“العزوف عن التصويت .. الخطر الاكبر الذي يهدد الديمقراطية” و”قضايا الارهاب مهددة بالتجميد وقضاة القطب المالي عملهم مشوب بالبطلان” و”مؤتمر اتحاد الشغل .. أجواء ساخنة وتجاذبات الى حد الاتهامات” و”الاختناق يشل الحركة في الطرقات .. متى يفتح ملف النقل العمومي؟” و”القروض الصغرى .. لماذا لم تساهم بالقدر الكافي في جهود التشغيل؟” و”من يسعى في خراب مستشفى الرابطة بالعاصمة؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
لاحظت صحيفة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم وجود عزوف متعاظم للتونسيين عن صناديق الاقتراع وذلك بالرجوع الى كل عمليات سبر الاراء حول نوايا التصويت التي أجريت في الاسابيع الاخيرة التي أكدت ذلك معتبرة أن ذلك يعود الى الارتياب الكبير أو عدم الثقة في السياسة وأهلها وقدرتهم على تغيير الاوضاع وهيمنة الصورة التي تقدم السياسي كشخص نهم لا يهتم الا بمصالحه الشخصية والحزبية ولا يلتفت لناخبيه الا في فترة الانتخابات فقط.
وأضافت أن تونس تقف الان أمام منعرج تحف به المخاطر الشعبوية من جهة والحنين الى القبضة الحديدية من جهة أخرى الامر الذي يحتم على الجميع احداث تغييرات جوهرية على العرض السياسي الحالي من حيث البرامج والافكار والممارسات والاشخاص كذلك.
وأشارت في ورقة أخرى أن أزمة المجلس الاعلى للقضاء تزداد عمقا خاصة أمام تمسك كل طرف بموقفه الذي يراه الباب الوحيد للخروج من هذا المنعرج الخطير الذي وصلت اليه الامور خاصة بعد أن خرجت رئاسة الحكومة عن صمتها وعبرت عن عدم استعدادها للتدخل في هذا الموضوع لانه شورى بين القضاة ولا سبيل لتدخل السلطة التنفيذية فيه.
واعتبرت أن الاهم من كل كذلك تلك التداعيات الخطيرة والخطيرة جدا لهذا التعطيل المتواصل على عديد المسائل ذات العلاقة بالمجلس الاعلى للقضاء والتي يعلم بها أهل الدار مذكرة بأن عددا من الهياكل القضائية بما فيها نقابة القضاة واتحاد القضاة الاداريين جمعهم لقاء مع رئيس مجلس النواب توجهوا له بنداء لايجاد حل لهذه الازمة التي طالت أكثر من اللزوم.
وأوردت (الصريح) في مقال بصفحتها التاسعة، أن أجواء المؤتمر ال23 لاتحاد الشغل بدأت تأخذ حرارة متصاعدة وسط تجاذبات بين مختلف صفوف الحضور وتواصل الحوار بين نواب المؤتمر حول القضايا التي تشغل العمال والقضايا الوطنية والقومية وكذلك المسائل المتصلة بالقانون الاساسي للاتحاد موضوع الجدل والمتضمن لمشروع فصول جديدة مما فجر غضب عدد من النقابيين المؤتمرين الى حد توجيه اتهاماتهم تجاه قياديي المركزية النقابية ورئيس المؤتمر حسين العباسي الامين العام المتخلي ومن معه.
وتطرقت صحيفة (الشروق) في ورقة خاصة الى حالة الاكتظاظ المروري الخانق الذي تشهده طرقات العاصمة وصفاقس وسوسة رغم وجود شبكة من المحولات والجسور والمترو الخفيف ولم تفلح برامج الحكومات المتعاقبة في التقليص من هذا الاختناق.
وحاولت البحث في أسباب تفاقم هذه الظاهرة التي تعاني منها أغلب الطرقات منذ سنوات والذي تحول مؤخرا الى ظاهرة لا تقتصر على أوقات الذروة بل انها متواصلة في كل الاوقات كما تتسبب في تذمر أصحاب السيارات ممن يقصدون وسط العاصمة وضواحيها مشيرة الى أن الجولان في جل الشرايين الحيوية أصبح مصدرا للانزعاج واهدار الوقت والمال ويحتاج للكثير من الصبر.
أما جريدة (الصحافة) فقد أثارت في تحقيق نشرته بصفحتها السابعة، استفهاما جوهريا حول الاسباب التي تقف وراء عدم نجاح تجربة المشاريع في تونس بالشكل المطلوب مشيرة الى أن الدولة راهنت خلال العقدين الاخيرين على منظومة التمويل الصغير لتشغيل الشباب والحد من نسبة البطالة الا أن النتائج وفق أغلب الخبراء كانت مخيبة للامال حيث لم يتم تحقيق نجاحات تذكر خاصة من حيث القدرة التشغيلية لهذه المشاريع التي يفشل أغلبها خلال السنة الاولى لانبعاثها لعدة أسباب أهمها عدم توفير شروط النجاح والظرف الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد.
واهتمت (الصباح) من جانبها بالازمة التي يعيشها مستشفى الرابطة بالعاصمة حيث هدد أعوان ومنتسبو المستشفى من جديد بالدخول في اضراب عن العمل حدد ليوم 9 فيفري المقبل على خلفية ما اعتبروه “تجاهلا” من طرف سلطة الاشراف للوضعية الحرجة والخطيرة التي تمر بها هده المؤسسة الصحة العمومية العريقة و”تقاعسها” عن مباشرة عملية انقاذ باتت ضرورية وملحة ومستعجلة يستدعيها الوضع القائم داخل هذا المستشفى الذي يقصده المرضى الفقراء وعامة الناس.
وفي الشأن الثقافي سلطت، ذات الصحيفة، الضوء على اوبيرا “كليلة ودمنة” ونقلت عن المزوع الموسيقي التونسي لهذا العمل، زياد الزواري، قوله ان هذه الاوبيرا مغامرة فنية من نوع خاص لصاحبها الفلسطيني منعم عدوان بمشاركة عربية موسعة مشيرا الى أنها المرة الاولى التي تنتج فيها جهة أوروبية اوبيرا ضخمة باللغة العربية ولكن بمقاييس عالمية وتعرض في بلدان اوروبية خاصة في افتتاح أحد أكبر المهرجانات الاوروبية المختصة في الاوبيرا.