المهرجان الدولي للحكمة بتونس: الغاء الفقرات الاحتفالية ومحاضرة حول “محورية الحكمة” فى صناعة المستقبل

احتضنت مدينة الثقافة بشارع محمد الخامس بالعاصمة مساء الاحد 8 جويلية فعاليات الدورة الاولى للمهرجان الدولي للحكمة والذي ينتظم ضمن المبادرة الدولية للحكمة والسنة الدولية للحكمة 2018

برنامج هذا المهرجان، الذي ينتظم بالتعاون مع الاكاديمية المتوسطية للاعمال ومركز سياسات ما بعد العادي والدراسات المستقبلية فى لندن وجامعة الدول العربية ومدينة الثقافة بتونس، اقتصر على بعض الفقرات الفكرية والتكريمية بعد الغاء المنظمين لكل الفعاليات الاحتفالية الموسيقية والشعرية على اثر قرار وزارة الشؤون الثقافية تعليق جميع الانشطة والعروض الاحتفالية بعد العملية الارهابية التي جرت صباح الاحد فى منطقة عين سلطان من ولاية جندوبة واسفرت عن استشهاد ستة امنيين.

بعد تلاوة الفاتحة ترحما على الشهداء الامنيين وقراءة ايات بينات من القرآن الكريم ، القى الدكتور ماهر خضر بالمناسبة محاضرة حول موضوع “اقتصاد الحكمة” اكد خلالها على ان مقاومة الارهاب فى تونس لا يمكن ان تكون فقط بالمقاربات الامنية التقليدية بل باعمال العقل والحكمة وتجاوز الخلافات السياسية والحزبية واعلاء المصلحة العليا للوطن للخروج بالبلاد من محنتها الحالية.

واضاف “فى تونس نعاني اليوم من جملة من الازمات التي افضت لهذه المحنة الراهنة، فالتونسي يشكو ازمة ثقة فى النفس وفى المؤسسات وفى الاحزاب السياسية وفى النخبة المثقفة وفى كل شيء تقريبا”.

وقال “ان الحكمة، بمعنى إعمال العقل، هي اليوم فى جوهر العملية القيادية وصنع القرار ومن الضروري التمسك بهذا المبدا فى مختلف اوجه الحياة اليومية وايضا من المهم التمكن من مادة صلبة وقدرات جيدة وقيمة تساعد على حسن اتخاذ القرار المناسب”.

وعرف الدكتور خضر الحكمة بقوله “هي فعل ما ينبغي فعله كما ينبغي فعله فى الوقت الذي ينبغي فعله” اي ضرورة فعل الشيء المناسب بالكيفية المناسبة وفى الوقت المناسب والملائم، وفى هذا المفهوم تتجلى الاهمية القصوى لاعمال العقل، اي الحكمة، فى اتخاذ القرار، وفق تقديره.

وبين اننا فى تونس فشلنا فشلا ذريعا فى ادارة جملة المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي حصلت فى السنوات الاخيرة نتيجة عدة عوامل لعل من ابرزها غياب الثقة فى النفس وفى مختلف الفاعلين السياسيين والاقتصاديين، كما اننا نفتقر الى ثقافة الاستشراف واستباق تداعيات ونتائج مثل هذه المتغيرات التي تبقى تهدد كل المجتمعات وليس المجتمع التونسي فحسب، مؤكدا على ان محورية المعرفة لم تعد تتعلق بالماضي ولا بما حصل فيه، بل بالمستقبل وما يمكن ان يحصل فيه ومن الضروري تملك ادوات هذا الاستشراف وبالتالي صناعة المستقبل الذي نريد.

منظمو هذا المهرجان كرموا بالمناسبة عددا من الوجوه الفنية التونسية على غرار الفنان لطفي بوشناق والشاعر مازن الشريف “لمشاركتهم فى اثراء الفعاليات السابقة للمبادرة الدولية للحكمة”.

ومن المنتظر ان تعقب هذا المهرجان تظاهرة دولية اخرى حول الحكمة هي القمة العالمية للحكمة والتي اطلق عليها ايضا اسم “دافوس تونس” وذلك يومي 20 و 21 نوفمبر 2018.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.