توقف الدروس بالمدرسة الاعدادية بالبطان لاجراء اشغال تنظيف وتعقيم بعد تسجيل اصابة تلميذتين بمرض السل


توقفت الدروس طيلة يوم امس الخميس بالمدرسة الاعدادية بالبطان بمنوبة لاجراء اشغال تنظيف وتعقيم مكثفة بالمكان، مع إخضاع جميع التلاميذ (وعددهم 900 تلميذ) للفحوصات والكشوفات الطبية اللازمة للتقصي والكشف حول مرض السل الذي اصيبت به تلميذتان كانتا قد اودعتا مستشفى عبد الرحمان مامي للأمراض الصدرية باريانة وغادرتاه بعد استقرار وضعهما الصحي، كما خضعت عائلتا المصابتين الى فحوصات مماثلة.

وكان والي الجهة احمد السماوي قد زار صبيحة يوم امس المدرسة الاعدادية، لمعاينة اشغال التنظيف والتعقيم التي شملت القاعات ومختلف فضاءات المدرسة، بحضور كاتب عام الولاية ماجد حمودة والمديرة الجهوية للصحة ايمان السويسي والمندوب الجهوي للتربية رضا البكري.

كما تم خلال الزيارة الاذن بتخصيص فريق اطباء اختصاص للقيام بالكشوفات الاولية، وتحديد الحالات المشتبه في اصابتها، مع مواصلة الفحوصات بالمستشفى المحلي بطبربة، بالاضافة الى تكثيف اجراءات التعقيم بكامل فضاء المدرسة، التي يسهر عليها فريق طبي وشبه طبي وتوفر لها الادارة الجهوية للصحة الاليات والموارد البشرية اللازمة، فضلا عن القيام بحملة نظافة واسعة النطاق واشغال تبييض للقاعات، مع تحجير استعمال مشرب المدرسة الذي غابت فيه شروط النظافة الى حين تحسين فضائه.

ومن جهتهم، اشار الاولياء والإطار التربوي بالمدرسة الاعدادية لدى لقائهم بالمسؤولين الى ضرورة “اخضاع كافة التلاميذ والإطار التربوي والإداري الى الكشوفات والفحوصات الطبية الازمة”، وبينت الاستاذة امال عمدوني في الاطار في تصريح لمراسلة (وات) الى “ضرورة تشخيص الوضع الصحي وتحديد الحالات المشتبه بها للاطمئنان على صحة الجميع من جهة، ولطمأنة الاولياء حول الوضع بعد ان دخلوا في حالة خوف وذعر”.

واشار بعض الاولياء الذين تحدثت معهم مراسلة (وات) الى “ضرورة الحجر الصحي على المؤسسة، الى حين اتخاذ التدابير الصحية اللازمة والاجراءات الوقائية”، واشاروا الى ان “الحديث عن امكانية العدوى اثار مخاوفهم من اصابة ابنائهم”، مطالبين بضرورة تنظيف المدرسة واجراء المتابعة الصحية لكافة التلاميذ، وتحديد الحالات المصابة ان وجدت، مع تذليل كافة النقائص التي تشكو منها المدرسة الاعدادية”.

واكدت قيّمة بالمدرسة الاعدادية (سامية الفرجاني) على ان المدرسة “تتطلب مزيد العناية بجوانب النظافة وخاصة في القاعات والمجمع الصحي مع تعهدها بالصيانة والتهيئة المتواصلة”، معتبرة ان النظافة “باتت مطلبا ملحا، ووعدد اعوان النظافة (6 اعوان) غير كاف في مدرسة تضم اكثر من 35 قاعة و900 تلميذ”.

ومن جانبه ذكر والد التلميذة احلام الغانمي المصابة ان ابنته “تعافت وغادرت المستشفى، وقد التحقت بمقاعد الدراسة اليوم الجمعة، وذلك بعد رحلة علاج انطلقت منذ يوم 04 افريل”، وقال ان ابنته “عانت من المرض منذ سبعة اشهر، واخطا طبيبها الخاص رغم اجراء العديد من التحاليل والكشوفات في تشخيص المرض، وظل يغير لها الادوية دون فائدة”، وفق قوله.

واعتبر ممرض الطب المدرسي بجهة البطان فتحي الهذلي، أن “عدم افصاح والدة احدى التلميذتين المصابتين عن المرض، وإعلامها ادارة المدرسة في الابان، يعتبر اهم معطى يجب الحديث عنه، وإلا لما وصلت الحالة الى حالتين”، على حد قوله، مشيرا الى انه “يعاين باستمرار صحة التلاميذ بست مؤسسات تربوية ولم يتلق أي ابلاغ حول صحة التلميذتين المذكورتين”، واشار الى ان دوره كان “التحسيس بالنقائص والاخلالات، حيث اشعر الجهات المعنية بالمدرسة المذكورة حول مزيد العناية بالمجموعة الصحية، وبضرورة ربط المدرسة الاعدادية بقنوات التطهير لتجنب الروائح الكريهة”.

من جهتها، اوضحت المديرة الجهوية للصحة ايمان السويسي انها تولت (اول امس الاربعاء) القيام بحصة توعوية وتحسيسية لفائدة التلاميذ والإطار التربوي والأولياء “من اجل التعريف بالمرض وكيفية انتشار العدوى وسبل التوقي منها” واشارت الى ان “فريق طب اختصاص يضم 15 اطارا طبيا فضلا على 30 اطارا شبه طبي حل بالمدرسة صبيحة اليوم لمباشرة الفحوصات الاولية وتخصيص فريق طب اختصاص لإجراء الكشوفات الاولية التي ستشمل كافة التلاميذ، كما ستخصص لجنة للتدقيق في كشوفات الاشعة التي اجريت لفائدة اكثر من 30 تلميذا من زملاء التلميذتين المصابتين”.

وبين المندوب الجهوي للتربية رضا البكري انه “تمت صيانة المجموعة الصحية بالمدرسة الاعدادية بالبطان في اوت 2016، بكلفة 18 الف دينار، وتحرص مصالح المندوبية حريصة على العناية بهذه المرافق مع تخصيص الميزانية اللازمة لمواد التنظيف، فضلا عن تعهدها بالصيانة او باحداثات جديدة، حيث تمت برمجة صيانة 10 مجموعات صحية خلال هذه السنة و بناء 06 مجموعات جديدة”.

و اعتبر ان من “اهم الاسباب التي ادت الى ضعف مستوى النظافة داخل بعض المؤسسات التربوية، هو النقص الكبير في اعوان النظافة وصنف العمال، وذلك نتيجة ادماج اكثر من 50 عاملا في سلك الاداريين في الترقيات الاخيرة، مع احالة البعض على التقاعد، وعدم تعويضهم”، مشددا على ان مسالة النظافة من مهام مهام المديرين الاساسية، وتقع مراقبة مزدوجة في الغرض من قبل مصالح مندوبية التربية والصحة”.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.