الحاضنة سياسية أيضا بارتباطها واثق الارتباط بما يجري وما جرى في سوريا والعراق ومدى مسؤوليتنا فيه بفتح أبواب الهجرة إلى سوريا من قبل السياسيين في الترويكا . لا بد أن نقول اليوم ما مدى فاحة ما حدث على أمننا الوطني ولا بد أن نعي اليوم أن كل اللذين عادوا من الجحيم الداعشي هناك هم قنابل موقوتة حتى يثبت العكس وأن نحاربهم كما نحارب الألغام التي زرعها الارهابيون في سفوح الشعانبي …

الحاضنة ثقافية دينية أيضا والموضوع هنا حساس للغاية بأبعاده الدبلوماسية المتشعبة. الثقافة الدينية التي يبشر بها الدواعش ليست إلا اجترارا للدعوة الوهابية  السعودية التي تضع هذا المذهب في مرتبة دين الدولة هي أول المتضررين منه ومعها أخواتها من الامارات الخليجية كل بمقدار. لا فرق في هذا بين حلف السعودية والإمارات من جهة وحلف قطر وتركيا من جهة أخرى ومحاربة هذا المذهب المتطرف يجب أن تكون شاملة وابتداء من السعودية نفسها التي يطلب منها أن تكون الأولى في المجال.

عندنا نحن يجب تجنيد العدد الأكبر من علماء الدين أو ممن يفقهون في الأحكام الشرعية لإنتاج خطاب يحارب المتشددين بأدواتهم ويقلب عليهم الطاولة مستردا ما في الدين الحنيف من دعوة إلى التسامح والعقلانية وما يستوجبه العصر من قراءات جديدة أنتجها المتنورون من علماء الدين الاسلامي من محمد عبدو إلى الفاضل بن عاشور …
الحاضنة سياسية من جهة أخرى على أصعدة داخلية في تونس . الاقرار بالتقصير الأمني لا يكفي وحده إن لم نجد أسبابه العديدة .

في نقص التدريب والعتاد ، في نقص العقيدة الأمنية الجمهورية لدى قيادات عدة عندنا التهت أول رمضان بمتابعة المقاهي المفتوحة ولم تأبه للأبواب المغلقة وما يجري ورائها. في عدم اكتمال المنظومة الامنية في المناطق السياحية بالرغم عن ضربة باردو في مارس الماضي ..في التهاون في التشهير بكل جهة تقف وراء الارهاب والفوضى بأي شكل من الأشكال وعلى رؤوس الملا ..في تأخر محاكمات القضايا الارهابية الكبرى ابتداء بمقتل الشهيدين بلعيد والبراهمي إلى آخر جندي أو عون أمن سقط برصاص الخيانة والغدر…

هذه الحاضنات وغيرها كثير هي الأجدر بالمحاربة فورا ودون انتظار ووضع كل الامكانات الضرورية لتكون الضربة موجعة وقوية وطويلة التأثير…

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.