ونحن على مشارف الذكري السادسة لثورة 14 جانفي..عصيان مدني، احتجاجات واحتقان في تونس

ونحن على مشارف احياء الذكرى السادسة لثورة 14 جانفي 2011 تشهد تونس عودة للتحركات الاحتجاجية حيث تعيش بعض الولايات على غرار تونس العاصمة سيدي بوزيد والقصرين وبن قردان حالة من الاحتقان والغضب في صفوف التونسيين الذين خرجوا في مسيرات احتجاجا للتنديد بالوضع الاجتماعي المتردي وللمطالبة بحق هذه الجهات في التنمية.

شغل، تنمية، عدالة اجتماعية مطالب انتفض من أجلها التونسيون ضد نظام بن علي والى اليوم مازال التونسيون في الولايات التي كانت الشرارة الاولى لانطلاق ثورة الحرية والكرامة يبحثون عن ثمار ثورتهم التي دفعوا ضريبتها العديد من الشهداء.

فالثورة التونسية لم تحقق بعد الأهداف التي كانت مرجوة منها والمكسب الوحيد الذي تحقق للتونسيين هو الحرية التي مازالت الى اليوم سلاحهم لتبليغ أصواتهم ومطالبهم، وهو ما يفسر عودة الاحتجاجات في عدد من معتمديات ولاية سيدي بوزيد التي كانت الشراراة الأولى للثورة، حيث تشهد منذ 10 أيام معتمدية المكناسي تحركات احتجاجية للمطالبة بالتنمية وتشغيل اعلن على اثرها الاتحاد الجهوي للشغل الدخول في عصيان مدني وقد بلغت أمس الثلاثاء 10 جانفي 2017 ذروتها عندما اقدم عدد من المحتجين على اقتحام مقر الولاية والمطالبة برحيل الوالي.

القصرين ولاية العشرين شهيدا تشهد بدورها موجة من الاحتقان بمعتمدية تالة بعد ان خرج المعطلون عن العمل وعدد من ابناء الجهة امس في مسيرة احتجاجية غاضبة تنديدا بتردي أوضاعهم الاجتماعية عمدوا على اثرها الى غلق الطريق الرابطة بين القصرين والكاف.

وبدورها شهدت اليوم الأربعاء 11 جانفي 2017 مدينة بن قردان من ولاية مدنين تحركات احتجاجية أُغلقت على اثرها المحلات التجارية والمؤسسات العمومية بعد ان عمد محتجون الى حرق عجلات مطاطية في ساحة المغرب العربي الكبير ليدخلوا بعد ذلك في مواجهات مع قوات الامن التي ردت عليهم إلقاء الغاز المسيل للدموع في حاولة لتفرقهم بعد تعمدهم رشق المنطقة بالحجارة.

وياتي الاحتقان الذي تشهده بن قردان نتيجة للشلل والركود اللذان تشهدهما المنطقة منذ شهرين تاريخ انطلاق اعتصام “بن قردان” والذي توقفت معه حركة العبور عبر معبر رأس جدير.

وتشهد تونس العاصمة أيضا بدورها حالة من الغليان في صفوف قدماء الاتحاد العام لطلبة تونس المفروزين أمنيا الذين دخلوا منذ أكثر من شهر في سلسلة من التحركات الاحتجاجية للمطالبة بتسوية وضعيتهم وتشغيلهم حيث ينفذ منذ أسبوع عدد من المعتصمين اضراب جوع مما ادى الى تعكر الحالة الصحية لاثنين منهم مما استوجب نقلهم الى المستشفى.

القصرين، سيدي بوزيد، بن قردان وغيرهم من الولايات الداخلية..ولايات همشت في العهود السابقة ودفعت العديد أرواح العديد من أبنائها كضريبة خلال الثورة وماتزال الى اليوم مهمشة والي اليوم لم تنل بعد نصيبها من التنمية رغم تعاقب الحكومات ورغم الوعود الكثيرة وهو ما يرجعه بعض المراقبون الى غياب الارادة السياسية الحقيقية للنهوض بالجهات الداخلية وتحقيق العدالة الاجتماعية..

فالى متى ستواصل الحكومات سياسة التهميش؟..

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.