تونس ستدفع الثمن باهظا اذا لم تتاقلم سريعا مع التغيرات المناخية

meteo

سترتفع درجات الحرارة فى تونس التى تعد من بين بلدان المتوسط الاكثر عرضة لتأثيرات التغيرات المناخية ب1ر1 درجة مع حلول سنة 2030 حسب التوقعات المناخية للمعهد الوطنى للرصد الجوى.
و ستصل درجات الحرارة فى الشمال الشرقى للبلاد الى نفس نفس مستويات الحرارة المسجلة حاليا فى ولاية قابس بجنوب البلاد وفق ما اكدته الخميس الخبيرة فى التصرف فى الموراد المائية روضة قفراج خلال ملتقى حول التغيرات المناخية والتنمية الرهانات والحلول .وتقف تونس اليوم فى مواجهة عدة تحديات أهمها انخفاض الموارد المائية بنسبة 28 بالمائة مع حلول سنة 2030 وتراجع المياه السطحية بنسبة 50 بالمائة اضافة الى تقلص مساهمة الانتاج الفلاحى فى الناتج الداخلى الخام ب5ر22 بالمائة وتدنى الانتاج الفلاحى ب52 بالمائة.
وستتجلى تداعيات التغيرات المائية كذلك من خلال ارتفاع ملوحة التربة وانخفاض خصوبتها والاستغلال المفرط للاراضى والمراعى وهو ما يمثل تهديدا للصادرات ويودى الى ضغط اقتصادى على الفلاحة .ولئن لن تستثنى تأثيرات التغيرات المناخية أى قطاع بما فى ذلك الفلاحة القطاع الاستراتيجى فى البلاد فان تونس ستدفع فاتورة باهضة اذا لم تتخذ اى اجراء للتاقلم مع هذه الظاهرة والتخفيف من تداعياتها عبر وضعها لبرامج على المدى القريب والمتوسط والبعيد.
وترى الخبيرة ضرورة تغيير النمط الزراعى بالنسبة للاراضى الفلاحية عوض تغيير الفلاح لموقع مستغلاته فى كل مرة بالاضافة الى ادماج التغيرات المناخية فى كل الاستراتجيات القطاعية التنموية . وقد عبرت تونس فى ما يتعلق بمساهمتها فى ندوة الامم المتحدة للتغيرات المناخية كوب 21 عن حاجيات تمويل بحوالى 20 مليار دولار ستخصص للتاقلم مع التغيرات المناخية والحد من تاثيراتها حسب وثيقة التزامات تونس فى الندوة.
وتقدر مساهمة تونس فى هذه التمويلات بنسبة 10 بالمائة فيما تتوقع تعبئة البقية من خلال خطوط قروض تفاضلية ومساعدات من قبل المجموعة الدولية فى اشكال مختلفة مثل المساعدة الفنية والرفع من القدرات الموسساتية.
كما تحتاج تونس بالاضافة الى ما تم برمجته على نطاق واسع للحد من التغيرات المناخية الى وعى عميق بهذا التحدى ذلك انها مسوولية مشتركة تتحملها كل الاطراف حسب بعض المختصين فى البيئة المشاركين فى الملتقى.
وقال سفير فرنسا بتونس فرنسوا غويات ان المساهمة التونسية فى الالتزامات العالمية تعتبر طموحة مبرزا ان هذا البلد الذى يتمتع بشريط ساحلى يتميز بغطاء نباتى بحرى ثرى وبمهارات توارثها عن الاجداد فى انتاج العديد من المواد الفلاحية على غرار الزيتون والتمر يمكنها ان تربح الكثير بالعمل على المحافظة على ثروتها الخضراء .واضاف بالقول لا بد من تطوير الممارسات الفلاحية والتصرف الافضل فى الموارد والحد من الانجراف واللجوء الى الطاقات المتجددة . لا يمكن ان تقتصر الالتزمات على الحكومات بل كذلك على المجتمع المدنى والمواطنين الذين عليهم التحرك للعب دور هام مذكرا ان 90 رئيس دولة و40 الف شخص سيحضرون ندوة كوب 21 التى ستحتضنها العاصمة الفرنسية باريس.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.