المكلف بالاعلام في وزارة الداخلية يكشف لـ”المصدر” : الارهابيون غيروا استراتيجياتهم..ولهذه الأسباب وجب اصلاح المؤسسة الأمنية

almasdar-tunisie-yaseer-mosbeh

رغم قساوة الأحداث الارهابية الدامية التي عاشتها مدينة بن قردان التونسية في 7 مارس 2016 والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين وأبناء المؤسستين الأمنية والعسكرية فان هذه العملية تبقى من أنجح العمليات ضد التنظيمات الارهابية و احدى أهم النجاحات التي تفخر بها المؤسسة الأمنية التونسية .
وحول هذه العملية أجرى “المصدر” حوارا مع الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ياسر مصباح الذي أكد أن هذا النجاح الأمني ما كان ليكون لولا تعاون المواطنين مع الوحدات الأمنية ، ومساهمتهم في الكشف على بعض تحركات الارهابيين .
كما أشار مصباح أن الوحدات الأمنية خاصة ببن قردان في حالة تأهب دائم وأن الجاهزية الأمنية وسرعة الرد على الارهابيين هو ما ساهم في افشال مخططهم.
وأكد ياسر مصباح أن الأمنيين طالبوا المواطنيين بملازمة منازلهم حرصا على سلامتهم خاصة وأن بعض الارهابيين قد تفرقوا لتشتييت العمل الأمني، كما أنهم حاولوا الاندساس في صفوف المواطنيين الا أنهم لم ينجحوا بفضل سرعة الرد الأمني وخبرة القوات التي شاركت في العملية.
الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية نفى نفيا قاطعا ما تم تداوله بشأن السيارات رباعية الدفع التي هاجمت المواطنين مباشرة مؤكدا أنه كان متواجدا على عين المكان.
عملية بن قردان راح ضحيتها 13شهيدا من أبناء المؤسسة الأمنية والعسكرية و 7 مدنيين وجرح خلالها.
هذه العملية أيضا أفضت على مقتل 46 ارهابيا والقاء القبض على 17 آخريين.
وتم خلال هذه العملية الارهابية كشفت وجود كميات كبيرة من الأسلحة داخل التراب التونسي : فكيف تمكن الارهابيون من ادخال هذه الكميات الهائلة وماهي الطرق التي تم اعتمادها؟
وحول هذا الموضوع أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ياسر مصباح أن الارهابيون تمكنوا من ادخال هذه الأسلحة عبر مسالك التهريب والمسالك الصحراوية نافيا أن تكون عبر المسالك الرسمية.

كما أكد ياسر مصباح أن الوحدات الأمنية كشفت محاولات متعددة لادخال الأسلحة عبر الشريط الساحلي التونسي الليبي مرورا بالجنوب التونسي، ومنه إلى العاصمة، مشيرا الارهابيين قد غيروا استراتيجياتهم في التنقل وفي التعاملحيث أنهم باتوا يستعملون طرقا ووسائل مختلفة وعصرية أكثر .

كما أشار محدثنا الى أن كميات  الأسلحة التي تم استعمالها في عملية بن قردان قد دخلت الى التراب التونسي في فترة الانفلات الأمني ابان الثورة مؤكدا  أن الثورة الليبية أثرت على الوضع الأمني التونسي .
واعتبر الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أن عملية بن قردان قد أفضت الى الكشف عن كميات هائلة من الأسلحة في تونس.
كما كشف ياسر مصباح ان هذه الأسلحة كانت مخبأة في حفر تحت الأرض لضمان عدم اكتشافها، الا أن الأجهزة الأمنية الكاشفة للأسلحة والكلاب المدربة ساهمت في الكشف عنها.
هذا الانفلات اثر الثورة ساهم في تردي الوضع الأمني في تونس، ولكن كيف ساهت الانتدابات العشوائية في تلك الفترة وانتماء بعض العناصر الى تيارات دينية متشددة في تسهيل دخول الأسلحة الى التراب التونسي؟
وحول هذا الموضوع نفى الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية نفيا قاطعا تواطئ المؤسسة الأمنية مع الارهاب مشددا على تغليب الأمنيين لمصلحة الوطن قبل كل شيء.
وأقر مصباح من جانبه بوجود بعض النقائص والاخلالات حيث أن العمل الأمني مثل أي عمل بشري لا يمكن أن يرتقي الى مرتبة الكمال.

كما أشار محدثنا الى أن اصلاح المؤسسة الأمنية يهدف الى ادراج طرق ومناهج جديدة في التعامل الأمني تتماشى مع التغير الديمقراطي من أجل  تلافي الأخطاء ، وتحديث المؤسسة الأمنية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.