أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الاربعاء 30 جانفي

“سنة بيضاء في التعليم الاعدادي والثانوي .. حتى لا تغرق سفينة تونس” و”يترشح … لا يترشح .. بأية أوراق سيدخل السبسي رئاسيات 2019؟” و”أليس بيننا عاقا؟” و”من لا يدرك ذلك فلينسحب .. التفاوض فن وحكمة وتدبير” و”للاضراب نهاية ضرورية بمواقيت”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.

تطرقت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الى أزمة التعليم الثانوي مشيرة الى أنه كان لدى كل التونسيين بقايا امال معلقة على جلسة التفاوض بين وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الثانوي يوم الاثنين الفارط عسانا نخرج من هذا الزقاق المظلم ولكن معاول الهدم كانت هي الاقوى اذ بعد حوالي نصف ساعة انفض الاجتماع وأبدى كل طرف في وسائل الاعلام استعداده للحوار الجدي والمثمر والتنازل ولكن في المحصلة ازداد الوضع تأزما وانقطعت سبل الحوار وغابت المنطقة الرمادية الولادة للحلول المشتركة.

واعتبرت أننا اليوم ازاء سنة شبه بيضاء، هذا في أحسن الاحوال، لان جل الاعداديات والثانويات أي زهاء 900 ألف تلميذ هم في حالة عطالة كلية أو جزئية منذ حوالي ثلاثة أشهر عندما أعلنت الجامعة العامة للتعليم الثانوي مقاطعتها لاجراء الامتحانات ولم يبق أمامنا من زمن فعلي للتدريس سوى شهرين ونصف هذا اذا افترضنا عودة طبيعية للدراسة في كل الاعداديات والثانويات مباشرة بعد عطلة الاسبوع القادم لافتة الى أننا الى أننا بصدد اختبار درامي لما يمكن أن يؤول اليه انفلات أشكال المطلبية النقابية في ما يعرف بكل أشكال الاضراب الاداري حيث أصبحنا أمام الشكل القصوري وهو رفض اجراء الامتحانات والاختبارات من أصله بدل انجازها ثم الاحتفاظ بها كما كان ذلك في بدايات هذه الممارسة.

ورأت أنه لا معنى لتفاوض قطاعي بهذا الشكل اذ على الحكومة أن تتحمل والمركزية النقابية تحمل مسؤوليتهما والقيام بالتفاوض بدلا من وزارة التربية والجامعة العامة اليوم قبل الغد، أما اذا استحال حتى هذا الحل فعلى بلادنا السلام، وفق تقدير الصحيفة.

وفي سياق متصل، أشارت (الصباح) في مقالها الافتتاحي، الى أن المسلسل المستمر مع ماراطون المفاوضات منذ نهاية العام تحول الى قضية راي عام بسبب المخاوف من سنة عجفاء للموسم الدراسي الحالي بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات على ميزانية العائلات ولكن أيضا والاخطر بكل ما يعنيه من تداعيات على مستقبل الجيل القادم ومستوى ونوعية التكوين الذي ننشده مضيفة أن ما تابعه التونسيون أمس عقب اعلان وزير التربية عن فشل المفاوضات قبل حتى انطلاقها يؤكد حالة العبث التي تسود المشهد الراهن وتداعياته الثقيلة على البلاد وخاصة على الاجيال القادمة التي تخسر كل يوم أكثر على طريق معركة المعرفة والعلم والتفوق والمنافسة التي بدونها لا يمكن لاي شعب أن يحقق الازدهار والتطور الذي يتوق اليه.
وأضافت أنه اذا استحال الوصول الى اتفاق في هذه المرحلة فيصبح لزاما على كل الاطراف تأجيل المفاوضات الى حين توفر الارضية المطلوبة لاستعادة أجواء الثقة لانجاحها وهذا لا يعني التنازل عن الاستحقاقات المشروعة ولكن تغليب المنطق والعودة الى السير العادي للدروس والامتحانات وتحديد رزنامة جديدة يتم بمقتضاها العودة لاحقا الى الحوار والا فانها ستكون مرحلة التدمير الممنهج للمؤسسة االتربوية التي بتدميرها سيكون تدمير البناء المجتمعي والتأسيس لنشر الجهل والامية والتخلف والاستعداد لغلق المزيد من المدارس وتدشين المزيد من الاصلاحيات والسجون، وفق ما ورد بالصحيفة.

ولاحظت (الصحافة) من جانبها، أن جلسات التفاوض بين وفد وزارة التربية ووفد الجامعة العامة للتعليم الثانوي الى جلسات بين “طرفي عداء” على “طاولة حرب” تبدأ ب”القصف المتبادل” للسب والشتائم وتنتهي سريعا بانقلاب الطاولة على رؤوس المفاوضين مشيرة الى أن هذه حال جلسة أول أمس التي لم تتجاوز العشرين دقيقة لتنفض بعد ذلك في عود على بدء الى “النقطة الصفر” بما يعني الذهاب باتجاه سنة بيضاء ستكون كارثية بكل المقاييس تتحمل كل تبعاتها الوزارة والنقابة على حد سواء بما أنهما وراء كل اخفاقات التفاوض.
واعتبرت أن موضوع الخلاف بين الطرفين لا يقدر ولا يقاس بحجم الخسائر التي ستدفع ثمنها باهظا المدرسة العمومية وأبناؤنا التلاميذ الذين خسروا نصف السنة أو أكثر في انتظار اشتعال السنة الدراسية بكاملها باللون الابيض متسائلة .. هل يدرك الطرفان خطورة “المحرقة” التي توجد امكانيات اطفائها بين أيديهم في الواقع؟.

وأثارت (الشروق) في ورقة بصفحتها الرابعة، استفهاما جوهريا عما يحمله، الباجي قائد السبسي، في جرابه من أجل المحافظة على كرسي قرطاج مشيرة الى أن السبسي ورغم كل محاولاته لتجميع التونسيين والمحافظة على علاقات محترمة مع بقية دول العالم بما في ذلك الكبرى، لم يكن في منأى عن بعض الاخفاقات التي طبعت الفترة التي قضاها برئاسة الجمهورية من ذلك مثلا أنه بدا منشغلا أكثر من اللزوم بأزمة حزبه نداء تونس رغم أن مهمة رئاسة الجمهورية تقتضي منه الابتعاد عن أي نشاط حزبي دون أن يقدر في الاخير على حماية النداء من الازمة (التي أصبحت أزمة وطنية وأثرت سلبا على البلاد برمتها) وذلك بسبب عدم حسمه في مسألة التداخل بين الحزب والعائلة (في علاقة بتدخل ابنه حافظ في شؤون الحزب) الى جانب أنه بدا أكثر من ذلك فاعلا رئيسيا في معركة سياسية جمعت حزبه نداء تونس ورئيس الحكومة يوسف الشاهد وأثرت بدورها بشكل كبير على الوضع العام في البلاد ولام عليه كثيرون عدم قدرته على حسمها وعلى ترجيح كفة نجله في هذه المعركة دون اعتبار للمصلحة الوظنية العليا التي كانت تقتضي التعامل مع الازمة بأكثر موضوعية، وفق ما ورد بالصحيفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.