أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 06 جوان

“في غياب الاتصال يضيع التواصل” و””تعديل البوصلة” و”الوضع يزداد صعوبة من يوم الى آخر .. هل تنجح قرطاج 2 في انقاذ الاقتصاد؟” ” و”رجال الدولة ومشروع الانقاذ الوطني”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.

لاحظت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، أن العملية السياسية صلب الحكومة ظلت فاقدة لخطة اعلامية واتصالية ناجعة وبقيت معزولة عن احكام استغلال علم الاتصال والتواصل على عكس أغلب الحكومات رغم كثرة المنابر الاعلامية والاتصالية وتعطشها للمعلومة الانية واليومية واستعدادها للتعامل مع كل الاحداث مع ممثلي الحكومة حتى وان كانت ذات صبغة دعائية مشيرة الى أن الفشل التواصلي والاتصالي يبرز بالخصوص كلما كانت هناك محاولة للتواصل بين الجانبين (أعضاء الحكومة والمواطنين أو أعضاء الحكومة والاعلاميين) حيث يتجلى الخلل والعجز عن تبليغ الرسائل ومضامين اللقاء وتبدو الحكومة وأعضاؤها في واد وعالم الاتصال والتواصل في واد آخر.

وأضافت أنه تمت في الايام الاخيرة معاينة تواتر في أخطاء الحكومة الاتصالية من خلال مواقف وتصريحات مثيرة للجدل لبعض أعضاء الحكومة دعمت الدعوات الملحة لتغييرها ولعل من أبرزها اندفاع رئيس الحكومة في الخطاب الذي توجه به للشعب التونسي فور تعليق العمل بوثيقة قرطاج الثانية نحو تصفية حسابات شخصية مع المدير التنفيذي للحزب الذي ينتمي اليه في الوقت الذي كان عليه كرجل دولة أن يترفع عن اخراج هذا التنافر للعموم ويستغل فرصة التواصل المباشر مع الشعب لفائدته بالسعي الى كسب ثقته عن طريق بعث رسائل طمأنة كان يمكن أن تكون مشفوعة باجراءات.

وأضافت أن المعروف أن كل حكومات العالم تعتمد على خبراء في الاعلام والاتصال لا يشق لهم غبار وذلك لاهمية التلازم بين البعدين السياسي والاعلامي والاتصالي في ابراز مكامن القوة ومراجعة مواطن الضعف لكن رغم اعتماد كل حكوماتنا المتعاقبة على مختصين في الاعلام والاتصال فانها قد عجزت عن الظهور بصورة مقنعة ومطمئنة للرأي العام التونسي بل اتسم ظهورها في أغلب الاوقات بالضعف الشديد الى حد انعكس على عملها وتداولت معه سبع حكومات على السلطة الى حد الان بما رافقها من انتقادات ومردود هزيل.

واعتبرت جريدة (المغرب)، أنه لا يمكن أن نستمر في التعامل مع ملف الهجرة السرية على هذا النحو فنظهره في لبوس سياسي صرف ونتعامل مع الدولة على أساس أنها الاب الذي يجب أن يتحمل وزر الابناء ويحقق لهم السعادة والرخاء ولا يمكن أن نستمر في العويل والاحتجاج والسب والشتم ونتعاطف كليا مع من هلكوا وندعي أنهم على حق ونصورهم في صورة الضحايا وننفي عنهم المسؤولية أو نستمر في نسج سرديات تصور الشباب على أساس أنهم ضحايا التهميش وسوء الادارة والتدبير وانتشار الاحباط مشيرة الى وجود قصص نجاح أخرى في جبل سمامة وفي دوار هيشر وفي تالة والقصرين … وغيرها من المناطق التي يكدح فيها الناس من أجل تحصيل قوتهم بكل كبرياء لانهم آمنوا أن الحياة كفاح وأن سيزيف هو الانموذج المقتدى به فهي قصص تكشف النقاب عن اختيارات أخرى متاحة أمام الشباب وعن أدوار أخرى يضطلع بها هؤلاء ولكن هذه السرديات لا تحتفي بها الفضائيات الخاصة التي تلهث وراء البوز ولا يكترث بها الاعلام الذي يستسهل نقل التعليقات وما يروج في الفايسبوك من أخبار ، وفق ما ورد بالصحيفة.

من جهتها، أشارت (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، الى أنه في انتظار ما سيفرزه مسار (قرطاج 2) من حلول للانقاذ الاقتصادي وفي انتظار أن تعطي اصلاحات الحكومة أكلها يزداد الوضع الاقتصادي صعوبة من يوم الى آخر وتتاكد حدة المخاطر التي أصبحت محيطة بالبلاد وتستدعي التعجيل بالانقاذ مبينة أن الوضعية الاقتصادية والمالية للدولة تتعقد من يوم الى آخر بدليل ما اصبح يعيشه المواطن من معاناة يومية في مواجهة غلاء الاسعار حيث أن مرحلة الضعف والهشاشة التي دخلها الاقتصاد الوطني منذ بضع سنوات بلغت اليوم ذروتها وأصبحت ذات انعكاسات خطيرة وتهدد بانهيار الدولة في ظل المستوى غير المسبوق الذي بلغته أغلب الارقام والمؤشرات (التضخم والمديونية وسعر صرف الدينار وتغطية الواردات بالصادرات) مما يدفع الى التساؤل حول كيفية الخروج منها خاصة في ظل التقلبات الدائرة حاليا وما يتردد عن تحوير الحكومة وعن امكانية استئناف اجتماعات وثيقة قرطاج 2.

واعتبرت (الصباح) في مقالها الافتتاحي، أن النخبة الفكرية والسياسية استنزفت على امتداد سنوات ما بعد 14 جانفي مخزونها من الثقة في عيون الرأي العام الذي بات يختزل صورة نخبتيه في أناس يتهافتون على المناصب وتقاسم الغنائم والممسكين منهم بدواليب الدولة يهملون لمصالحهم الخاصة ولفائدة المجموعات النافذة مبينة أنه طالما لم تتغير هذه الصورة القاتمة حول السياسيين ورجال الدولة الحاليين لن يكون من اليسير اقناع التونسيين بوجاهة التضحيات المطلوبة أو أي مشروع مستقبلي للانقاذ.

وأضافت أن تونس بحاجة اليوم الى مشروع وطني والى تضحيات من الجميع لكنها أيضا وقبل كل شئ بحاجة الى رجال دولة حقيقيين متبصرين على قدر من الحكمة والوطنية لقيادة مسيرة الاصلاح والنهوض، وفق تقدير الصحيفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.