منوبة/3 عائلات فقدت ولدانها بمستشفى “الرابطة” تؤكد: لم يتم اعلامنا بالوفاة ولابد من كشف الحقيقة

قامت 3 عائلات بمعتمدتي المرناقية ودوار هيشر، صبيحة اليوم الاثنين، بإعلام السلط المحلية والإدارية المعنية بوزارة الصحة بوفاة ابنائهم الرضع بمركز التوليد وطب الرضيع بمستشفى “الرابطة”.
لحظات فارقة حولت فرحة الولادة بمنزل العائلات الثلاث والتهاني الى مواكب عزاء امتزجت فيها دموع الفرحة بدموع الحزن، ومشاعر الغبطة بجراح الوداع والفراق..
الرضيعة بيّة العرفاوي بمنطقة حي خالد بن الوليد بدوار هيشر ولدت، حسب تصريح خالها نضال عرفاوي -نيابة عن والديها الذين كانا في حالة نفسية صعبة – لمراسلة (وات) بمنوبة، قبل اكتمال الفترة الزمنية الطبيعية أي في عمر السبعة اشهر وظلت محل رعاية طبية بالحضّانة الخاصة الى حين اكتمال نموّها.
وأضاف الخال انها كانت تتجاوب مع العناية طيلة عشرة ايام من ولادتها بمستشفى الرابطة بتاريخ 26 فيفري المنقضي حيث تقوم والدتها بزيارتها يوميا دون وجود أي تعكر او تغيير في وضعها الذي اكد الاطباء انه مستقر الى ان تم اعلامهم بوفاتها يوم الجمعة 08 مارس وأثناء توجههم لزيارتها كالعادة.
وأشار إلى أن والد الرضيعة علم بوفاتها عند الساعة الثانية بعد الزوال من يوم السبت بينما كان يقوم بإجراءات تسجيلها بدفتر العلاج والحال انها متوفية قبل يوم وعلى الساعة ال11 ليلا، مستغربا عدم اعلام العائلة بعد وفاتها مباشرة والتكتم المشبوه.
“دعاء” الأمنية التي وئدت قبل ان تتحقق
الطفلة دعاء النفزي ولدت بدورها بتاريخ 27 فيفري وقبل اكتمال الفترة الزمينة الطبيعية للحمل باسبوعين، وتطلب الامر ايوائها بالحضانة حسب تصريح والدتها هدى الجبالي لمراسلة (وات).
واضافت انها كان تقوم بزيارتها دوريا منذ ذلك التاريخ وكان اخرها يوم الجمعة، وكانت الرضيعة في حال صحية جيدة حسب شهادة الاطار الطبي الذي اعلمها بتاريخ خروجها من المستشفى يوم الثلاثاء 12 مارس الجاري لكن الموت نتيجة الاهمال، حسب تعبيرها، كان اقرب حيث توفيت السبت على الساعة العاشرة صباحا.
واستغربت الأم التي كانت في حالة نفسية صعبة عدم إعلامها بالوفاة حيث ذهبت إلى زيارتها ولم تجدها في سريرها، وحين استفسرت عن مكانها اعلموها بطريقة صادمة أنها فارقت الحياة بسبب “جرثومة”، مشدّدة على ضرورة كشف الحقيقة وإظهار حق طفلتها التي كانت أمنيتها الوحيدة بعد انجاب 3 ابناء ذكور وقد تسلمتها في “كرتونة ” لتدفنها أمس الاحد.
نفس الظروف ولكن؟
الطفل يوسف المنزلي بمنطقة حي تومية بالمرناقية ولد بتاريخ 23 فيفري المنقضي بعد اكتمال فترة الحمل (تسعة اشهر كاملة)، حسب تصريح والدته مامية المنزلي، وقد حملته يوم ولادته لكن الاطار الطبي اكد حاجته للأكسجين حيث تم الاحتفاظ به بالقسم منذ ذلك التاريخ، وداومت هي على زيارته وإرضاعه من الحليب الذي تجلبه له يوميا.
وأضافت انها توجهت الاربعاء لزيارته وكان في حالة صحية جيدة لكن يوم الخميس 7 مارس رفضوا ادخالي لزيارته وأعلموني بتعكر حالته حينها التجأت الى النافذة للإطّلاع على حالته وكانت صدمتي حين سمعت الطبيب الذي كان يسعفه يعلم الاطار الطبي المرافق له بموت ابني منذ ساعة .
وأشارت الى انها غادرت دون تأكيد بوفاته او مماته الى ان عادت من الغد الجمعة 8 مارس ليعلموها بوفاته والحال ان الشهادة الطبية تثبت وفاته قبل يوم وفي نفس توقيت الزيارة التي قامت بها قبل يوم أي في حدود الساعة الثانية بعد الزوال.
وأشار الاب محمد الحبيب، من جهته، انه قام بتسجيل ابنه وكان يهم بإعادته الى المنزل ووضعه في احضان اشقائه الثلاثة لكن الفرحة تحولت الى مأتم وباتوا يتقبلون التعازي بعد ان تقبلوا التهاني ولأيام من افراد العائلة والأقارب، مطالبا في الاطار بفتح تحقيق في اسباب الوفاة وكشف الحقيقة .
وأضاف انه بتوجهه اليوم الاثنين الى المستشفى حاولوا اقناعه بان حالة ابنه مغايرة عن حالات بقية الاطفال ضحايا القسم المذكور الا انه توجه الى وزارة الصحة للإعلام ومتابعة الوفاة المسترابة، حسب تعبيره.
هذا وندّد عدد من الجمعيات وممثلي المجتمع المدني بولاية منوبة، عبر بيانات مختلفة، بوفاة 12 رضيعا داخل مستشفى الرابطة، مطالبين بفتح تحقيق في الحادثة، كما شهدت مختلف المؤسسات التربوية تنظيم دقيقة صمت ترحما على أرواح ولدان تونس و تضامنا مع عائلاتهم.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.