مسرحية زمان الفلاقة امتداد لحركة المقاومة المسلحة فى دحر المجموعات الارهابية

 

قدمت شركة مسرات سعيد للانتاج والتوزيع الفنى عملها المسرحى الجديد زمان الفلاقة فى عرض ما قبل الاول مساء الاثنين بقاعة المونديال بالعاصمة.

وتدور أحداث هذه المسرحية التى أخرجها محمد أحمد الكشو والفها زهير الرايس وهو أحد أبطالها رفقة كل من أمال الفرجى ونور الدين البوسالمى ومحمد سعيد بميناء بحرى فى احدى ليالى الشتاء حيث يقوم جندى صبايحى بحراسة المكان من قدوم الفلاقة فيستأنس بقدوم فنان ثم بفتاة جميلة ليكتشف بعد فوات الاوان أنهما من الفلاقة.

يستمد هذا العمل مشروعيته من رحم المقاومة الوطنية المسلحة ضد الاستعمار الفرنسى فى الفترة الممتدة بين سنتى 1952 و1954 مستحضرا بطولات الفلاقة فى دحر المحتل الفرنسى.

وتحمل مسرحية زمان الفلاقة فى أبعادها ومقاصدها ردا بأسلوب فنى نبيل على الجماعات الارهابية المتحصنة بالجبال والتى نصبت نفسها فى مرتبة الفلاقة فى حين لا تعدو أن تكون سوى عصابات اجرامية تشرع القتل باسم الدين.

يتواتر فى المسرحية من حين لاخر استحضار الاماكن التى كانت شاهدة على بوطولات المقاومة التونسية كجبال برقو من ولاية سليانة وعرباطة وسيدى عيش من ولاية قفصة والسمامة من ولاية القصرين واشكل من ولاية بنزرت والحامة من ولاية قابس وعديد المناطق الاخرى وهى أماكن تجلت قداستها فى تدوين تاريخ المقاومة التونسية ودورها فى لم شمل الشعب التونسى وتكريس الوحدة الوطنية لكنها دنست من طرف الارهابيين بعد أن حولوها الى جبهة يتقاتل فيها أبناء الشعب الواحد.

يقول كاتب النص وبطل زمان الفلاقة زهير الرايس فى حديثه ل عن هذا العمل كثير ما نستحضر مصطلح الارهاب والعمليات الارهابية عندما نتحدث عن جبال الشعانبى والسمامة وعرباطة أو غيرها وارتأينا من خلال هذا العمل أن نعيد لهذه الاماكن التى يتحصن فيها الارهاب رمزيتها الحقيقية فى احتضان المقاومة التونسية .

ولم يغفل مخرج هذا العمل عن دور المرأة التونسية السياسى والنضالى فى تاريخ الحركة الوطنية ليذكر بأعمالها فى مساعدة المقاومة بالفكر والساعد وهى أيضا روية تدحض الافكار الرجعية التى تنظر الى المرأة كجسد للمتعة الجنسية ولا تتعدى وظيفتها مما يعرف ب جهاد النكاح .

يتكرر فى المسرحية مصطلح حظر التجول وهو ايحاء للوضع العام الذى تمر به تونس فى الوقت الراهن ولكن بقدر ما تم تكرار هذا اللفظ أى حظر التجول فقد قابله معجم الورود بمشتقاتها ياسمين فل قرنفل.

وهو ما لوحظ فى الحوار الذى دار بين زهير الرايس وأمال الفرجى اش تعمل هونى ممنوع حظر تجول فتجيبه أيا نوار ورد قرنفل ياسمين.
وهى معانى للحب والامل وثقافة الحياة والجمال ضد ثقافة الموت.

تنتهى مسرحية زمان الفلاقة بتسمية الملاحم البطولية التى خاضها شهداء الحركة الوطنية وتاريخ وقوعها وصولا الى شهداء الوطن فى أحداث بن قردان الاخيرة بما يدل على أن القوات الوطنية الحاملة للسلاح بمختلف تشكيلاتها هى استمرار للفلاقة فى دحر الارهابيين وتطهير البلاد منهم.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.