عبيد البريكي: “مبادرة تجميع اليسار لا تطرح المواجهة مع الأحزاب السياسية بل تدافع عن مشروع اجتماعي تقدمي يقوم على المشاريع والبرامج”

أكد عبيد البريكي، النقابي والوزير السابق وأحد مطلقي “مبادرة تجميع اليسار”، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، مساء اليوم السبت، أن هذه المبادرة “لا تطرح المواجهة مع الأحزاب السياسية في تونس، بل تدافع عن مشروع اجتماعي تقدمي يقوم على حملة من المشاريع والبرامج، باعتبار القناعة الراسخة بأن تونس في غنى اليوم عن المواجهة الحزبية، بل هي في حاجة إلى مواجهة المشاريع بالمشاريع التي يدافع عنها كل حزب”.
ولاحظ البريكي على هامش انطلاق أعمال الندوة الوطنية لمبادرة “تجميع اليسار” والتي ستتواصل على مدى يومين بالحمامات، أن “اختيار شهر جانفي، الذي يشهد عادة احتجاجات اجتماعية، للإعلان عن المبادرة، فيه رسالة إلى الأوساط السياسية مفادها أن أي حزب لا ينزّل الجوانب الإجتماعية ضمن أولوياته برامجه، فسيطرد عاجلا أو آجلا خارج مسار التاريخ”، على حد قوله.
واعتبر أن اليسار مدعو اليوم، أمام تغير المشهد السياسي في تونس وفي العالم، إلى “الخروج من بوتقة الصراع الإيديولوجي الذي لم يمكنه من أن يكون قوة بديلة في تونس تدافع عن مشروع اجتماعي تقدمي وإلى الخروج من حلقة التوظيف التي عانى منها اليسار لعقود باسم الحداثة”.
كما بيّن عبيد البريكي أن “اليسار مدعو، أكثر من ذي قبل، إلى تعبئة طاقاته وإلى تثمين إسهاماته الكبيرة في حركة التاريخ في تونس وتثمين رصيده النضالي، بالدفاع عن مشروع واقعي طموح يخدم تونس والتونسيين”.
وأوضح أن مبادرة تجميع اليسار ستتبلور في شكل حزبي، لا في شكل جبهة سياسية، مبينا أن ندوة الحمامات ستوفر فرصة هامة للنقاش حول مضامين هذا المولود الجديد والذي ينطلق بمبادرة تجمع أحزاب “الحزب الشعبي التقدمي” و”الوحدة الشعبية” و”حزب العمل الوطني الديمقراطي” و”حزب الثوابت” و”حزب مستقبل تونس”، بالإضافة إلى تواصل النقاش مع حزبي “المسا ر” و”الحزب الاشتراكي”.
وأعلن أن المبادرة ستنطلق بهيئة تأسيسية سيتم تشكيلها، غدا الأحد، تجمع أحزابا ومستقلين، بعد أن يتم مناقشة ورقات عمل تتضمن المبادئ العامة للمبادرة أو إعلان المبادئ والورقة التنظيمية، إلى جانب ورقة عمل لتحديد دوافع بعث المبادرة.
وردا على سؤال حول تعدد الوجوه النقابية الحاضرة في هذه المبادرة، قال البريكي “إن المبادرة ليست حزب الإتحاد العام التونسي للشغل”، مشددا على أن “قوة الإتحاد في استقلاليته” ومعتبرا أن حضور النقابيين يترجم مبدأ الإنفتاح الذي تنبني عليه المبادرة، على كل القوى ومكونات المجتمع ويؤكد الدور الكبير للحركة النقابية في صياغة البرامج الناجحة”.
ومن جهته أوضح عدنان الحاجي، عضو مجلس نواب الشعب وأحد مطلقي المبادرة، في تصريح إعلامي، أن ندوة الحمامات تعد “فرصة لتجميع الناشطين في الحياة السياسية والأحزاب، من أجل مناقشة الأرضية والتسميات والمبادئ التي سينبني عليه هذا المولود السياسي الجديد والتي صيغت بعيدا عن المفاهيم والمفردات التي تحيل على الجوانب الإيديولوجية لليسار”.
وأشار إلى إمكانية أن يتم خلال الأسبوع القادم، تنظيم ندوة صحفية للإعلان عن الأحزاب المكونة لهذه المبادرة أو الراغبة في الإلتحاق بهذا الحزب الجديد والإعلان أيضا عن موعد عقد مؤتمره التأسيسي، قائلا “إن تجميع اليسار ليس مسألة سهلة، في ظل انتماء ناشطين وأحزاب أخرى إلى العائلة اليسارية”.
وعبر الحاجي عن أسفه لغياب الجبهة الشعبية وعدم مشاركتها في هذه الندوة، “بسبب عدم استحسانها للفكرة”، على حد قوله، مضيفا أن “الجبهة ليست الخيار الوحيد لليسار ويمكن أن يكون لهذه المبادرة آليات وبرامج تدافع عنها في إطار اليسار”.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.