العباسي: “مساندة أصدقاء تونس وشركائها ودعمهم لها في إنجاح الانتقال الديمقراطي، يتطلب مراعاة الظروف التي تمر بها”

houssine-abassi

أكد الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، اليوم الاثنين، أن “مساندة أصدقاء تونس وشركائها ودعمهم لها في إنجاح الانتقال الديمقراطي، يتطلب مراعاة الظروف التي تمر بها والتعامل معها على اساس أنها في فترة بناء ديمقراطية ناشئة”، وذلك من خلال التشجيع على الاستثمار فيها وتبسيط الاجراءات التي تكبل عجلة التنمية الاقتصادية.

ولفت العباسي، خلال مائدة مستديرة حول “خلق فرص للشباب”، انتظمت، بضاحية قمرت، في إطار أشغال اليوم الأول للمؤتمر الوزاري الذي تستضيفه تونس يومي 3 و4 أكتوبر الجاري بعنوان “سياسات أفضل لنمو شامل واندماج اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا”، إلى أن الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي “لا يتعاملان مع بلادنا على هذا الأساس”، مشددا على ان ذلك “يتطلب تفسيرا جيدا للظرف الذي تمر بها تونس من أجل إنجاح ثورتها، بما سينعكس إيجابيا على إشعاع المنطقة العربية عموما”.

وأضاف العباسي قائلا “لا أمن ولا استقرار في العالم، دون استقرار اجتماعي لأن انعدامه يؤدي إلى اختلال الاقتصاد والأمن”، مذكرا، في هذا الصدد، بأن تونس مازالت تواجه تحديا أمنيا كبيرا وهو مقاومة الإرهاب.

من جهته، اعتبر النائب الأول لرئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقلدية، هشام اللومي، في مداخلته بالمناسبة، أن ” أهم رهان نعمل على رفعه اليوم، بعد نجاحنا في عملية الانتقال الديمقراطي، هو الانتقال الاقتصادي”، لا فتا، في هذا الإطار، إلى أن نسبة النمو في السنوات الخمس الأخيرة تراجعت ثلاث مرات عن نسبة النمو التي أشعلت فتيل الثورة .

وأبرز اللومي أن التحدي الأكبر الذي تواجهه البلاد حاليا يتمثل في الترفيع في نسبة النمو وحل معضلة البطالة، معتبرا ان “الحل لا يمكن أن يكون اجتماعيا، وإنما اقتصاديا وذلك عبر خلق الثروة وإحداث مواطن شغل”.

وبين أن دفع الاستثمار يتطلب بالأساس إعادة بناء صورة أكثر إيجابية عن تونس من تلك التي يتم ترويجها بالخارج، وهو ما يستدعي تضافر جهود مختلف القوى السياسية والأطراف الاجتماعية ومكونات المجتمع المدني وذلك باعتماد منهج الحوار مع تطبيق القانون والتعجيل في القيام بالإصلاحات الضرورية.

ولاحظ الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، أنجل غوريا، أنه على الرغم من التقدم الملحوظ الذي عرفته تونس والمنطقة عموما، خلال السنوات العشر الأخيرة، في مجال التربية والتعليم العالي، يبقى معدل البطالة في تونس من أرفع المستويات في العالم، مشيرا، في هذا المضمار، إلى أن تقريرا حديثا للمنظمة بعنوان”الاستثمار في الشباب في تونس”، كشف عن تدهور سوق الشغل بطريقة متضاربة مقارنة مع تحسن مستوى التعليم فيها.

وأكد المسؤول أنه لا يمكن الحديث عن إدماج الشباب في الحياة الاقتصادية، دون تشريكهم في السياسات والاستراتيجيات التي تضعها الدولة في التشغيل والاقتصاد، داعيا، في هذا الإطار، إلى خلق مجالس للشباب واعتماد التكنولوجيات الحديثة والميديا الاجتماعية في التواصل معهم بهدف تعزيز دور الشباب في المشاركة في الحياة الاقتصادية والمسار السياسي.

ولفت غوريا إلى ان قضايا الشباب لا يجب أن تكون حكرا على هيكل أو مؤسسة واحدة، وإنما يتوجب تشريك كل الوزاررات في حل مشاكلهم .

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.