الرئيس التركي يؤكد عزم بلاده على الترفيع في الواردات التركية من المنتوجات التونسية

أكد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان عزم بلاده على الترفيع في الواردات التركية من المنتوجات التونسية وتعزيز قيمة المبادلات التجارية بين البلدين والمقدرة بأكثر من مليار و500 مليون دولار، معربا عن تفهم بلاده للوضع الاقتصادي الذي تمر به تونس وعزمها على مساعدة البلاد على تجاوز مشكل عجز الميزان التجاري.

وقال اردوغان في ندوة صحفية مشتركة مع رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي ظهر اليوم الاربعاء بقصر قرطاج، إن وزير الاقتصاد التركي سيعقد اجتماعا مع نظيره التونسي للتباحث حول صيغ التعاون التي يمكن أن تساعد تونس على تجاوز عجز ميزانها التجاري، على غرار التفكير في زيادة الواردات التركية من زيت الزيتون التونسي وغيره من المواد وتعزيز التعاون في قطاع السياحة من قبيل وضع برامج مشتركة في هذا المجال.

وأشار إلى أن تركيا التي قدمت لتونس في وقت سابق منحة بقيمة 100 مليون دولار تعتزم منحها قرضا بقيمة 300 مليون دولار لدعم التنمية فيها، معتبرا أن المنتدى الاقتصادي التونسي التركي الذي ينعقد عشية اليوم بقمرت بمشاركة 150 رجل أعمال تركي، سيكون بمثابة منطلق مهم لدفع العلاقات والارتقاء بها إلى مستويات أفضل.
وأضاف قوله ” لا نفرق بين أمن تونس واستقرارها اقتصاديا وأمن تركيا واستقرارها ذلك أن تنمية تونس تعني تنمية تركيا”.

كما أكد أردوغان أن تركيا تدعم تونس في حربها ضد الإرهاب وفي مكافحة التنظيمات الإرهابية بصفة عامة وفي مقدمتها تنظيم “داعش” الارهابي ، مشيرا إلى أنه قد تم التوقيع على اتفاقية في مجال التعاون العسكري وتبادل الخبرات في مجال الصناعات العسكرية، إضافة إلى العزم على تكثيف العمل الجاد في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وقال في سياق متصل “لقد تمكننا في تركيا من إلقاء القبض على الكثير من الإرهابيين وقمنا بإرسالهم إلى أوطانهم”.

وثمن رئيس جمهورية تركيا ما لاحظه “من تطور وتقدم كبير في تونس على مستوى تركيز الديمقراطية ودور السياسيين وعملهم الجاد لإنجاح التحول الديمقراطي” معتبرا أن “النموذج التونسي هو مصدر إلهام لكافة دول المنطقة”.كما أكد أن بلاده “عازمة على مواصلة الوقوف إلى جانب تونس في أيامها الصعبة” وفق تعبيره.

وعلى مستوى المسائل الدولية والإقليمية شدد أردوغان على أن القضية الفلسطينية والقدس هي بمثابة خط أحمر بالنسبة لتركيا وتونس، مؤكدا ضرورة تكثيف العمل المشترك للدفاع عن “قدسية القدس وهويتها التاريخية”.

وبين تطابق وجهات النظر بين الطرفين حول الوضع في ليبيا مثمنا مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في اتجاه ايجاد حل سياسي للوضع.
من جهته أكد رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي أن زيارة نظيره التركي كانت مناسبة مميزة بينت وجود تطابق في وجهات النظر بين البلدين على مستوى العديد من المسائل ذات الاهتمام المشترك سواء تلك التي تهم العلاقات الثنائية أو المسائل الإقليمية والدولية.

وعلى المستوى الثنائي ثمن رئيس الجمهورية تفهم الجانب التركي للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي فرضت مراجعة اتفاقية التبادل التجاري بين البلدين، مؤكدا أن “تونس تحترم تعهداتها والتزاماتها وأن مراجعة هذه الاتفاقية تم بالتشاور مع تركيا وأنها قرارات ظرفية ستزول بزوال الظروف التي أوجدتها”.

وابرز أهمية العلاقات بين البلدين والتي ترجع جذورها لعمق التاريخ قائلا انها علاقات متجددة تأخذ في الاعتبار التغيرات المسجلة في البلدين وكذلك على المستويين الإقليمي والدولي لافتا في هذا الصدد إلى وجود تشابه بين علمي البلدين وقائلا “في تونس لدينا علم واحد لا اثنين ولا ثلاثة ولا أربعة ولا خمسة”.

تجدر الاشارة الى أن قيمة واردات تونس من تركيا قد بلغت سنة 2016 حوالي 1838 مليون دينار، 70 بالمائة منها منتوجات غير اساسية، وفق الخبير الاقتصادي مراد الحطاب الذي بين في حوار سابق مع (وات) أن خدمة الدين السنوية تمثل 10 بالمائة من جملة الواردات.شف “ان تونس يمكنها سداد نسبة 53 بالمائة من خدمة دينها الخارجي اي ما يعادل 3800 مليون دينار اذا ما توقفت عن الاستيراد من تركيا”.

وتشكو تونس منذ سنة 2011 من تفاقم مستمر للعجز التجاري لتصل قيمته خلال شهر مارس 2017 الى 9ر3878 مليون دينار مقابل 3ر2466 مليون دينار خلال نفس الفترة من سنة 2016. وتفاقم العجز التجاري مع تركيا (1ر478 مليون دينار) لتحتل المرتبة الثانية بعد الصين (4ر942 مليون دينار)
ويشار إلى أنه قد تمّ في إطار قانون المالية لسنة 2018 إدراج فصل يقضي بتوظيف معاليم ديوانية بنسبة 90 بالمائة على المنتجات التركية.

يذكر انّه قد تم تنظيم موكب إستقبال رسمي للرئيس التركي والوفد المصاحب له صباح اليوم بقصر قرطاج، قبل عقد إجتماع مضيق حضره رئيسا الجمهوريتين رفقة وزيرين عن كل بلد.

وتم عقب ذلك عقد جلسة موسعة حضرها عدد من أعضاء الحكومة، وتوجت بالتوقيع على أربع اتفاقيات في مجالات تتصل بالتعاون العسكري ودفع الاستثمار والتعاون في المجال البيئي.

ويتضمن برنامج زيارة الرئيس التركي الى تونس (26 و27 ديسمبر الحالي )عقد لقاء بين الضيف التركي ورئيسي مجلس نواب الشعب والحكومة عقب مأدبة الغداء الرسمية التي تنظمها رئاسة الجمهورية على شرف أردوغان قبل أن يتوجه لاختتام المنتدى الاقتصادي التونسي التركي.

ويجتمع الرئيس التركي عشية اليوم، بعدد من الأحزاب السياسية، وذلك قبل مغادرته لتونس التي يزورها بدعوة من نظيره الباجي قايد السبسي.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.