بعد عملية بن قردان : التحديات الأمنية مازالت قائمة واجراءات جديدة لتعزيز القدرات العسكرية

فى منطقة الشوشة على بعد مسافة أربعة كيلومترات من الحدود الليبية ركز فريق تابع للفوج 33 استطلاع خيامهم التى تغير مكانها حسب تطور الاحداث والمعطيات فى هذه المنطقة المتحركة من معتمدية بن قردان التى كانت منذ وقت قريب ساحة معارك وقف فيها الجيش والامن مسنودين بالمواطنين فى وجه الارهابيين.
وتعد هذه المنطقة الحدودية الاخطر على مستوى التهديد الارهابى باعتبار قربها من مواطن العمران مقارنة ببرج الخضراء فى تطاوين التى تبعد مسافة أربع ساعات على الاقل عن أقرب نقطة اهلة بالسكان وفق ما بينه مقدم بالجيش الوطنى مساعد امر الفوج 33 استطلاع التابع لقوات المشاة ميكانيكية فى عرض قدمه أمام وفد من الصحفيين يمثلون وسائل الاعلام الوطنية المكتوبة والمسموعة والمرئية خلال زيارة ميدانية الى مدينة بن قردان التابعة لولاية مدنين.
مدينة بن قردان الواقعة فى أقصى الجنوب الشرقى والتى تبعد 596 كلم عن تونس العاصمة تربطها بليبيا حدود برية جنوبا تمتد على طول 97 كلم فى حين تمتد سواحلها المطلة على البحر الابيض المتوسط شرقا.
ويعتمد جزء من أهالى هذه المنطقة البالغ عددهم 80 الف نسمة على تهريب السلع لبيعها فى السوق الموازية مثل المحروقات والملابس والسجائر بالاضافة الى تجارة صرف العملة فى انتظار تنفيذ الوعود باقامة منطقة للتبادل الحر لدفع التنمية فى هذه الربوع.
وقد عاشت المنطقة منذ 2011 فراغا أمنيا نسبيا زادته الفوضى فى ليبيا خلال ثورتها حدة بسبب انتشار السلاح فيها على نطاق واسع مما تسبب فى ازدهار تجارة الاسلحة وهو ما دفع الى اقرار المناطق الحدودية مناطق عازلة وفق قرار رئاسى فى أوت 2013 قصد السيطرة على الحدود من جهة ولمعالجة ما انجر عن تلك الفوضى من تهريب للسلاح من جهة أخرى.
اليوم ورغم مرور حوالى ثلاث سنوات مازالت الجهة تواجه التحديات ذاتها وان خفت حدتها حسب المسوول العسكرى الذى بين أن الوحدات العسكرية والامنية تعمل الى جانب حماية التراب الوطنى على مكافحة التهريب فى الاتجاهين بين تونس وليبيا والتصدى للهجرة غير الشرعية عبر البر والبحر ولتسلل المجموعات الارهابية.
وقد تم فى ديسمبر 2015 وعلى مستوى الحدود فقط حجز ما قيمته 1ر2 مليون دينار من المواد المهربة والتى تكون عادة مواد مدعمة ومواد كحولية فى اتجاه ليبيا مقابل حجز محروقات أو سلاح أو عملة صعبة فى اتجاه تونس دون اغفال محاولات التسلل المتعددة فى الاتجاهين لا سيما من قبل متطرفين للالتحاق بما يسمى ب داعش 0 ويسهر الفوج 33 استطلاع بمختلف تشكيلاته على حماية قرابة 50 كلم مربع ويتقاسم تأمين كامل المنطقة العازلة مع الفوج 17 صحراوى.
كما يركز فيها نقاط مراقبة وتفتيش مشتركة مع الحرس الوطنى.
// المنطقة العازلة لا تكفى لحماية الحدود اعتبر المقدم بالجيش أن وجود منطقة عازلة وحده لا يكفى للسيطرة على الحدود وحمايتها وأنه قد تم اتخاذ اجراءات مصاحبة للدعم وأهمها الساتر الترابى والخندق الذى يمتد على مسافة 196 كلم من راس الجدير الى الذهيبة معلنا أنه تم الى حد الان استكمال 90 بالمائة من أشغاله.
وقال ان منظومة الحواجز الترابية والتى شكك البعض فى جدواها من الصعب تجاوزها.
كما أن لها دور هام فى تعطيل محاولات العدو من المرور الى حين وصول أقرب دورية على عين المكان .

وتعمل وزارة الدفاع بالتعاون مع كل من الولايات المتحدة الامريكية والمانيا على تركيز منظومة مراقبة الكترونية فى هذه المنطقة فى أقرب الاجال من خلال تشييد أبراج مراقبة تمكن من رصد الحدود على بعد 30 كلم وهى منظومة ستساهم فى تحقيق نقلة نوعية للعمل الحدودى حسب المسوول العسكرى.
ويساهم التنسيق مع القوات الامنية والعمل المشترك والتواصل اليومى بين القيادات والاجتماعات فى وضع خطط عمل ناجحة لحماية هذه المنطقة الحدودية بدرجة أولى وحماية البلاد بأكملها من الخطر القادم عبرها حيث تقوم هذه الوحدات بتأمين نقاط حساسة وبتنفيذ دوريات برية وساحلية مشتركة وتركيز نقاط مراقبة وتفتيش.
كما تساهم القوات العسكرية فى دعم عمليات المداهمة الى جانب مهامها فى تمشيط المنطقة.
كما لا يمكن التغافل عن أهمية التجهيزات والمعدات الحديثة التى تم تعزيز الوحدات العسكرية بها خلال الفترة الماضية والتى تتلاءم مع خصوصية البيئة الصحراوية بما ساهم بدرجة كبيرة فى تعزيز قدراتها على مواجهة الخطر الارهابى ودحر العناصر الارهابية وبالخصوص خلال أحداث بن قردان 7 مارس 2016 0 // أحداث بن قردان 00 تفاصيل جديدة ونجاحات لا تخفى تواصل التهديد أكد مساعد امر الفوج 33 على أهمية العربات المصفحة واليات الكيربى فى اسناد القوات العسكرية خلال مواجهة الارهابيين فى أحداث بن قردان لانها تمكن من حماية الاعوان داخلها والاقتراب كثيرا من الهدف والقضاء عليه باعتبار أن الاسلحة المستعملة من قبل هذه المجموعات لا يمكنها أن تخترق هذه الاليات المدرعة .

وبالرجوع الى تفاصيل هذه العملية يقول المسوول العسكرى ان المجموعات الارهابية بادرت بالهجوم على منطقتى الحرس والشرطة فى مرحلة أولى لعلمها بأن القوات العسكرية سترسل تعزيزات وقوات دعم حال بلوغها المعلومات ولذلك كان عدد من عناصر هذه المجموعة منتشرا على حدود الثكنة العسكرية بهدف اقتحامها حال فتح الابواب .

ونظرا لاستعداد القوات العسكرية ولتوفر معلومات بخصوص امكانية حدوث مثل هذا الهجوم فان رد الفعل كان سريعا اذ أن أول الضربات الناجحة كانت من قبل جندى أول فى نقطة حراسة تمكن لوحده من قتل 3 ارهابيين وهو يعلن عبر الجهاز اللاسلكى ارهاب ارهاب لتصل الحصيلة خلال الايام الثلاثة الاولى الى 46 قتيلا فى صفوف الارهابيين.
ويواصل المسوول روايته لاحداث بن قردان تلك العناصر الارهابية كانت تضع مخططها منذ فترة ولذلك كانت ضرباتها دقيقة ومنهجيتها مدروسة عبر قطع الاتصالات واستهداف غرفة امر الفوج بقذيفة أر بى جى والهجوم على الثكنة من كافة الاتجاهات الى جانب اطلاق رصاص مكثف على نقاط الحراسة والتمركز فى مأوى السيارات المدنية المقابل للثكنة العسكرية.

كما أكد أنه تم استغلال صومعة جامع جلال كموقع للتمركز واطلاق الرصاص من رشاش أحد الارهابيين مفندا بذلك تصريحات سابقة لمسوولين فى الحكومة نفوا فيها امكانية اطلاق النار من داخل الجامع بل من مكان قريب منه.
وقد أشار المصدر الى أن أكثر ما ساهم فى مواجهة هذا المخطط الكبير لاعلان بن قردان امارة اسلامية بعد عزلها عن باقى المناطق المجاورة هو الاستعداد والجاهزية بفضل توفر المعلومات وبالتالى التمكن من الاستعداد النفسى واللوجستى لخوض المعركة فضلا عن التجهيزات المتطورة وخاصة الاليات المدرعة.
فى المقابل أكد المسوول العسكرى أن نجاح هذه العملية التى انتهت يوم 20 مارس الماضى بعد القضاء على اخر عنصر ارهابى وصفه المسوول ب المقاتل الشرس والذى تطلب قتله ساعات طويلة لا يمكن أن يخفى حجم التهديدات المتواصلة فى هذه المنطقة فمخازن السلاح المكتشفة لن تكون الاخيرة.
كما أنه يصعب التأكد من عدد المنتمين الى هذه المجموعات الارهابية والداعمين لهم والجزم بتواصل وجودهم فى المنطقة من عدمه .

سويعات معدودة استغرقتها الزيارة التى قام بها الصحفيون الى هذه المنطقة العازلة و المعزولة تابعوا خلالها محاكاة لعملية مطاردة سيارة مشبوهة تحاول اجتياز الحدود.
كما تعرفوا على عينة من الاسلحة من العيارات الصغيرة والكبيرة وقاموا بزيارة المعبر الحدودى براس الجدير ليخرجوا منها بقناعة راسخة وهى أن الانتماء الى الجيش والعمل فى صفوفه وخاصة فى مثل تلك المناطق الوعرة ليس مجرد مهنة شاقة بل هو شرف ومسوولية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.