“صحف أغلقت وأخرى تحولت الى أسبوعية”/الصحافة المكتوبة في تونس تدق ناقوس الخطر: “الطيب الزهار” يؤكد على ضرورة التحرك العاجل و”البغوري” يقترح..

يعاني قطاع الصحافة المكتوبة في تونس منذ سنوات من عدة أزمات، لا يمكن أن يتجاوزها بمعزل عن مساعدة الدولة، حيث يشكل الإشهار العمومي عاملا أساسيا ورئيسيا لضمان استمرارها وديموميتها.

وتمر الصحافة المكتوبة في تونس اليوم خاصة في ظل الطفرة التي تحققت في مجال الإعلام الرقمي بأسوء فتراتها نتيجة ما تواجهه المؤسسات الاعلامية من صعوبات مالية دفعت بالعديد منها اما الى الاغلاق (صحيفة “التونسية” و”الضمير” مثالا ) أو تغيير صبغة الصحف من صحف يومية الى أسبوعية أو من أسبوعية الى شهرية كما حصل مع صحيفتي “أخبار الجمهورية” و”الصريح” مؤخرا ولعله حال بقية الصحف الاخرى التي ماتزال تصارع من أجل البقاء وقد ينتهي بها الحال إلى مصير شقيقاتها اذا لم يتم اتخاذ اجراءات عاجلة لانقاذ القطاع.

وقد أكد رئيس جمعية مديري الصحف الطيب الزهار في تصريح لـ“المصدر” أن أزمة الصحافة المكتوبة قد تفاقمت ولا توجد أي اجراءات اتخذت من أجل انقاذ القطاع وفق تعبيره.

وبين الزهار أنه منذ حكومة التروبكا كانت هناك ارادة سياسية لتركيع الاعلام سواء الاعلام المكتوب أو الالكتروني مشيرا الى انهم تقدموا في اكثر من مرة للحكومات المتعاقبة بمطالب لوضع اجراءات للتخفيف من الأزمة وبما فيها حكومة يوسف الشاهد.

وبين المتحدث ان المطالب معقولة ولم تكن مطالب مكلفة للدولة وتتمثل اساسا في احداث وكالة اشهار عمومي وصندوق تهيئة الصحافة المكتوبة مضيفا ان الحكومة اكتفت بالوعود والى اليوم لم يتحقق منها أي شئ وفق تعبيره.

لهذا السبب لم تصدر صحيفة الصريح..

وقال الزهار الى اليوم لم نرى أي تجاوب ايجابي من الدولة ولن نطلق صيحة فزع لان صيحة الفزع لم تعد تكفي لذلك سنتجمع قريبا مع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لاتخاذ اجراءات للتحرك مشددا على اهمية الصحافة المكتوبة في المشهد السياسي والانتقال الديمقراطي في البلاد.

وأكد رئيس جمعية مديري الصحف ان الامر اليوم أصبح مقلقا لان أغلب الصحف تمر بعوبات مالية واذا لم يتغير الوضع فان بقية الصحف ستغلق وستحل مكانها الصحف الصفراء والمأجورة وفق تعبيره.

وأضاف الزهار انه لا يوجد ارداة سياسية للتجاوب مع مطالب القطاع مشددا على ضرورة قيام الدولة بدورها في المساعدة على استمرارية الصحافة المكتوبة

ومن جانبه بين رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين ناجي البغوري لـ“المصدر” أن الصحافة المكتوبة تعيش أزمة في مختلف بلدان العام وهو الشان بالنسبة لتونس وذلك لعدة أسباب من أبرزها تعدد الوسائط المنافسة على غرار الاعلام الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل لم تعد فيه المعلومة حكرا على الصحف بالاضافة الى الازمة الاقتضادية التي تمر بها البلاد والتي ألقت بضلالها على سوق الاشهار.

وأضاف البغوري ان الصحافة الورقية ايضا لم تجدد في محتواها ولا بد من اعادة هيلكة الصحافة المكتوبة داعيا الصحف الى ضرورة تقديم منتوج جديد الى القارئ على غرار صحافة الاستقصاء والصحافة الانسانية والابتعاد عن الاخبار المستهلكة.

وأشار في السياق ذاته الى ضرورة تدخل الدولة لدعم الصحافة المكتوبة من اجل ضمان استمراريتها الى حين تمكنها من اعادة هيكلة نفسها شريطة احترام القانون مبرزا ان دعم الدولة للمؤسسات سيكون مشروطا باحترام القانون اي الابتعاد عن صحافة السب والشتم وانتهاك الاعراض واحترام معايير الجودة والأخلاق بالاضافة الى احترام قانون الشغل وفق قوله.

وأشار البغوري الى وجود موافقة مبدئية من طرف الدولة على دعم الصحافة المكتوبة مشددا على ضرورة ان تقدم الصحف منتوج جديد للقارئ مبرزا ان الدعم وحده غير كافي ولكنه سيكون متنفسا للصحف الى حين اعادة هكيلتها.

 

 

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.