أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الثلاثاء 26 فيفري

“سياق سياسي بلا مضمون مجتمعي” و”وتونس مقبلة على حراك سياسي كبير .. هل انتهت أحزاب الزعيم الواحد؟” و”البنك المركزي يكشف لوحة قيادة الاقتصاد التونسي .. من يتحمل مسؤولية تردي الاوضاع؟ و”عجلة الاقتصاد في الوحل”، مثلت أبرز العناوني التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.

تطرقت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، الى الاستحقاق الانتخابي المنتظر مشيرة الى أن المتأمل اليوم للمشهد السياسي يدرك دون عناء أن لا هدف اليوم للساسة سوى البحث عن موقع في دائرة الضوء كما بدأ الركض المحموم نحو المنابر الاعلامية من أجل استعادة الاشعاع لبعض الوجوه وتلميع وجوه أخرى تماما كما تنادت أحزاب كثيرة من أجل امكانية تحالفات أو ائتلافات أو توافقات استعدادا لليوم المشهود.

وتساءلت الصحيفة، هل يعلم هؤلاء حاجيات التونسيين وانتظاراتهم الحقيقية وما يعانونه في معيشهم اليومي منذ سنوات؟ مبينة أن الاجابة قطعا مخيبة للامال وستكون صادمة لهؤلاء الساسة الذين ينهمكون هذه الايام في مشاورات مكثفة تربط الليل بالنهار من أجل تقريب وجهات النظر والاتفاق بشأن امكانيات العمل بشكل يجعلهم يخوضون غمار الانتخابات القادمة بأكبر قدر ممكن من الثقة للوصول الى المناصب التي يطمحون لها.

وأضافت أن المفارقة العجيبة حقا أن المواطن قد أدرك منذ فترة عمق الهوة بينه وبين الفاعلين في المشهد السياسي ولم يعد يكترث كثيرا لما يقولونه ولا يهتم كثيرا لتحالفاتهم ومشاوراتهم التي غالبا ما تقضي عليها شهوة الزعامة والرغبة في الظهور على حساب الغير في المشهد باعتبار أنها تقام وفق رغبات ذاتية ونفعية وآنية ودون تقارب في البرامج والمشاريع التي تجمعهم وتجعل عموم التونسيين يلتفون حولهم موضحة أنه في الوقت الذي يفترض أن يكون الساسة في سباق ضد الساعة من أجل تجسير الفجوة بينهم وبين عموم التونسيين الذين ارهقهم المعيش اليومي ويبحثون عمن يكون ملاذا حقيقيا لهم من الازمة الخانقة نجدهم منهمكين في ركضهم المحوم من أجل التموقع ولا يجد التونسي في ما يقولونه وما يجتمعون حوله لا مشاريع وبرامج يمكن أن تغازلهم وتلامس أحلامهم وتجعلهم يتحمسون للاتحقاق الانتخابي القادم ويقبلون عليه ويعلقون عليه أحلامهم في غد افضل.

ولاحظت (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، أن الاحزاب الكبرى في تونس لم تقدر على التخلص من صورة “حزب الزعيم الواحد” التي اضرت قبل عام 2011 وبعده بعدد من الاحزاب الكبرى وتهدد اليوم عددا آخر منها مشيرة الى أن حزب نداء تونس مر بأزمة خطيرة مازالت مخلفاتها الى اليوم بمجرد أن ابتعد عنه مؤسسه، الباجي قائد السبسي، وهو المصير نفسه الذي يخيم اليوم على حزب الوطني الحر بعد ابتعاد مؤسه سليم الرياحي (ولو مؤقتا) وسبق أن وقع فيه أيضا حزب المؤتمر من أجل الجمهورية عندما ابتعد عنه مؤسسه منصف المرزوقي وحزب الجمهوري الديمقراطي التقدمي سابقا عندما ابتعد منه مؤسسه نجيب الشابي.

وأضافت أنه قبل ذلك وتحديدا في مطلع الثمانينات بدأ الحزب الاشتراكي الدستوري يعاني من مخلفات صورة الزعيم الواحد الذي بني عليه وذلك عندما ابتعد عنه نسبيا الحبيب بورقيبة (بحكم المرض وانشغاله برئاسة البلاد) وهو ما أضعف الحزب وهمشه الى حدود سنة 1987 وهو ما تكرر أيضا مع حزب التجمع الذي دخل في سنواته الاخيرة (قبل 2011) منعرجا من الضعف والصراعات داخله عندما بدأ الرجل الذي بني حوله الحزب (بن علي) يبتعد عنه نسبيا مقابل تركيزه المفرط على السلطة.

من جهتها عرجت صحيفة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، على تصريحات محافظ البنك المركزي مروان العباسي، أمس، أمام مجلس نواب الشعب والذي وضع لوحة قيادة شاملة للاوضاع الاقتصادية والمالية والنقدية للبلاد وترابط مختلف عناصرها وتأثير كل دائرة في الاخرى وتظافر السلبيات في هذه الدوائر الثلاث التي أدت الى هذه الاوضاع والتي وجد لها البنك المركزي تلخيصا طريفا .. 2/4/4/6 وهي نتيجة المقارنة بالاسعار القارة بين سنتي 2010 و2017 اذ تضاعف عجزنا الصافي بست مرات وتضاعف عجزنا الطاقي بأربع مرات وانقسمت مواردنا من العملة الاجنبية من السياحة الى النصف.

وأضافت أن السؤال الاهم يبقى دون جواب مقنع الى اليوم .. من المسؤول عن هذا التدهور التاريخي والمتفاقم لاوضاعنا الاقتصادية والمالية والنقدية؟ هل هي حكومات ما بعد الثورة فقط أم أوضاع الانفلات الناجمة عن المسار الثوري أم المطلبية المجحفة التي هيمنت على كل “قبائل” تونس المعاصرة؟ مشيرة الى أننا الان امام محصلة مرحلة كاملة فاما أن نواصل في اهدار طاقات البلاد المحدودة أو أن نعود بكل قوة الى العمل وبالاستغلال الاقصى لكل محركات الانتاج مع المعالجة الانية لثلاثة ملفات كبرى وهي الصناديق الاجتماعية والمؤسسات العمومية ومنظومة الدعم وبعد ذلك، بل وبالتزامن مع ذلك، اصلاح منظومة التكوين وتكوين اضافي لكل العاطلين عن العمل والشروع الجدي في اصلاح منظومتنا التربوية وغرس التفوق والتميز فيها، وفق ما ورد بالصحيفة.

وفي سياق متصل، اعتبرت (الصباح) في ورقة خاصة أن تونس لم تنجح بعد في الخروج من الدائرة السلبية لمناخ الاعمال في ظل تواصل هزات الانتقال الديمقراطي وعدم الاستقرار السياسي رغم مرور 8 سنوات على الثورة كما تتواصل خسائر الوجهة الوجهة التونسية لصالح المغرب الشقيق الذي ما فتئ يحقق نقاطا ثمينة في القطاع السياحي وفي جلب الاستثمارات الاجنبية الى جانب الانفتاح والريادة في اقتحام السوق الافريقية الواعدة وهي مجالات مازالت للاسف متعثرة لدينا وتتحسس طريقها نحو الاقلاع من جديد، وهو اقلاع تأخر كثيرا بالنظر الى امعان السياسيين والحكومات المتعاقبة في اهمال الملف الاقتصادي وهدر الوقت في الصراعات الحزبية الضيقة.

واضافت أنه في الاثناء تصدر يوميا تقارير دولية مختصة لتثبت أننا اما نتراجع او في أحسن الحالات لا نتقدم وبالتالي نحن في وارد اضاعة المزيد من الفرص التي يحتاجها اقتصادنا المنهك لتجاوز الحلقة المفرغة من المؤشرات السلبية في مستوى العجز التجاري والتضخم ونسب التداين ومعدلات النمو ولايجاد منافذ اخرى لدوامة اللجوء في كل مرة الى معادلة “الزيادة في الاجور والمزيد من التداين” لمواجهة المطلبية النقابية أمام تدني المقدرة الشرائية.

واعتبرت أنه من غير المعقول الاستمرار في تغييب سياسة التخطيط الاستراتيجي والمخططات التنموية وعدم تشريك الكفاءات الوطنية في رسم التصورات المستقبلية مشيرة الى أن عجلة تونس غارقة في الوحل واخراجها يتطلب المزيد من الجهد والنجاعة واقتناص الفرص والخروج من دائرة الحسابات الضيقة واضاعة المزيد من الوقت، وفق تقدير الصحيفة.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.