حلقة حوار بمعرض تونس الدولى للكتاب حول مفكرو الاسلام الجدد

 

هل نحن بحاجة لنقد الدين حاليا هل يعيش الاسلام حالة تستدعى فعلا ميلاد تيار جديد من الفكرى النقدى ومن المفكرين الجدد هل أدى تنامى الفكر النقدى للدين الاسلامى خلال السنوات الاخيرة الى بروز العنف الدينى الذى نعيشه اليوم هذه الاسئلة وغيرها تمت اثارتها اليوم الاربعاء ضمن حلقة حوار انعقدت بمعرض تونس الدولى للكتاب وشارك فيهاعدد من الباحثين والجامعيين من بينهم عبد المجيد الشرفى وفوزى البدوى وناجية الورغى.

وفى هذا الاطار ذكر عبد المجيد الشرفى أن الدين الاسلامى وكأى دين اخر بحاجة الى من يكشف المتغيرات التى تحصل فى أشكال التدين وبالتالى فهم كيف يمارس هذا الانسان طقوسه الدينية وهل تطورت وتأثرت بتغير السياق التاريخى أم بقيت كما وصلت اليه من السلف والعلماء الاوائل مشيرا الى ان العديد من الدراسات المقارنة أكدت ان فهم الدين يخضع للظرف التاريخى الذى يعيش فيه الانسان المسلم.

وأضاف أن هذه الدراسات أشارت كذلك الى اختلاف الممارسة الدينية لدى مسلم اليوم عما كانت عليه عند مسلم الامس ذلك أن تأويل النص القرانى وكذلك النصوص السنية تختلف من عصر لاخر وربما من شخص لاخر وهو مااحدث نوعا من انفصام الشخصية لدى المسلم المتدين ومن ثمة دخلت العلوم الانسانية على الخط لمحاولة فهم الحاجة للتفكير المجدد والمتجدد فى اشكال التدين التى تبقى نسبية وفق تقديره.

واعتبر الشرفى أيضا أن الموسسة الدينية الرسمية فى العديد من الدول العربية والاسلامية فقدت الكثير من مصداقيتها وذلك بقطع النظر عن النقد الموجه لها.

وقال فى هذا الصدد منذ الحرب العالمية الثانية وبداية عهود الاستقلال فى عدد من الدول العربية والاسلامية كان القائمون على هذه الموسسات غير محايدين سياسيا وهذا افرز مواقف مغايرة من الموسسة الدينية الازهر فى مصر الزيتونة فى تونس.

كما أن غياب نقد حقيقى لهذه الموسسات ساهم فى تكلسها وأبرزت الباحثة والجامعية ناجية الورغى أهمية التفكير فى مدى الحاجة لفكر نقدى للدين مضيفة أن هذا الاخير هو فى الحقيقة سلاح ذو حدين بحيث يمكن أن يساعد على تحقيق التقدم والرقى او ان يكون مدمرا له.

وقالت /ان الاشكال اليوم هو كيف نجعل الشاب يميز بين الاجتهاد فى الدين وبين تلك التراكمات التاريخية التى أنتجها علماء على امتداد عقود من الزمن وهى تبقى دائما اجتهادات ليس لها صفة الاطلاق/.

الدكتور فوزى البدوى أوضح انه يجب التفريق بين الدين والانسان المتدين وان هذا الاخير وجد فى كل الحقبات التاريخية والحضارية وفى كل الاديان وليس الاسلام فقط موضحا ان المشكل الذى يعترضنا اليوم لفهم الاسلام هو أن المسلم اليوم أسس ايمانه على وعى معين فى فترة تاريخية معينة وان كل مصادرنا الاسلامية المكتوبة تعود للقرن الثانى للهجرة القران السنة.

والنتيجة أن العلماء لم يكتبوا ما وقع فعلا بل كتبوا ما يعتقدون انه وقع فعلا وما قيل لهم انه وقع فعلا حسب قوله. وتساءل /هل ان مفكرى الاسلام الجدد هم فعلا سبب الازمة الحالية التى يعيشها الاسلام هذا الاسلام الذى بلغ درجة كبيرة من العنف وخاصة بروز الاسلام الداعشى/ قبل أن يستطرد قائلا /هولاء ساهموا فى نقد الدين الاسلامى خاصة من خلال تفكيك الموسسة الدينية الرسمية/.

وأضاف فى سياق اخر/ان الزيتونة اقتنعت بضرورة الاصلاح وان العلامة الطاهر بن عاشور ذكر ان الزواتنة على وعى بضرورة تغيير الامور خاصة بعد تنامى الصراعات السياسية مع بداية الاستقلال وان بورقيبة حاول تطويع هذه الموسسة الدينية لخدمة البعض من اصلاحاته المجتمعية/ حسب رايه.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.