تونس : ندوة علمية بعنوان الطاهر الحداد وفكره بين التاريخ والتراث فى دار الكتب الوطنية

نظمت دار الكتب الوطنية بالعاصمة اليوم الخميس ندوة علمية بعنوان الطاهر الحداد وفكره بين التاريخ والتراث بمناسبة احياء الذكرى 80 لوفاته.

واعتبرت مديرة دار الكتب الوطنية رجاء بن سلامة فى مداخلتها أن الطاهر الحداد يعد مصلحا عاش فى أفق سوال اليس الصبح بقريب وكان بمثابة العين الثاقبة التى تريد تنبيه الغافلين اذ تميز بوعى حاد بحالة الخمول التى كانت تعيشها تونس فى تلك الحقبة الاستعمارية.

وأضافت بن سلامة أن مسالة اصلاح التعليم مثلت لديه مسالة حياة أو موت كما ورد فى احدى كتاباته واصفة اياه ب المصلح متعدد مواضيع الاصلاح وينطبق عليه قول الاديب الراحل طه حسين ان هذا الفتى سبق عصره بقرنين .

وفى هذا الصدد قال الاستاذ الجامعى شكرى المبخوت ان الطاهر الحداد الذى يعد مشروعا اصلاحيا متكاملا طرح من خلال كتاباته قضايا ما زالت لم تحسم الى الان على غرار مسالة الميراث بين الجنسين واصلاح التعليم وذكر المبخوت أن المفكر الفذ تعامل مع الواقع الدينى ضمن روية لا تتنكر للاصل الدينى ولكن تقوم بتحديثه وفق متطلبات العصر.

وفى مداخلته حول الحداد ومسالة الزمن التاريخى تحدث الهادى التيمومى عن مدى تأثر الطاهر الحداد بفلسفة الانوار وبتيار الحداثة ليتميز بنظرة مادية للتاريخ فهو القائل ليتنا لا نقدس التاريخ أما نور الدين الدقى فاهتم فى مداخلة بعنوان الحداد والموسسة الدينية بالخصومة التى أثارها نشر كتاب الحداد امراتنا فى الشريعة والمجتمع فى أكتوبر 1930 اذ مثل هذا المولف حدثا صاعقا فى الوسط الزيتونى باعتبار أنه دعا فيه الى قراءة حديثة فى النص الدينى تراعى تطورات العصر على حد تعبيره.

وتابع الدقى مناداة الحداد باصلاح نظام العائلة وتثقيف المرأة ومنع تعدد الزوجات واصلاح التعليم كلها عوامل أدت الى قذفه بالالحاد والخروج عن العقيدة ومن جهته أبرز عادل بن يوسف فى مداخلته التى جاءت تحت عنوان التاريخ والمعرفة التاريخية فى كتابات الحداد أن المتأمل فى كتابات الحداد من مقالات ورسائل وكتب يجد فكرا تاريخيا منفتحا على تاريخ المغرب العربى والعالم الاسلامى وافريقيا جنوب الصحراء وأوروبا وتركيا وفسر المتدخل ذلك بشغفه بالقراءة اذ كان يتردد على المكتبة الخلدونية وجمعية قدماء المدرسة الصادقية التى كانت تزخر بالكتب التاريخية الى جانب اختلاطه بجماعة تحت السور وهى عوامل ساعدته على الالمام بالتاريخ العربى والعالمى.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.