“المشرفة على بيت دعارة..سلعة تباع وتشترى..الخائنة واللاهثة وراء الرجال”: هكذا قدمت المرأة التونسية في المسلسلات الرمضانية

femme

أعطت المسلسلات الرمضانية لهذه السنة صورة مشوهة للمرأة التونسية المنغمسة في الفساد والمجون ،الخائنة لزوجها ،اللاهثة وراء الرجال والمشرفة على وكر دعارة والتي تنجب أطفال في الحرام هكذا للأسف بدت صورة المرأة تقريبا في جل المسلسلات.

ففي مسلسل أولاد مفيدة الذي بثته قناة الحوار التونسي في النصف الاول من رمضان قدمت المراة التونسية بصورة مشوهة على انها المراة الاهثة وراء الراجل والتي تبحث عن العلاقات الجنسية قبل الزواج من خلال شخصية “ايناس” كما أقدم المسلسل أيضا للمراة التونسية على أنها المرأة التي تنجب أطفال في الحرام من خلال شخصيتي “مفيدة وصديقة بيرم” .

وقدمت المراة أيضا في هذا المسلسل على أنه المراة الخاضعة لجبروت وتسلط الرجل من خلال شخصية “لطيفة شقيقة مفيدة” وحتى مفهوم الطفولة شوه من خلال اقدام ابنة لطيفة على قتل والدها بسكين بسبب تعنيفه لأمها.

المرأة في مسلسل ليلة الشك الذي بثته قناة التاسعة في النصف الأول من رمضان أيضا أعطى صورة دونية للمرأة وصورها على أنها المرأة الخائنة لزوجها مع أقرب أصدقائه والمرأة الماجنة التي تبيع نفسها من أجل المال.

ورغم الصورة القاتمة التي قدمت في مسلسلي أولاد مفيدة وليلة الشك عن المرأة فانها لم تثر ضجة بقدر الضجة التي أثرها مسلسل حكايات تونسية الذي بثته قناة الحوار التونسي في النصف الثاني من رمضان الذي لم يعطي تقريبا ولو صورة واحدة محترمة للمراة التونسية وقدمها على أنها المراة التي لا تخرج من بوتقة الفساد ،الدعارة ،الخيانة،الانحطاط الأخلاقي,العهر والمجون،الباحثة عن إشباع الغرائز وصورها على أنها البنت المغرمة بحبيب أمها والسلعة المعروضة للبيع والشراء.

هذه المسلسلات وان حققت نسب مشاهدة كبيرة فانها لم تعطي الصورة الحقيقة للمرأة التونسية وللمجتمع التونسي ولا يخفى عن القاصي والداني أن صورة المراة كما قدمت في جل المسلسلات لا تعكس سوى عينة من النساء وليس لكل النساء في تونس أي أن تونس فيها المراة الناجحة ،الذكية،المرأة المحترمة،المراة التي لا تتنازل عن مبادئها وأخلاقها من أجل المال،المرأة المعاصرة ولكن في الآن نفسه المتمسكة بعادات مجتمعها وتقليده،المرأة المفكرة والمبدعة .

هذه المسلسلات للأسف أعطت صورة سلبية للمرأة وغيبت دورها في بناء المجتمع وتسيير الأسرة غيبت صورة المراة الكادحة الراكضة وراء لقمة عيشها رغم قساوة الظروف غيبت أيضا الدور الريادي للمرأة في كافة مجالات الحياة وغيبت دورها كأم.

الصورة الدونية للمرأة في المسلسلات التونسية أثارت استياء العديد من المتابعين للشأن العام وأيضا العديد من المشاهدين الذين عبروا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي عن استنكارهم واستيائهم من صورة المرأة في المسلسلات الرمضانية بل وذهب البعض منهم الى حد القول بأن صورة المرأة في المسلسلات المقدمة حطت من شأنها.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.