المنسقة العامة لتظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 تكشف عن المشاكل التي عرقلت عمل الهيئة خلال الفترة الماضية

sfax

دعت هدى الكشو المنسّقة العامة لتظاهرة “صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016” إلى ضرورة التحلّي بعقلية رصّ الصفوف والتكاتف والتعاون من أجل إنجاح التظاهرة فيما تبقّى من عمرها، وأكدت خلال لقاء إعلاميّ اِنتظم عشية الجمعة 23 سبتمبر الجاري بحضور عدد من الإعلاميين والمثقفين ونوّاب الجهة في مجلس نوّاب الشعب، أنّ كل الأبواب مفتوحة أمام الجميع والأيدي ممدودة لمن يرغب في تقديم الإضافة ودعم مختلف برامج التظاهرة.
وقال الكشو “لا نقصِ أحدا ومستعدّون للإستماع إلى كل المقترحات وللتعاون مع الجميع شرط أن يكون الهدف الوحيد هو التحليق بالتظاهرة…”
وأضافت “نرحّب بالنقد وإبراز السلبيّات ولكنّنا ننتظر بالمقابل تقديم البدائل والأفكار البنّاءة، مؤكدة أن النيّة تتجه الآن إلى العمل مع مكوّنات المجتمع المدني والمؤسسات التربوية والجامعات لتجسيد عددا كبير من المشاريع الصغرى.
وتناول اللقاء الإعلامي أربعة محاور أساسية وهي أوّلا تقديم التقريرين الأدبي والمالي لنشاط الهيئة خلال الفترة السابقة ثمّ النظر في مشاكل البنية التحتية، فالنظر في البرنامج الثقافي، وأخيرا الإجابة عن مختلف التساؤلات والاستفسارات.
وتولّت المنسّقة العامة للتظاهرة تلاوة التقرير الأدبي والمالي لنشاط الهيأة خلال الفترة الماضية، وتحدّثت عن عديد المشاكل التي عرقلت نشاط الهيأة، وأثّرت على أدائها سواء فيما يتعلّق بالبنية التحتية أو البرنامج الثقافي،حيث أقرّت بوجود عديد المشاكل والعراقيل.
وعرّجت الكشو على حفل الافتتاح، حيث أكّدت أنّه لم يخلُ من مشاكل وهنّات، كان من أهم أسبابها عدم اِلتزام بعض المتعهّدين باِلتزاماتهم مثل فشل إطلاق المناطيد، وسوء التنظيم في السيطرة على الأمواج البشرية التي فاقت الربع مليون شخص توافدوا على المدينة لحضور الإفتتاح ما سبّب اِمتعاضا لدى الكثيرين بسبب تأخر إنجاز بعض العروض نظرا لارتباط البرمجة بالحفل البروتوكولي، ومع ذلك لم يتمّ تسجيل أي حادث، هذا فضلا عن غياب شاشات عملاقة للمواكبة.
ومع ذلك، كان الحفل البروتوكولي ناجحا وواكبته تغطية إعلامية عربية هامّة، حيث روّج الحفل لصورة تونس الآمنة لدى الأشقاء العرب والأجانب وهو ما جعل الدول العربية والغربية تسعى للمساهمة في التظاهرة بأسابيع ثقافية تفوق الإمكانيات المتاحة.
وذكّرت الكشو أنّ حفل الافتتاح لم تتجاوز تكلفته الـ 800 ألف دينار وبذلك وفّر أكثر من 350 ألف دينار من الميزانية المرصودة.
هذا وشهدت الجلسة جدلا واسعا خاصة حول مشروع المكتبة الرقمية التي شدّد كثير من المتدخّلين لضرورة التخلّي عنه في الوقت الحالي والإهتمام ببرامج ومشاريع أسهل من حيث الإنجاز نظرا لما شهدته الميزانية المرصودة لتحويل الكنيسة لمكتبة رقمية من تطوّرات بلغت الضعف.
واقترح البعض تخصيص تلك الأموال في الوقت الحاضر للبنية التحتية في الجهات بما أنّها جزء من الجهة، كما اقترح البعض الإهتمام بالمدينة العتيقة وشط القراقنة وتجاوز موضوع الكنيسة مرحليّا، فيما أشار آخرون إلى ضرورة التحرّك اكثر على المستوى الإتصالي لتكون عاصمة الثقافة العربية حاضرة بقوة بفعالياتها وأخبارها بين الناس وبشكل لافت، بينما اِعتبر البعض أنّ هذا الحدث هو بمثابة المنعرج التاريخي للمدينة ويجب أن يترك بصماته بعد إنتهاء الفعاليات من خلال إنجازات ملموسة تبقى لأبناء الجهة.
وهنا أشارت الكشو أنّ أهمّ ما يعرقل هذا مشروع الكنيسة هو اِلتزام رئيس الهيأة المستقيلة بتوفير مليون دينار من الإستشهار ومساهمات رجال الأعمال وهو ما لم يحدث وهو ما يجعل الهيأة الحالية أمام مأزق قانوني لأنه لا يمكن توفير هذا المبلغ من ميزانية الدولة، وقد تمّ توثيق اِحتراز في هذا الصدد يوم تسليم المهامّ.
وعلى مستوى تعزيز الخطة الإتصالية قال المنسّقة العامة أنّه تمّ الإتفاق على افتتاح مكتب إعلامي في العاصمة للمساهمة في الترويج للتظاهرة على المستوى الوطني.
وفي ذات السياق قالت أنّ “البرنامج الذي وجدته الهيأة عميق في معناه لكنّه يفتقد الصبغة الترويجية للحدث من ذلك اِستضافة أسماء هامة يمكنها أن تساهم في الترويج لصفاقس كعاصمة للثقافة العربية وهو ما اِنطلقنا فيه فعلا من خلال الإشتغال على تصوّرات قريبة من الناس حتى لا يبقى البرنامج نخبويّا..”

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.