حفل فني بسجن المرناقية بحضور وزير العدل

بعيدا عن جدران الزنزانات والشعور بالغربة والبعد عن دفء العائلة والمحيط الاجتماعي عاش حوالي الألف سجين بالسجن المدني بالمرناقية، عشية اليوم الأحد، أجواء احتفالية أدخلت الفرح إلى نفوسهم بحضورهم حفلا فنيا أحياه كل من الفنان السوري حسين الديك واللبناني وليد توفيق والتونسيين حسين العفريت وإيمان الشريف وذلك ببادرة من فرقة “بودينار” بالتعاون مع إدارة العامة للسجون والإصلاح.

وعلى وقع عديد الأغاني التي قدمها الفنانون تفاعل السجناء في فسحة حرية وأمل أخذتهم بعيدا عن قتامة الواقع، ذكرهم الفنان حسين الديك بأشهر أغاني السجون التونسية المنتمية إلى موسيقى “الزندالي” للفنان صالح الفرزيط “ارضي علينا يا لميمة رانا مضامين، نستناو في العفو يجينا من ستة وسبعين” التي أداها، ليحيي فيهم الأمل في مغادرة السجن والعودة إلى مجتمع لفظهم بسبب ما ارتكبوه من جنح وجرائم.

وقد تفاعل السجناء مع بقية الأغاني، التي رددها كل من وليد توفيق وحسين العفريت وإيمان الشريف، حيث تحول الفضاء إلى حلبة رقص وفرح، ومكنت الإدارة العامة للسجون والاصلاح بالمناسبة عددا من الفتيات من مركز إصلاح الفتيات الجانحات بالمغيرة من حضور الحفل. كما مكنت نزلاء السجن المدني برج العامري وسجن النساء بمنوبة من مشاهدة بث مباشر للحفل.

وقد حضر الحفل الفني، الذي تطوع له الفنانون والفرقة، وزير العدل غازي الجريبي ومدير عام الادارة العامة للسجون والاصلاح العميد الياس الزلاق وعدد من مديري المؤسسات السجنية حيث اطلعوا على معرض حرفي من انتاجات مختلف ورشات السجن.

وأفاد وزير العدل في تصريح صحفي أن هذا الحفل يندرج في إطار الانفتاح والتفاعل بين المؤسسة السجنية ومحيطها الخارجي وخاصة على المستوى الثقافي، مشيرا إلى أنه تم إبرام عدد من الاتفاقيات مع المندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية لتنظيم أنشطة ثقافية داخل السجون بهدف فك عزلة السجناء، لاسيما ممن طالت فترة عقابهم ولتسهيل إعادة ادماجهم في المجتمع وذلك إيمانا بالدور الهام للفن والثقافة فى التعبير وتنمية التفاعل البناء وتغيير السلوك.

وأضاف في سياق متصل أنه سيتم الانطلاق في إبرام اتفاقيات مع عدد من الجامعات الرياضية لاحداث فضاءات رياضية لفائدة المساجين، فضلا عن الاتفاق مع أساتذة متطوعين لتقديم دروس لفائدة المترشحين لامتحان الباكالوريا، مؤكدا بذل الجهد لكي تصبح المؤسسة السجنية فضاء فعليا لتهيئة السجناء للإدماج.

ومن جانبه قال مدير سجن المرناقية العميد فتحي الوشتاتي أنه تم إمضاء اتفاقية تعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة لتدعيم الأنشطة الثقافية لفائدة السجناء تم بمقتضاها تأمين تكوين في المسرح لعدد منهم مع تقديم عروض فنية لفائدتهم. كما تم توفير 6000 كتاب للمكتبة، وفق ذات المصدر، الذي أشار إلى أنه بالاضافة إلى نادي الموسيقى والرسم والبراعات اليديوية تم إحداث ناد للمطالعة وسيتم في الأيام القادمة تركيز مكتبات بكافة الفضاءات داخل السجن وعددها 10 فضاءات.

وعبر الفنانون المشاركون، في ندوة صحفية نظمت عقب الحفل، عن مدى تفاعلهم الانساني مع السجناء الذين زلت بهم القدم ووجدوا أنفسهم محرومين من العائلة ومن المجتمع ويعيشون ظروفا نفسية صعبة نتيجة سلب حريتهم. وعبرت الفنانة إيمان الشريف عن رغبتها في تبني أحد السجناء (محكوم بسبع سنوات) لموهبته الكبيرة في العزف على آلة “الأورغ”.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.