اتفاق بين فرقاء الخلاف بشأن غلق معمل “السياب” بصفاقس وردود فعل متباينة لمنظوري “الاتحاد” ومناصري “التنسيقية”


بعد شهر من الاعتصام أمام مقر ولاية صفاقس من قبل تنسيقية البيئة والتنمية والاتحاد الجهوي للشغل، وتباين وجهات النظر بينهما حول غلق مصنع “السياب” وتفكيكه، من عدمه، أفضت جلسة عمل مطولة انعقدت الأربعاء بمقر الولاية، وجمعت وزيرة الطاقة والمناجم، هالة شيخ روحه، بممثلين عن إدارة المجمع الكيمائي التونسي، وطرفي النزاع (تنسيقية البيئة والتنمية والاتحاد الجهوي للشغل)، وبحضور عدد من أعضاء مجلس نواب الشعب عن جهة صفاقس، إلى الاتفاق على التزام سلطة الإشراف والمجمع الكيمائي التونسي، بالشروع في أقرب الآجال في تنفيذ البرامج والمشاريع المقررة المتفق عليها، وإزالة التلوث على أرض مصنع “السياب”.

وتتمثل هذه المشاريع، وفق بيان تم إصداره في أعقاب هذه الجلسة التي دامت من الساعة العاشرة والنصف صباحا حتى الساعة الرابعة والنصف مساء، في تفكيك الوحدات الملوثة بمصنع السياب التي تم إيقافها، واستصلاح وتهيئة كوم الفوسفوجيبس، واستصلاح وتهيئة الموقع، والتعجيل بإنشاء القطب التكنولوجي المتكون من مركز بحوث ومركز تكوين متعدد الاختصاصات ومركز صيانة ومخبر للمراقبة غير المدمرة ومشاريع مرتبطة بالمسؤولية المجتمعية للمنشأة، من قبيل إحداث مركز رعاية صحي وفضاء ترفيهي.

كما تم الاتفاق على تكوين مركز عمل مشترك من ممثلين اثنين عن كل من الاتحاد الجهوي للشغل وتنسيقية البيئة والتنمية والمجمع الكيمائي والولاية وأعضاء مجلس النواب والبلدية، سينطلق في العمل بداية من الأسبوع القادم، وذلك من أجل إعداد التصور المستقبلي للتنمية بجهة صفاقس.

أما بخصوص المشروع الخلافي بين طرفي النزاع حول مادة أحادي الفسفاط الرفيع، فقد تم الاتفاق على القيام بيوم دراسي مشترك بين الاتحاد العام التونسي للشغل وتنسيقية البيئة والتنمية والمجمع الكيمائي التونسي، سيتم تنظيمه قريبا لدراسته وتبادل وجهات النظر حوله.

وبخصوص رفع الاعتصام أمام مقر الولاية من الطرفين، أفاد عضو تنسيقية البيئة والتنمية المكلف بالإعلام، حافظ الهنتاتي، في تصريح إعلامي، بأنه “لن يتم فك الاعتصام، إلا بالعودة إلى قواعدهم من مكونات المجتمع المدني، والحوار معهم”.

من جانبه، أعرب عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، وعضو النقابة الأساسية لمصنع “السياب”، فيصل بن غزالة، عن استعداده لرفع خيمة الاعتصام إثر جلسة العمل هذه، وذلك
شرط أن ترفع خيمة اعتصام تنسيقية البيئة والتنمية.

هذا وقد اختلفت ردود أفعال المعتصمين من الجانبين إثر انتهاء الجلسة. ففي حين هتف منظورو الاتحاد العام التونسي للشغل من العاملين بمصنع “السياب” بحياة منظمتهم، تباينت مواقف المعتصمين التابعين لتنسيقية البيئة والتنمية بين مؤيد لمخرجات جلسة العمل والاتفاق الناتج عنها ورفع خيمة الاعتصام، وبين الرافض لها، معتبرين أن تلك الاتفاقات هي بمثابة “ذر الرماد في العيون”، وفق تقديرهم.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.