شهدت منطقة حي الجمهورية التابعة لمعتمدية المنيهلة من ولاية أريانة مساء السبت 06 جانفي 2018 فاجعة تمثلت في وفاة فتاة تبلغ من العمر 16 سنة بعد سقوطها من سطح منزل عائلتها المتكون من طابقين، الحادثة كان “المصدر” قد انفرد بنشرها أمس بعد تواتر أنباء عن انتحار الهالكة بسبب احدى اللعب الالكترونية (لعبة مريم أو الحوت الأزرق) وفق ما اكده جيرانها وأصدقائها.
وتفيد تفاصيل الحادثة ان الهالكة تدعى “سندة” تبلغ من العمر 16 سنة وتدرس بالسنة الثانية ثانوي لقيت حتفها بعد سقوطها مساء السبت حوالي الساعة الثامنة ليلا من سطح منزلها دون ان تتفطن لها عائلتها حيث تفطن لها احد الاجوار والذي فوجئ بدوره بها تتهاوي الى الاسفل دون ان يفهم هل القت بنفسها بمحض ارادتها وانتحرت كما قال بعض أصدقائها وابناء حيها الذين ارجعوا انتحارها لتأثرها باحدى اللعب الالكترونية على غرار لعبة مريم والحوت الأزرق في وقت رجح فيه والدها ان تكون قد فقدت توازنها وسقطت.
والد الضحية يدعى “بوبكر” وهو أستاذ رياضيات معروف بدماثة أخلاقه اكد انه فوجع يوم الحادثة برؤية مشهد فلذة كبده وهي تتخبط في دمائها واستبعد في حديثه مع “المصدر” انتحار ابنته مرجحا ان تكون الضحية فقدت توزنها عند صعودها على مقعد بلاستيكي موجود فوق السطح نافيا ما يروج من أخبار بخصوص انتحارها تطبيقا للعبة الحوت الأزرق أو لعبة مريم مشيرا في هذا الاطار الى ان ابنته لا تملك هاتفا وفق تعبيره.
واكد المصدر ذاته ان ابنته مدللة ولا توجد اي مشاكل داخل عائلته قد تدفعها للانتحار مشيرا الى انه لا يعلم الى الان حقيقة ما حصل لها قائلا: “السبب الحقيقي مات معها.”
وفي المقابل رجحت احدى صديقات الضحية في حديثنا معها ان يكون سبب انتحار سندة تاثرها باحدى اللعب الالكترونية التي تدفع بالمرهقين للانتحار والتي قالت ان اغلب اصدقائها في المعهد يقومون بتنزيل التطبيق على هواتفهم ولعبها وخاصة “لعبة مريم” ،رواية الصديقة اكدها بدورهم عدد من سكان الحي وخاصة الأولياء الذين عبروا عن خشيتهم على ابنائهم ومنهم من اكدت انها ستقوم بقطع الانترنات على ابنائها وفق قولها.
المصدر ذاته تحدثت عن وجود اثار دماء للهالكة فوق السطح قبل انتحارها مشيرة الى انتحار تلميذة اخرى منذ ايام في ظروف غامضة ايضا في منزلها شنقا بحي قريب منهم مرجحة ان يكون السبب نفسه حسب اقوالها.
وفي السياق ذاته أكد مصدر امني رفيع المستوى أنه تم فتح تحقيق في الحادثة والاستماع الى والدي الهالكة الذين اكدا ان ابنتهما لا تعاني من أي مشاكل عائلية او نفسية قد تدفعها للانتحار مرجحين امكانية سقوطها.
وبخصوص ما قيل عن اللعب الالكترونية قال مصدرنا انه لا يمكن التأكد من صحة ذلك مشيرا الى ان والد الهالكة قال انه قد افتك الهاتف من الهالكة منذ أيام بسبب تراجع نتائجها المدرسية مشيرا الى ان جميع الفرضيات تبقى قائمة.
كما شدد على أن الأبحاث ماتزال متواصلة في انتظار صدور تقرير الطب الشرعي.
مندوب حماية الطفولة مهيار حمادي تحدث في تصريح لـ”المصدر” عن الحادثة التي وصفها بالفاجعة مطلقا صيحة فزع للاولياء للانتباه اكثر لابنائهم وضرورة توعيتهم خاصة بعد ارتفاع حالات الانتحار في صفوف المراهقين.
وقال بان فرضية انتحار سندة واردة وفق ما اظهرته المعاينات الاولية والطبية في انتظار تقرير الطب الشرعي.
وبخصوص اللعب الالكترونية التي تنتهي بالمراهقين للانتحار وعلاقتها بحادثة سندة قال انه لا يمكن الجزم بتعاطي الفتاة للعبة وتاثرها مما دفعا للانتحار مشيرا الى ان مثل هذه اللعب يلعبها الضحية بسرية ولايمكن كشفها الا بتسخير ليتم عرض هاتفها على الهيئة الوطنية للسلامة المعلوماتية التي وحدها يمكنها استخراج ما قامت الضحية بتنزيله اوالصفحات التي زارتها.
وتابع انه رغم الحديث عن حجبها الا ان البعض مازال بامكانه النفاذ اليها وفق تعبيره.
وأضاف في هذا الاطار ان مندوبة حماية الطفولة بجهة التي حصلت فيها الحادثة ادت امس زيارة للمعهد التي تدرس به الضحية للحديث مع اصدقائها ومزيد التنسيق مع المعهد في اطار خطة اتصالية لتوعية من مخاطر مثل هذا النوع من الألعاب.
ودعا في ختام حديثه الاولياء الى مزيد الانتباه لابنائهم وضرورة مراقبتهم والتحاور معهم مشيرا في هذا الاطار الى وزارة المراة والطفولة تعمل على ايجاد اليات وطرق لمنع مثل هذه الالعاب لما تشكله من خطر حقيقي على حياة الناشئة حسب تعبيره.
وللاشارة فان “الحوت الأزرق” و”لعبة مريم هما لعب الكترونية جذبت مؤخرا اهتمام الأطفال والمراهقين من الباحثين عن التسلية والمتعة لكنها انتهت بهم عدد من الدول إلى القتل والانتحار من خلال تعليمات افتراضية أثّرت بهم.