بعد خمسة عقود من تأسيسها…أيام قرطاج السينمائية تجدد إشعاعها في سماء السينما العربية والإفريقية

jcc10

تزامنا مع خمسينية تأسيسها، تجدد أيام قرطاج السينمائية إشعاعها في دورتها السابعة والعشرين التي افتتحت أمس الجمعة في قصر المؤتمرات بالعاصمة بحضور كوكبة من نجوم الفن السابع والدراما من العالم العربي ومن إفريقيا ومن تونس، وجوه فنية من مختلف الأجيال التقطتها عدسات مصوري هذا العرس السينمائي الذي ظل متماسكا ووفيا لسينما عصره منذ تأسيسه سنة 1966على يد السينمائي الراحل الطاهر شريعة، الذي ساهم أيضاً في تأسيس مهرجان واغادوغو في بوركينا فاسو، والذي يعتبر التوأم لمهرجان أيام قرطاج السينمائية.
حلم السينما العربية والإفريقية يتواصل اليوم في دورة استثنائية شهد انطلاقها أيضا حضورا رسميا ممثلا في رئيس الحكومة يوسف الشاهد ووزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وعدد من أعضاء الحكومة والشخصيات السياسية، وفي هذا السياق أكد يوسف الشاهد في كلمة ألقاها بالمناسبة أن “تقدم الدول لا يقاس فقط بالتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وإنما أيضا بالتقدم الثقافي لأن الثقافة تلعب دورا كبيرا في مقاومة التطرف والإرهاب وانفتاح العقول” مشيرا إلى أهمية المصالحة بين المواطن التونسي والثقافة عموما.
وغير بعيد عن المسرح البلدي الذي اعتاد استضافة افتتاح الدورات السابقة، والذي يتواصل غلقه بسبب أشغال التهيئة، أقيم حفل الافتتاح مساء أمس الجمعة بقصر المؤتمرات وسط العاصمة نظرا لاتساع الفضاء وتيسير نقل مشهد احتفالي جميل لا سيما في ظل توافد أكثر من 450 سينمائيا من بلدان عربية وأجنبية.
وقد تضمن الحفل الافتتاحي فقرات موسيقية أمنها الثنائي زهير قوجة من تونس وقدور حدايدي من الجزائر من خلال تقديم معزوفات جمعت بين الطابع التونسي والغربي، فضلا عن عرض وثائقيات قصيرة تكريما لرواد صناعة السينما العربية والإفريقية على غرار المخرج المصري الراحل يوسف شاهين والمخرج السينغالي جبريل ديوب مامبيتي إلى جانب مجموعة من السينمائيين الذين رحلوا على مدى العام الماضي من أبرزهم كلثوم برناز.
وتم بالمناسبة تقديم جائزة خمسينية المهرجان للمخرج التونسي فريد بوغدير الذي كانت له بصمة خاصة في عدد من دورات المهرجان سواء من خلال المساهمة في عضوية لجان التحكيم أوإدارة الندوات أو من خلال أعماله “عصفور السطح” و”صيف حلق الوادي” وغيرها من الإنتاجات آخرها فيلم “زيزو”.
وأكد بوغدير خلال منحه هذه الجائزة على خصوصية جمهور أيام قرطاج السينمائية الذي يطالب بالجودة ويدافع دائما عن سينما الإبداع بعيدا عن السينما التجارية، حسب رأيه.
ومن جهته دعا رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة المخرج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو الذي توج آخر أعماله “تمبكتو” بجائزة السيزار الفرنسية لسنة 2015، كل السينمائيين العرب والأفارقة لترسيخ مبدأ التشاركية والتبادل الإبداعي بين الأجيال في الصناعة السينمائية لتظل ثابتة وملتزمة بالمقاييس الجمالية في الآداء والصورة.
قيدوم الممثلين المصريين جميل راتب حظي كذلك خلال حفل الافتتاح بتحية خاصة من الحاضرين باعتباره ضيف شرف المهرجان، كما كان في الموعد كل من الفنان عزت العلايلي وخالد النبوي وفريال يوسف ودرة زروق وهند صبري بطلة وشريكة في إنتاج فيلم الافتتاح “زهرة حلب” للمخرج التونسي رضا الباهي.
“زهرة حلب” الفيلم الذي تم اختياره لعرضه في سهرة افتتاح خمسينية الأيام، أرادته هند صبري في تقديمها له قبل بثه “هدية لكل امرأة تونسية مكافحة ومناضلة من أجل الحريات والإبداع”، وتؤدي هند صبري في هذا العمل دور البطلة “سلمى” التي تعمل مسعفة مما يجعلها تعايش الواقع اليومي القاسي “للمصابين” في المجتمع التونسي وبعد انضمام ابنها مراد إلى مجموعة سلفية تعزم سلمى على تخطي كل العراقيل واسترجاع ابنها لتنطلق في رحلة البحث عنه نحو الأراضي السورية عبر الحدود التركية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.