ياسين ابراهيم ينتقد ما أسماه بـ”التحالف الاستراتيجي” بين نداء تونس والنهضة ويعتبره “خطرا كبيرا” على البلاد

انتقد رئيس حزب آفاق تونس، ياسين إبراهيم، ما أسماه بـ”التحالف الاستراتيجي” بين حزبي نداء تونس وحركة النهضة، واعتبره “خطرا كبيرا” على البلاد، مبرزا أن هذا التحالف سينتج عنه “تغول” في السلطة واتجاه نحو “سياسة الحزب الواحد”.

وأكد ياسين إبراهيم، خلال “فيديو” نشره عشية اليوم الثلاثاء على صفحته الرسمية بالـ”فايسبوك”، أن حزبه سينافس هذا التحالف بين النداء والنهضة، مبرزا أن “آفاق تونس يمكن أن يكون حلا من الحلول”.
وقال في هذا السياق “أستغرب هذا التقارب بين حركة نداء تونس وحركة النهضة على الرغم من اختلاف مشروعيهما السياسي ونظرا إلى أن حزب نداء تونس فاز في انتخابات 2014 عندما تضاد مع حركة النهضة”، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي كان قد أقر في تصريح سابق بأنه “أخطأ عندما وثق بحركة النهضة”، حسب قوله.

ولاحظ إن إعلان حركة النهضة عن دعمها لمرشح نداء تونس في الانتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا مؤشر خطير ينم عن نية للتغول، معتبرا أن الضبابية التي تكتنف المشهد السياسي تزعج المواطن كثيرا وتدفعه إلى العزوف عن المشاركة في الحياة السياسية. وأكد في هذا السياق على ضرورة توعية الرأي العام التونسي بخطورة هذا الأمر وخطورة استعمال الدين لأغراض حزبية، بالإضافة إلى ضرورة العمل على عدم تفرقة التونسيين بذريعة الدين لأنه شأن شخصي جدا.

وأكد أن حزب آفاق تونس لديه تموقع سياسي واضح، فهو حزب مدني وسطي، منافس لحركة النهضة وضد استعمال الدين في السياسة منذ أن بدأ العمل السياسي في 2011، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن حزبه دافع عن مواقفه المدنية خلال كتابة الدستور بكل شدة. وأبرز في هذا السياق أن الحزب خاض انتخابات 2014 مع العائلة السياسية المدنية ضد الطرف الآخر (حركة النهضة)، مشددا على أن حزبه يدفع باتجاه اتحاد الأحزاب المدنية الوسطية .

وذكر ياسين إبراهيم بأن حزبه اقترح في أفريل 2016 تكوين جبهة برلمانية كبرى تواجه حركة النهضة لاسيما بعد الضعف الذي ظهر على حزب نداء تونس. وقال إن هذا الأمر أزعج حركة النهضة واعتبرته تحالفا ضد التحالف، نظرا إلى أن آفاق تونس كان حينها من بين الائتلاف الحكومي.
وأوضح في هذا الصدد أن المشروع المجتمعي لحركة النهضة مختلف عن المشروع المجتمعي لحزب آفاق تونس، مشيرا إلى أنه سيكون هنالك جدل كبير في البرلمان عند مناقشة مشروع قانون رياض ومحاضن الأطفال (كان من المفروض أن ينطلق نقاشه اليوم بالجلسة العامة)، مذكرا بمواقف حركة النهضة من قانون القضاء على العنف ضد المرأة.

يذكر أن رئيس حزب آفاق تونس انتقد في تصريح له الأحد الماضي، التوافق بين حزبي النهضة والنداء، معتبرا إياه تجربة سياسية انعدمت فيها الثقة وأظهرت فشلا ذريعا، وفق تقديره، مشيرا أنه لم تتم فيها محاسبة ومساءلة المسؤولين في فترة حكم الترويكا عن العمليات الارهابية والاغتيالات وحوادث العنف التي عصفت بأمن التونسيين وأربكت مسار الانتقال الديمقراطي.
وقال ياسين ابراهيم إن “ربط حركة النهضة انخفاض العنف والإرهاب خلال هذه الفترة بتوافقها مع النداء أمر غير مقبول، لأنه لا مكان للعنف في السياسة”، معتبرا أن “حديثها عن تحولها بين ليلة وضحاها إلى حزب مدني خارج إطار الاسلام السياسي أمر لن يصدق إلا بوجودها في صفوف المعارضة لخمس سنوات على الأقل حتى يقف التونسيون على صدق النوايا ويلمسون ذلك في ممارستها لدورها في المعارضة كحزب مدني ينبذ العنف”.

ويشار أيضا في هذا الخصوص إلى أن ليليا يونس الكسيبي، رئيسة كتلة آفاق تونس والتونسيين بالخارج بمجلس نواب الشعب (10 نواب)، صرحت اليوم الثلاثاء بأن حزبها “متشبث بالبقاء ضمن الإئتلاف الحكومي وفي إطار الحزام السياسي المساند لها”. واعتبرت أن ما يقال عن إمكانية خروج حزبها من الإئتلاف الحكومي “هو خبر عار عن الصحة وهو حديث أطراف تريد إخراج الحزب من الحكومة “.
وبخصوص عدم مشاركة حزبها أمس في اجتماع تشاوري ثلاثي ضم أحزاب النهضة ونداء تونس والاتحاد الوطني الحر، قالت يونس إن عدم المشاركة في هذا الإجتماع “ليس أمرا غير عادي ولا نعتبره إقصاء، والحوارات بين الأحزاب قد تكون متعددة الاطراف أو بشكل ثنائي، وكل الأحزاب شاركت وتشارك في النقاش الجاري حول مشروع قانون المالية لسنة 2018 “.

من جهته رفض رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، التعليق على انتقادات رئيس حزب آفاق تونس ياسين ابراهيم للحركة، قائلا إنّ حركته تمضي إلى الامام ولا تعير ذلك أي اهتمام.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.