وكالة الاستخبارات الأمريكية تنشر وثائق مثيرة حول”يوميات بن لادن” وعلاقاته بإيران

نشرت وكالة الاستخبارات الأمريكية الأربعاء، وثائق مثيرة حول يوميات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن،حجزت أثناء الهجوم الأمريكي في باكستان في 2011، العام الذي قتل فيه زعيم تنظيم القاعدة.

وصرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مايك بومبيو أن نشر هذه المستندات “يتيح الفرصة للأمريكيين لمعرفة المزيد حول مشاريع وكيفية عمل هذه المنظمة الإرهابية”.

وبين الوثائق صور ليوميات كتبها مؤسس التنظيم الجهادي المسؤول عن اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وتسجيل فيديو لحفل زفاف نجله حمزة.

ونشرت الوكالة 470 ألف ملف إضافي ضبطت في أيار/مايو 2011 عندما اقتحم الجيش الأمريكي مجمعا في أبوت أباد وقتل زعيم الجماعة المتطرفة الفار منذ عشر سنوات.

طهران عرضت إمداد تنظيم القاعدة بالمال والسلاح مقابل مهاجمة مصالح أمريكية في الخليج

ويقول باحثون في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات التي حصلت على المستندات قبل رفع السرية عنها أنها تتضمن معلومات خصوصا حول العلاقات المضطربة بين التنظيم وإيران.

ويقول الباحثون إن إحدى الوثائق التي تم نشرها حاليا هي دراسة من 19 صفحة حول الروابط بين القاعدة وإيران أعدها أحد أعوان بن لادن وتظهر أن طهران عرضت تدريب وإمداد “الأشقاء السعوديين” من القاعدة بالسلاح والمال، شرط أن يهاجموا المصالح الأمريكية في الخليج. إلا أن الطبيعة الفعلية لهذه العلاقات لا تزال تثير الجدل بين الخبراء نظرا للخلاف العقائدي بين إيران والحركات السنية القريبة من تنظيم القاعدة.

وتكشف الوثائق أيضا عن خلافات حادة بين الإيرانيين والجهاديين من بينها رسالة وجهها أسامة بن لادن إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي طالبه فيها بالإفراج عن مقربين منه.

ويوضح الباحث توماس جوسلين أن “وثائق أخرى تظهر أن تنظيم القاعدة خطف دبلوماسيا إيرانيا لمبادلته” بأسرى، مضيفا أن “رسائل بن لادن تظهر قلقه مع أعوانه من إمكان تعرض حمزة أو أفراد آخرين من أسرته للتتبع من السلطات الإيرانية بعد الإفراج عن الدبلوماسي”.

وتابع الباحثون أن “بن لادن نفسه كان يدرس خططا لمواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط والذي كان يعتبره مسيئا”. لكنهم أشاروا إلى أن تحليل الوثائق يمكن أن يحمل على الاعتقاد بأن تنظيم القاعدة حافظ على “قناة تسهيل مهمة” في إيران.

ويشكل تسجيل الفيديو لزفاف حمزة بن لادن والذي تم تصويره على ما يبدو في إيران مثالا على تذبذب العلاقات بين زعيم تنظيم القاعدة والقيادات الإيرانية.

وتظهر وثائق تم الكشف عنها سابقا من بينها رسائل نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية في أيار/مايو 2015 أن بن لادن كان يعد حمزة لخلافته على رأس التنظيم، وأن هذا الأخير موجود حاليا في إيران على ما يبدو وهو في ال27 أو ال28 من العمر.

لكن إقامة حمزة بن لادن ومسؤولين آخرين من التنظيم الجهادي في ظل حماية السلطات الإيرانية أو تحت إشرافها بحسب بعض الفرضيات، يمكن أن تشكل الدليل على وجود علاقة تعاون بين طهران وزعيم تنظيم القاعدة.

وأثار نشر هذه الوثائق وتحليلها من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، وهي مجموعة ضغط معروفة بمواقفها المعادية جدا لإيران، شكوك العديد من المراقبين في واشنطن.

وقال نيد برايس، المستشار السابق للرئيس السابق باراك أوباما، أن هذه الوثائق “لا تتضمن أمورا لا نعلمها من قبل”، وعبر على موقع “تويتر” عن شكوكه بأن بومبيو نشرها على الأرجح لدعم حجج الجهات الساعية إلى نزاع مع إيران.

وتابع برايس “هذه الأفعال توحي بأنه يعود إلى نهج إدارة جورج بوش: التركيز على روابط مع إرهابيين لتبرير تغيير في النظام”.

أ.ف.ب

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.