انخراط تونس فى التحالف الدولى ضد تنظيم داعش سيكون سياسيا ولوجستيا

 

أجمع ثلة من الخبراء فى تصريحات لوكالة تونس افريقيا للانباء اليوم الاربعاء أن دعم تونس للتحالف الدولى ضد تنظيم داعش الذى أعلنت انخراطها فيه سيكون سياسيا ولوجستيا ومعنويا أكثرمنه عسكريا  فقد قال الخبير العسكرى مختار بن نصر ان تونس التى تحارب الارهاب منذ 5 سنوات أصبحت اليوم فى حاجة الى أن تنخرط فى مجهود دولى للقضاء على هذه الافة التى أضحت ظاهرة دولية وأمرا واقعا .

وبخصوص متطلبات هذا التحالف أبرز بن نصر أن تونس قد تستفيد أكثر من أن تفيد من هذا التحالف وذلك بحصولها على دعم عسكرى سواء بالتجهيزات والمعدات والمعلومات مقابل تقديم مساهمة لوجستية بالاساس.

وأكد أن رئيس الجمهورية كان واضحا فى كلمته أمس أمام الجمعية العامة للامم المتحدة حيث اشار الى ان مشاركة تونس فى هذا التحالف ستكون فى حدود امكانياتها وذكر بن نصر أن تونس شاركت فى 17 مهمة أممية على مستوى حفظ السلام ولديها خبرات وكفاءات وملاحظين أمميين قادرين على تقديم الاضافة للتحالف.

كما أضاف أن تونس فى حاجة الى المساعدة العسكرية أكثر من أن تساعد خاصة وأن الحرب ضد الارهاب تستوجب معدات متطورة مبينا أن الجزائر لن يقلقها انضمام تونس الى هذا التحالف الدولى باعتبار أن الجزائر تعمل على محاربة الارهاب وتنسق مع تونس فى هذا الاطار.

وفى ما يتعلق بسوريا قال الخبير أن الوضع الدولى شهد تطورات كبيرة فبعد أن كانت عديد الدول تحارب نظام بشار الاسد فى سوريا تتوجه اليوم نحو التسوية مع هذا النظام مشيرا الى أن تونس ستتصرف بدبلوماسيتهاعلى ضوء هذه التحولات سيما وانها بدأت فى ارساء علاقات دبلوماسية مع دمشق.

أما أستاذ التاريخ السياسى المعاصر عبد اللطيف الحناشى فقد اعتبر أن الدعم الذى ستقدمه تونس لهذا الحلف لن يكون عسكريا بالاساس وانما سيكون سياسيا ولوجستيا موكدا على أهمية مثل هذه التحالفات للقضاء على الارهاب خاصة بالنسبة للدول التى لا تمتلك قدرات عسكرية كبيرة.

وشدد الحناشى على ضرورة ان تأخذ تونس احتياطاتها كدولة مستقلة وذات سيادة فى ما يتعلق بتحديد طرق مشاركتها فى هذا التحالف الدولى وأن تحافظ على علاقاتها مع البلدان المجاورة خاصة الجزائر.

كما دعا الى اليقظة من ردود فعل المجموعات الارهابية بعد الاعلان رسميا عن انخراط تونس فى التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الذى أعلنت العديد من المجموعات الارهابية مبايعتها له.

من جهته اعتبر المحلل العسكرى والاستراتيجى فيصل الشريف أن هذا الاعلان هو بمثابة اعلان سياسى وقريب للراى العام الدولى خاصة بعد أن أصبحت هدفا كبيرا للارهاب بعد العمليتين الارهابيتين فى باردو وسوسة.

وأكد على ضرورة أن تنضم تونس للتحالف الدولى من أجل محاربة الارهاب مشيرا الى أن مشاركة تونس ستكون معنوية أكثر من عسكرية ورسالة تعبر عن التزام تونس بمحاربة الارهاب واستعدادها للانخراط فى أى مجهود دولى لمقاومة التطرف المسلح فى العالم.

وبخصوص أشكال مساهمة تونس رجح الشريف أن تقديم تونس للمعونة للحلف ستكون على مستوى استغلال موقعها الجيواستراتيجى ومراقبة المجال البحرى فى المتوسط .

كما سيكون على مستوى تقديم المعلومات الاستخباراتية وامكانية فتح مجالها الجوى فى صورة توجيه التحالف لضربات جوية ضد مواقع لداعش فى ليبيا.
وأكد فى هذا السياق على ضرورة التعامل مع الملف الليبى بحذر والتنسيق مع السلطات هناك فى اطار محاربة التنظيمات الارهابية المتواجدة فى عدد من المناطق فى هذا البلد المجاور.

يذكر أن تونس أعلنت أمس الثلاثاء عن انخراطها فى التحالف الدولى ضد تنظيم داعش موكدة أنها تدرس حاليا مجالات مشاركتها فى التحالف الدولى وستعمل على المساهمة بقوة فى حدود امكانياتها المتاحة فى بعض هذه المجالات 0 جاء ذلك فى الكلمة التى توجه بها رئيس الجمهورية الباجى قائد السبسى مساء الثلاثاء الى قمة القادة فى نيويورك حول محاربة تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام والتطرف العنيف والقاها نيابة عنه رئيس الحكومة الحبيب الصيد.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.