أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 10 أكتوبر

“يفعل الجاهل بنفسه” و”تتواصل فوضى المؤسسات .. الباجي قائد السبسي ينزل الى الحلبة” و”الشعب التونسي .. يريد الحقيقة والحقائق” و”على أي جواد تراهن النهضة؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.

اعتبرت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، أن تونس دخلت مرحلة من الازمة السياسية غير مسبوقة بالمرة وتؤشر لمزيد تعفن الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية مشيرة الى أنه أضحى من البلاهة بمكان أن الارتباك داخل حركة “النهضة” أغشى أعين قادتها فاذا هم لا يبصرون الكم الهائل من العراقيل التي تعيق مسيرتهم السياسية وقد تتحول بمرور الايام الى سبب من أسباب انعدام وجودهم السياسي والفعلي.

وأضافت أن تدمير البنية الاساسية للمنظومة الديمقراطية من دولة ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني ومشهد حزبي متوازن هو في ذات الوقت نذير شؤم على “النهضة” ذاتها لانه يساهم في انضاج الظروف الموضوعية لزوالها وهي بالفعل تسارع الخطى الى حتفها السياسي لانها لم تستوعب تجربتها في الحكم التي بنتها مع أحزاب وهمية أو ضعيفة مبينة أن الحكم هو قدر الاقوياء والتحالف مع فتات الاحزاب المفتتة أصلا يجعلنا نعيش وهم الاحساس بالقوة فتكبر بنا الرغبة في الاستفراد بالحكم والتسلط ويبدأ التنازلي نحو النهاية.

وأوضحت أن حركة النهضة لا يبدو أنها مستوعبة لتجارب الحكم الاطلاقي عبر التاريخ وأن طبيعتها الدينية (رغما عنها ربما) تمنعها من استخلاص العبر لان ذلك يستوجب ضرورة توفر ركن النقد والنقد الذاتي وهو ركن تم فيما يبدو اجهاض عملية تطوره في مجتمعنا، وفق تقدير الصحيفة.

وأشارت (المغرب) من جانبها، الى وجود حقيقة واضحة اليوم وهي أن الباجي قائد السبسي قد نزل نهائيا الى الميدان السياسي وأنه سيخوض كل الحروب السياسية الراهنة والقادمة بصفة مباشرة لا عبر وكالة الحزب الذي أسسه أو نجله المدير التنفيذي لهذا الحزب أو كتلته البرلمانية مبرزة أن اللامقول في هذا الظهور المكتوب لرئيس الدولة هو اقراره النهائي بالفشل الذريع رلكل الوسائط التي وضعها وعجزها عن تحقيق الحد الادنى المطلوب في المحافظة على الالة الحزبية التي انتصر بفضلها السبسي وحزب النداء الذي أسسه في الانتخابات العامة لسنة 2014.

وأضافت أن رهان، الباجي قائد السبسي، واضح وهو استعادة المبادرة السياسية ووضع نفسه في مركز القرار من جديد فهو اليوم يرفض اليد نصف الممدودة لحركة النهضة بل وسيرفضها اليوم وغدا وذلك مهما كان حجم تنازلات الحركة الاسلامية اذ قرر السبسي أن يجعل منها خصمه الاول والمباشر في أفق 2019 وأن يهون من الصراع بينه وبين رئيس الحكومة ويجعله صراعا ثانويا مقابل الصراع الاساسي مع الحركة الاسلامية بحيث يصبح رئيس الحكومة خصما تابعا للنهضة لا المنافس الاول لرئيس الجمهورية.

وأوضحت أن رئيس الدولة يهدف الى القضاء على الفضاء السياسي المتسع حاليا والذي يتمثل قوامه في مسألة احتمال وجود فضاء وسطي كبير على حساب نداء تونس مشيرة الى أن كل نشاطات ومناورات هذه الصائفة انما مدارها معركة “الوسط” أي من سيمثل في الانتخابات العامة في أواخر 2019 هذا الفضاء السوسيولوجي الذي استولى عليه نداء تونس في 2014 وهل سيكون النداء الحالي وقيادته الملتفة حول نجل رئيس الدولة أم نداء “جديد” يقوده يوسف الشاهد أم تجربة من خارج الفضاء؟، فهذا يمثل الرهان السياسي الاساسي لهذه السنة الساخنة، وفق تقدير الصحيفة.

أما جريدة (الشروق) فقد رأت في مقالها الافتتاحي، أن تونس وفي هذا التوقيت المفصلي من تاريخها السياسي بحاجة الى الحقيقة ولا شئ غير الحقيقة في المجال السياسي ومصارحة الشعب التونسي الذي بين نضجا غير مسبوق وغير مقارن بغيره من الشعوب المماثلة وضعياتها لوضعية شعبنا حين أمن الاستحقاقات الانتخابية والمحطات السياسية الكبرى بكل تحضر مبينة أن شعبنا يريد الحقيقة في المجال الاجتماعي والاقتصادي وهو لب المشكلة الاساسي حيث لمس المواطنون والمواطنات أن ليس هناك كشفا للحقيقة في هذا المجال عندما عمدت السلطات الحاكمة على اختلافها الى ذر الرماد في العيون فلا حقائق تقدم للمواطن حول سبب ومعضلة الازمة الاقتصادية اذ من جهتها آثرت السلطة التنفيذية سياسة الهروب الى الامام عوض مائدة الحوار مع الشركاء الاجتماعيين من أجل ايجاد الحلول الوطنية سوية فيما توجهت السلطة التشريعية الى خيار “انتظر وراقب” بالنظر الى انها أصل السلطة وأصل الحكم وفق مقتضيات نظام الحكم الواردة في نص الدستور التونسي.

وأضافت أن الحقيقة مطلوبة من الجميع يصارح بها أهل الحل والعقد في تونس، الشعب التونسي، لان الذي يظن أن شعبنا الذي أمنت ادارته آليات ترجمة الثورة الى مسار دستوري وقانوني سلس الذي يظن أن هذا الشعب قاصرا نقول انه حفظ شيئا وغابت عنه أشياء مبرزة أن التونسي بحاجة الى كشف الحقيقة والحقائق في جميع المجالات لانه شعب واع وسليل ابن خلدون وابن رشد يمقت الركود والعدمية.

أما جريدة (الصباح) فقد تطرقت في ورقة خاصة، الى التسريبات الاخيرة المعلنة من قبل قيادات الجبهة الشعبية والتي هزت حركة النهضة وأربكتها بشكل كبير ووضعتها في موقف المتهم وجعلتها في وضعية أصعب مما وصلتها سنة 2013 معتبرة أن كواليس قصر قرطاج بعيدة عن هذه التسريبات خاصة أن الجميع يعلم أن المرحلة الراهنة هي مرحلة نفض الغبار عن بعض الملفات وكشف المستور وهي ورقة كانت بيد الشاهد لكن يبدو أن جزءا منها قد سحب منه من قبل قائد السبسي.
وأضافت أنه ليس للنهضة مجال كبير للمناورة ومن المتوقع أن تجبر على الحسم في الاصطفاف مع قرطاج أو القصبة قريبا ومن المستبعد أن تواصل اللعب على الحبلين وهي أكثر من يعلم أن أقرب السبل للسقوط أرضا هي الجلوس بين كرسيين، وفق ما ورد بالصحيفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.