وقفة احتجاجية في بن قردان تنديدا بلامبالاة الجهات الرسمية لمطالب المعتصمين


صعد المعتصمون من أبناء بن قردان في تحركهم اليوم الثلاثاء، بتنفيذ وقفة احتجاجية امام مقر المعتمدية في محاولة
منهم للفت الانتباه الى وجود اعتصام اغلق اسبوعه الثالث احتجاجا على غلق معبر رأس جدير أمام انسياب السلع وعلى الوضع التنموي وللتنديد بما وصفوه
لامبالاة الجهات الرسمية التونسية لمطالبهم .
واعتبر الناطق الرسمي باسم الاعتصام عادل ناجي أن هذه الوقفة جاءت لامتصاص غضب واحتقان ابناء المنطقة واحتجاجا على سياسة اللامبالاة التي
تمارس جهويا ومحليا تجاه هذه المنطقة، معتبرا أنها رسالة الى المعنيين جهويا وحكوميا للالتفات الى منطقة مهمشة والى مطالب ملحة في حق أبنائها
في التنمية والعيش الكريم، وفق قوله.
ودعا عادل وكثيرون من المحتجين الذين تركوا مكان الاعتصام وتحولوا أمام مقر المعتمدية إلى تحرك عاجل من الحكومة حتى لا تخرج الامور عن
سياقها الطبيعي وترتفع حدة الاحتقان ،مشددين على ضرورة ان تبذل الحكومة جهودها في التفاوض مع الجانب الليبي لبحث حلول عاجلة للمعبر في انتظار
تفعيل المشاريع التنموية بالمنطقة، وفق ميلود اللافي.
ونبه الاتحاد المحلي للشغل ببن قردان على لسان رئيسه محسن لشيهب الى مخاطر تنامي الاحتقان وحصول انزلاق رغم جهود المجتمع المدني في تأطير
المعتصمين، معبرا عن التخوفات من أن يتواصل عدم وجود تجاوب مع مطالب المحتجين لينفذ الصبر وتفقد السيطرة على المعتصمين.
ودعا الحكومة الى فتح حوار مع الجانب الليبي لحلحلة الوضع باعتبار أن المعبر يمثل في الوقت الراهن المشغل الوحيد لابناء المنطقة في انتظار تفعيل
المشاريع التنموية.
وأوضح والي مدنين طاهر المطماطي في تصريح إعلامي، أن التواصل موجود مع المعتصمين ومع مكونات المجتمع المدني إلا أن الاشكال لا يتعلق
بالجانب التونسي لأن الوضع في ليبيا لا يسمح بالتفاوض في ظل وجود عدة أطراف .
وأضاف أن الحكومة التونسية تواصل جهودها رسميا ومركزيا لبحث حلول للوضع إلا أن الحل يبقى غير سهل، مشيرا الى محاولة المجتمع المدني في
الاسبوع الماضي جمع وفد ليبي في ولاية مدنين لبحث الحلول الممكنة الا ان المحاولة باءت بالفشل بسبب رفض المعتصمين وصول الوفد الليبي.
وشدد الوالي على تفهم الوضعية والسعي نحو حل الاشكاليات فيما أكد أن المشاريع التنموية التي وعدت بها الحكومة منطقة بن قردان في طريقها إلى
التفعيل إذ أن المنطقة الصناعية ستنطلق الاسبوع المقبل بعد أن تم إتمام كل الإجراءات الإدارية إلى جانب المنطقة اللوجستية التي قطعت أشواطا نحو
الطريق الصحيح وتم التفويت فيها الى ديوان التجارة وتعهدت الدولة بتهيئتها بكلفة خمسة وثلاثين مليون دينار.
وللتذكير فان اعتصام بن قردان يتواصل منذ فترة بالطريق الرابطة بين بن قردان وراس جدير على مستوى منطقة الزكرة ومعه توقفت حركة العبور بمعبر
راس جدير بعد أن اتخذ المعتصمون إجراء بمنع حتى الليبيين من العودة الى بلادهم بعد منع الوافدين والحركة الشاحنات التجارية الليبية في خطوة أولى
لتبقى بعض الحالات الاستعجالية فقط تمر عبر هذه الطريق من معبر راس جدير الحدودي.
وشهدت مدينة بن قردان مع انطلاق الاعتصام الذي يتزايد من يوم الى اخر عدد المنضمين إليه ركودا واضحا وتراجعا في النشاط التجاري بهذه المنطقة
التي عرفت بازدهارها تجاريا وبأنها مثلت وجهة عديد التجار والزوار من كامل البلاد للتزود بمختلف السلع المستوردة بها من اقمشة وتجهيزات الكترونية
وغذائية وسلع مختلفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.