المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة يقدم استقالته..وهذه التفاصيل..

أعلن المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة مفدي المسدي استقالته من منصبه مساء أمس الجمعة وفيما يلي نص الاستقالة :

”في البداية أتقدم بوافر عبارات الشكر والامتنان إليكم سيدي رئيس الحكومة على الثقة الصادقة التي شرفتموني بها طوال فترة عملي كمستشار في حكومتكم، ولما لمسته منكم من احترام ورقي في المعاملة، الامر الذي كان حافزا لي على العطاء والاجتهاد خدمة للاهداف السامية التي ناضلتم من اجل تحقيقها لصالح لتونس وشعبها متحدين كل العراقين والمطبات.

سيدي رئيس الحكومة أتقدم إليكم اليوم باستقالتي ، وانا كلي اعتزاز وثقة اني لم اقصر يوما في واجبي بعد ان أديت مهامي باقتناع راسخ، ووفقا لما يقتضيه منطق الدولة واحترام تراتبية مؤسساتها وانضباطها، فضلا عن التزامي الثابت بأخلاقيات الوظيفة وأعرافها ونواميسها.

سيدي رئيس الحكومة قد لا يخفى عنكم تعرضي خلال الفترة الاخيرة الى حملة شيطنة ممنهجة تهدف الى النيل مني، وقد طالت هذه الحملة عائلتي واستهدفت حياتي المهنية والخاصة، وهي حملة تعكس في الحقيقة ما تردى اليه الوضع السياسي العام بالبلاد من انحدار قيمي وأخلاقي مخيف. ولقد تحملت شحنات الاكاذيب والاراجيف التي لاحقت شخصي بكثير من الصبر والجلد ايمانا مني بأن المؤسسة التي انتمي اليها تسير سياستها في الاتجاه الصحيح، حيث تشير بوصلتها دائما الى توجه خدمة تونس وانقاذ الدولة من الوهن وحماية المسار الديمقراطي من الانتكاسة ومواجهة قوى الردة، وان من يسيرون هذه المؤسسة محكومون بقيمة وحيدة، هي حب البلاد ونكران الذات.

سيدي رئيس الحكومة لقد حاولت طوال فترة عملي معكم النأي بنفسي وبمنصبي عن كل الاجندات السياسية المتهافتة التي تسعى الى التموقع السياسي وتعمل على اختراق مؤسسات الدولة وتخريبها، ولقد عملت كرجل تقني هدفه خدمة المؤسسة مثلما خدمتها في فترات سابقة ومع أكثر من رئيس حكومة.

سيدي رئيس الحكومة ان واجب التحفظ الذي اعتبره أحد اهم المحاذير التي يجب ان تحكم رجل الدولة الحقيقي يمنعني اليوم من الكشف عن الأطراف امعنت في استهدافي، ومن خلالي استهداف المؤسسة التي تشرفت بالعمل معها، وكذلك عن طبيعة الضغوطات والممارسات التي تعرضت لها طوال فترة عملي من قبل من حاولوا استغلال بعض المؤسسات لتصفية الحسابات السياسية وتخطي كل المحاذير لتحقيق هدف الوصول الى السلطة.

ولكن هذا لا ينفي اني سأختار الوقت المناسب لكشف جميع هذه الأطراف وفضح شبكات المصالح التي تتستر بها، وطبيعة التضييقات والممارسات التي استهدفتني.

سيدي الرئيس، أما وقد استحال عليا اليوم مواصلة مهامي في ظل هذا الظرف المشحون الذي عمد فيه البعض الى تلبيس الحق بالباطل وأمعن في تعفين المشهد السياسي، فاني التمس منكم ان تقبلوا استقالتي الشخصية التي جاءت بطلب من عائلتي، تلك التي عانت هي الاخرى من وطأة الضغوطات ولا حقتها الإشاعات والاراجيف، فاخترت ان أكرمها بتقديم طلب الاستقالة وان انتصر للإنسان داخلي الذي لا يتوانى عن حفظ كرامة عائلته والذود عنها كما يذود عن وطنه .

سيدي الرئيس ستبقى قناعتي دائمة أنكم تسيرون بي او من دوني في الاتجاه الصحيح، في اتجاه الحق والعدل والخدمة الصادقة للوطن، وستكونون دائما في مرمى حجر قوى الشر أسوة بالاشجار المثمرة دائما .

ختاما كم ان تمنى ان تساهم استقالتي في رفع أيادي الجذب الى الوراء عن قطاع الاعلام، رغم اصرار الواقع الى حد الان على تبديد هذه الأمنية .

تقبلوا مني سيدي رئيس الحكومة

كامل عبارات الشكر والامتنان

ووفقكم الله ونصركم على من أراد بكم وبتونس شرا ”

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.