بالفيديو-من بينها المثلية الجنسية والحرب السورية: قضايا حارقة يعريها الحلم الأخير للراحل عز الدين قنون في “الشقف”

chkaf-gannoun

انطلقت أولى عروض أيام قرطاج المسرحية في دورتها الـ 18 بعرض مسرحية “الشقف” التي أخرجتها سيرين قنون ابنة الراحل عز الدين قنون والمخرج اللبناني مجدي أبو مطر.

“الشقف” هو انتاج لمسرح الحمراء وساهم فيه كل من المركز العربي الافريقي وفضاء م/ت بكندا بالاشتراك مع أيام قرطاج المسرحية تكريما منه للراحل عز الدين قنون.

ونجحت مسرحية “الشقف” في جمع ممثلين مسرحيين من جنسيات مختلفة على غرار البنين و سوريا و لبنان وتونس ووضعت قضاياهم تحت المجهر.

“الشقف” هو المكان الذي جمع كل هذه الشخصيات أما الزمان فهو ليلة لا ضوء فيها اعتزموا فيها “الحرقة” الى روما بحثا عن غد أفضل وهربا من واقع يحاصرهم فيه الظلم والقهر  والحرب والاعتداء على حقوقهم.

ضمت المسرحية ثمانية شخصيات من بينهم أربع تونسيين الأول مثلي جنسي رفضه المجتمع ونعته بأسوء النعوت وحكم عليه بالزواج درءا للفضيحة، فقرر الذهاب الى بلاد تحترم الذات الانسانية وتحترم الحريات الشخصية.

أما التونسي الثاني فهو سجين سياسي أرهقته البحوث الأمنية والأحداث السياسية ، هو شاب أنهكه واقع مليء بالاغتيالات السياسية والنفاق من التوافق.

هذا الشاب حاول الخروج من البلاد بطريقة غير شرعية أكثر من مرة الا أنه يفشل ويعيد الكرة فقط من أجل الراحة النفسية والحرية.

أما ريم الحمروني التي لعبت دور “جويدة” فقد طرحت قضية التهرب الجبائي والمحاباة في تونس والتعامل الأمني مع البائعين في الأسواق المحلية.

وطرحت ريم الحمروني اشكالية الرشوى التي يأخذها أعوان الأمن من أجل عدم حجز بضاعة البائعين فاما الدفع او حجز السلع دون تفكير في الوضع الاجتماعي الذي يعانيه البائعون الذين هم في الغالب يعيشون ظروفا اجتماعية سيئة.

اما الشبان الأفارقة فقد أنهكهم الاضطهاد وقانون الغاب فركبوا قارب الموت بحثا عن حياة أفضل.

الحرب السورية كانت من أبرز القضايا التي طرحت في مسرحية سيرين قنون حيث أن الممثلة السورية ندى الحمصي أبدعت في رسم الواقع السوري دون تجميل.

واعتبرت ندى أن الموت في سوريا أسرع من الموت في أي مكان آخر مشيرة الى أن الأهالي أصبحوا يشتمون رائحة الموت أينما حلوا.

ندى أو “العمة” كما يناديها أبطال المسرحية ركبت قارب الموت بحثا عن ابنها دون أن تعرف بأنه قد قضى نحبه على نفس القارب وبين يدي الريس وهو الشخصية التونسية الرابعة التي تبحث عن المال دون اهتمام بأوجاع الآخرين.

أما صوفيا موسا اللبنانية فقد انتحلت صفة فتاة سورية حتى تتعلم الرقص عند وصولها الى ايطاليا، كما أنها حاولت الهروب من العادات والتقاليد والأحكام المسبقة.

مسرحية “الشقف” تميزت بعمق  النص وبلاغة الحوار وجمالية الطرح وقدرة الممثلين على الاقناع رغم عدم تغير المكان.

هذه المسرحية “الشقف” مثلت الحلم الأخير لـ “الراحل عز الدين قنون ” فلم يبخل الفريق على تحقيقه واعطاء كل ما لديهم ليكون عملا متميزا ومقنعا.

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.