مهرجان “تونس التانغو”…فرصة لاكتشاف قدرة تبليغ الأحاسيس بلغة رقصة التانغو

بعد تجربة مهرجان التانغو بجزيرة الأحلام جربة الذي أقيم سنة 2015، ستكون تونس من جديد عاصمة لرقص التانغو من 12 إلى 15 أكتوبر الجاري بضاحية سيدي بوسعيد وتونس المدينة. ويسجل هذا المهرجان حضور خمسة أسماء لامعة في مجال رقص التانغو من الأرجنتين وإيطاليا وتونس التي ستكون ممثلة في هذه التظاهرة بمحترفة رقص التانغو المقيمة في باريس فاطمة الوصايفي.
وفي حوار مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء، تحدثت فاطمة الوصايفي عن مسيرتها الفنية وعن خصوصيات المهرجان. وبينت هذه الراقصة المحترفة، التي أسست “إقامة التانغو بتونس” شريك المهرجان من خلال التنسيق مع الراقصين المحترفين ودعوتهم للمشاركة، أن حضور الراقصة العالمية “ميلينا بلابز” في المهرجان، وهي محترفة لمع نجمها في العالم في مجال رقص التانغو، يعد حدثا لافتا نظرا لثراء خبرتها كراقصة كوريغرافية وأستاذة رقص.
فاطمة الوصايفي التي غذت حبها لرقص التانغو منذ سنة 2001 بالتوازي مع ممارستها الرقص العصري والكلاسيكي ورقص الباليه والرقص اللاتيني والكراييبي، ستوفر للجمهور خلال مهرجان “تونس التانغو” فرصة الاطلاع على جماليات عالم رقص التانغو وما يحمله من رسائل ومضامين إنسانية عبر تعبيرات تستحضر التراث اللامادي.
وفي هذا السياق، بينت فاطمة الوصايفي في حديثها لـ”وات” أن رقص التانغو يتجاوز التعبير الجسماني ليخاطب الجانب الروحاني والحسي للفنان وللمتلقي مشيرة أن الثراء الوجداني لهذا الضرب الفني التعبيري دفعها لتأسيس “إقامة التانغو” كفضاء لممارسة وتعليم رقص التانغو.
وأضافت أن حضورها في مهرجان التانغو مع مختلف الراقصين المحترفين سيحمل بعدا بيداغوجيا، إلى جانب البعد الفني، حيث ستتولى تقديم دروس صحبة شريكها في الرقص جوليانو غامباريلي الذي يقدم بدوره دروسا في هذا المجال في مدارس الرقص بإيطاليا.
وإلى جانب الدروس المقدمة في التانغو، ستنتظم تظاهرات في الرقص من خلال برمجة عروض يقدمها كل ثنائي راقص من المشاركين. وسيخصّص لكل منهما نحو عشرين دقيقة ليقدّم عرضه الراقص أمام الحاضرين على غرار الوصايفي وشريكها في الرقص.
وسيتمكن عشاق التانغو على امتداد فترة المهرجان من متابعة سحر رقصات التانغو من أكبر المدارس الأرجنتينية والايطالية وذلك بفضاء دار زروق بضاحية سيدي بوسعيد، وسيكون يوم 12 أكتوبر يوما مفتوحا للجمهور لاكتشاف عالم التانغو وخصوصياته الموسيقية والإيقاعية.

وحول كيفية اختيار الراغبين في متابعة تكوين في هذا الاختصاص، أبرزت فاطمة الوصايفي أن دروس التانغو مفتوحة لجميع المهتمين، بهذا النمط الفني (من مختلف الأعمار)، مضيفة أن رقصة التانغو توحّد الجميع في حركات راقصة غالبا ما تكون ذات وظيفة علاجية أكثر منها وظيفة ترفيهية.
كما تحّدثت عن مشروع عرض موسيقي راقص في طور الإعداد له، بإقامة التانغو بتونس، ويحمل عنوان “تانغو الشرق” وهو يضمّ أربعة عازفين وراقصين اثنين ومغنية.
وقالت فاطمة الوصايفي إن الهدف من برمجة مختلف التظاهرات المتعلقة بالتانغو (دروس، دورات تدريبية، عروض ومهرجانات) هو التعريف بثقافة رقصة التانغو لدى أكبر عدد ممكن من الأشخاص ونشرها على الصعيد المحلي.
ويعدّ مهرجان التانغو، بالنسبة إليها، واجهة تجمع المهتمين برقص التانغو (فنانين، مهنيين، هواة…) والتعريف بها لدى الجمهور الواسع ومن ثمة يأتي دور مدارس الرقص لتواصل تكوين المولعين بهذا الفن ثم تتاح لهم فرصة المشاركة في المهرجانات وهكذا دواليك.
وتحدثت الوصايفي في حوارها مع (وات) عن خصوصيات هذه الرقصة قائلة إن التانغو هو عبارة عن “حوار راقص هادئ من أجل تواصل حقيقي”، ملاحظة أن “التانغو هو رقصة مرتجلة”.
كما أشارت إلى المشاريع التي ستقوم بإحداثها ذاكرة بالخصوص تظاهرة “تانغو الشرق” وهو عرض يصور مكانة التانغو كرقصة ثنائية في العالم العربي. أما بخصوص المشاريع الآنية فقد أفادت فاطمة الوصايفي بأنها ستستأنف بداية من شهر جانفي 2018 تقديم دورات تكوينية في التانغو بتونس الكبرى، وهي دروس موجهة لمختلف المستويات. أمّا بقية المشاريع، فقد خيّرت الإعلان عنها في إبانها.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.