البرلمان يصادق على التمديد لشركة “برنكو” في استغلال امتيازي “باقل” والفرانيق”

 

صادق مجلس نواب الشعب، في جلسة عامة، الخميس، على مشروعي القانون 59 و60 لسنة 2016 اللذان يمكنان من التمديد لشركة “بيرنكو” في استغلال رخصتي “مدنين” و”دوز” المتأتي عنهما امتيازا “باقل” و”الفرانيق”.

وأبدى عدد هام من النواب اعتراضهم على هذا التمديد إذ شددت النائبة سامية عبو “أنه سيجري الطعن في هذين القانونين إن تمت المصادقة عليهما” معتبرة أن التمديد لهذه الشركة “يعد نوعا من التشجيع على الفساد”، وفق تعبيرها.

وبينت ، في نفس الإطار، أن تقرير دائرة المحاسبات يكشف مجموعة هامة من الاخلالات التي ارتكبتها شركة “بيرنكو” مما “يتطلب فسخ عقدها بدلا من التمديد لها”، حسب تقديرها.

وذكرت أن من بين هذه الاخلالات “تأخر في أعمال المراقبة والتدقيق لفترة تجاوزت 24 سنة علاوة على وجود مصاريف كبيرة لا مبرر لها مع تلويث البيئة خاصة وأنها ملزمة بالمحافظة على المحيط”.

وتساءل النائب زياد الأخضر ، من جهته، عن “سبب إصرار شركة بيرنكو على التمديد في استغلال الرخصتين المذكورتين خاصة وأن وزارة الطاقة والمناجم أكدت أن الابار المستغلة لم تعد تتوفر على مكامن هامة”.

وأشار الأخضر إلى “وجود وثيقة موقعة بين وزير صناعة سابق (بعد الثورة) وشركة بيرنكو من أجل حفر بئر والوصول إلى مستويات جيولوجية من أجل استخراج غاز الشيست”.

وأبرز، في ذات الصدد، “وجود شبهة فساد في ما يتعلق ببرامج تونس من الطاقات المتجددة ومنها تزويد أكثر من 2 مليون مسكن في البلدان الأوروبية من الكهرباء التونسية المستخرجة من الطاقات المتجددة”.

ودعت النائبة سلاف القسنطيني، من جانبها، إلى ضرورة مراجعة المنظومة القانونية لقطاع الطاقة وتوحيدها حماية لمصالح الدولة من “تغول هذه الشركات”.

وبين النائب رضا الزغندي أن خمس العقود البترولية، فقط، خاضعة لمجلة المحروقات استنادا لتأكيدات قضاة اداريين للنواب مشيرا إلى أن خبرات وكفاءات تعمل صلب الشركة التونسية للأنشطة البترولية انضمت للشركات الأجنبية الطاقية المقيمة بتونس وهو ما أدى إلى “ضعف قدرة الشركة التونسية للأنشطة البترولية على مراقبة مدى التزام هذه الشركات بتعهداتها”.

واجمع أغلب النواب “على وجود فساد وغياب للشفافية في قطاع البترول (بحثا واستكشافا واستخراجا) في تونس” مطالبين بمزيد الكشف عن خفايا العقود التي تربط البلاد بالشركات الأجنبية الناشطة في المجال”.

وأكد وزير الطاقة والمناجم منجي مرزوق، فى رده على تساؤلات النواب، “ان الفساد فى قطاع المحروقات يتجاوز بكثير الفساد الموجود فى قطاعات اخرى مؤكدا ان الوزارة تدقق فى كل الملفات التى تحوم حولها شبهات فساد”

وبين ان وزارته تعتزم تخصيص برنامج للمسؤولية المجتمعية تلتزم به الشركات الناشطة في مجال الطاقة في ولاية صفاقس بعد أن تم اقراره في ولايتي قبلي وتطاوين.

وذكر مرزوق ان قطاع المناجم يعيش عدة صعوبات خاصة في ظل توقف الانتاج لخمس سنوات بمناجم أم العرايس والرديف حيث لم تتجاوز مدة الانتاج 5 اشهر مشيرا الى أن وزارة الطاقة والمناجم” تسعى الى دفع نسق الانتاج في هذا المجال”.

وأشار، بالمناسبة، الى اعتزام الحكومة تطوير قدرات الشركة التونسية للأنشطة البترولية حتى تكون لها القدرة على استغلال الثروات الطبيعية بالبلاد.

وأفاد أن الموافقة على التمديد لرخصتي استغلال امتياز “باقل” و”الفرنيق” ارتكزت بالأساس الى قدرة شركة “بيرنكو” على توظيف امكانياتها في الاستغلال بالنظر الى أنها عملت بهما سابقا وتعرف كيفية توظيف المدخرات والمكامن به وهو ما سيؤدي الى نجاح المشروع الاقتصادي .

وبين الوزير أن الشركة المذكورة “سددت كل ما عليها من مستحقات لفائدة الدولة التونسية بالكامل منذ عامين مبرزا أن الموافقة على التمديد يخدم مصلحة تونس الاقتصادية” .

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.