أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الثلاثاء 26 مارس

“رجاء أعيدوا الامل” و”الاتحاد العام التونسي للشغل والانتخابات القادمة .. انخراط البرنامج بدل انخراط الترشح” و”وسط خلافات داخلية .. حزب تحيا تونس والمنعرج الحاسم” و”في تعويم سوريا .. الحاضرة بالغياب”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.

تطرقت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، الى “قوارب الموت” التي تصدرت مرة أخرى الاخبار في ما يشبه العداد الالي المتواصل لاحصاء ضحايا “الحرقة” سواء كانوا غرقى أو مفقودين معتبرة أن الغريب أن البلاد دخلت منذ فترة في مرحلة التطبيع مع ظاهرة هجرة أو تهجير الشباب والكفاءات قانونيا أو بطرق غير نظامية وأصبحنا في كلتا الحالتين نكتفي بالفرجة والاحصاء دون تحريك أي ساكن.
وأضافت أن حادثة الهجرة غير النظامية الاليمة التي جدت نهاية الاسبوع الجاري وكانت حصيلتها المبدئية غرق فتاة مجازة لم تتجاوز 26 سنة وفقدان 6 شبان آخرين كانوا معها على متن القارب تراوحت أعمارهم بين 20 و30 سنة بواقع أليم ونزيف واستنزاف متواصل لشباب وطاقات تونس الحية حيث تتواتر يوميا أخبار الاف المهاجرين غير النظاميين ممن يتم احباط محاولاتهم داخل البحر وعلى السواحل وأيضا خلال مرحلة التنظيم والاعداد، لان الحرقة، وفق تقديرها، لها لوبياتها وعصاباتها المحمية والمتنفذة حتى في أجهزة الدولة.

واعتبرت أن النخبة الحاكمة والسياسية تتحمل وزر زرع المزيد من اليأس في النفوس مع تواصل الازمات وغياب الحلول والعجز عن تقديم البدائل وانعدام الرؤية الاستراتيجية المتبصرة وفشلها حتى في ترويج خطاب الحلم والامل مشيرة الى أن نزيف الكفاءات والارواح على متن قوارب الموت سيتواصل “للاسف”، ما لم يستوعب هؤلاء ثقل مسؤولياتهم ومغزى قول الشاعر “ما أضيق العيش لولا فسحة الامل”، حسب ما ورد بالصحيفة.

وعرجت (المغرب) من جانبها، على الخطاب الذي ألقاه، أمس الاثنين، الامين العام لاتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، عند اشرافه على مؤتمر جامعة البريد والذي أعطى مؤشرات أولى على طبيعة الانخراط النقابي في الانتخابات المقبلة مشيرة الى أن المؤشر الاول هو أن الاتحاد سيقوم بحملة مكثفة للحث على التسجيل والتصويت وحسن الاختيار والثاني هو اعداد الاتحاد برنامجا اقتصاديا واجتماعيا لتونس للخماسية القادمة يمكن أن يكون قاعدة انطلاق لبرنامج حكومي.

وأشارت الى أن هذه ستكون المرة الثالثة في تاريخ المنظمة الشغيلة التي تصدر فيها برنامجا اقتصاديا واجتماعيا حيث كانت الاولى سنة 1955 وقد ألهم كثيرا حينها حكومة الاستقلال الاولى في جوانب عدة منه والثانية كانت في سنة 1984، مبينة أن السياق اليوم يبدو مختلفا عن المناسبتين الماضيتين اذ سيكون هذا البرنامج، الذي سيعلن عنه على الاغلب خلال شهر أفريل القادم، بمثابة محرار موقف الاتحاد من كل القائمات والشخصيات التي ستترشح للانتخابات التشريعية والرئاسية في الخريف القادم.

واستنتجت الصحيفة، أن المنظمة الشغيلة لن تشارك في الانتخابات القادمة بقائمات تمثلها مباشرة أي كأي حزب أو ائتلاف حزبي مشيرة الى أنه يبدو أن هذا الخيار الذي كان مطروحا على طاولة النقاش النقابي قد استبعد نهائيا نظرا لحشره اتحاد الشغل في خانة التحزب العادي ولما قد يتهم به من تحويل دوره الوطني المعترف به لدى أغلب الفرقاء السياسيين الى دور حزبي لا ينسجم مع تاريخ الاتحاد وطبيعة تموقعه في الساحة العامة.

واعتبرت، في هذا الصدد، أن وجود برنامج اقتصادي واجتماعي اشتغلت عليه كفاءات نقابية وعلمية عديدة سيدفع بالنقاش العام الى الاعلى وسيجبر كل المترشحين على مقارعة البرنامج بالبرنامج والابتعاد عن الغوغائية العادية والشعارات العامة من أجل حملة انتخابية قائمة على الافكار والمشاريع الملموسة .. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، حسب ما جاء بالصحيفة.

وتطرقت جريدة (الشروق) في مقال لها، الى حزب “تحيا تونس” الذي يواجه محطات شديدة الحساسية تتعلق أساسا بتحديد ملامح الحزب وتأثيث هياكله ومؤسساته اضافة الى حسم قائماته في الانتخابات التشريعية مبينة أن جوهرية هذه الاستحقاقات ألقت بظلالها على الاجزاء داخل الحزب.

وأضافت، أن الحزب يخطو خطواته الاولى وهي أصعب فترة لمؤسسيه، بالنظر الى أن هيكلة الحزب ومأسسته هي من الفترات التي تشتد فيها الصراعات حول التموقع في واجهة الحزب وضمان أكثر ما يمكن من نفوذ في هياكله وتكون هذه الفترة مساحة خصبة للصراعات والتجاذبات منها ما ينتهي بالتوافق ومحاولة تقريب وجهات النظر وتقليص قدر الامكان من النقاط الخلافية ومنها ما ينتهي بالانسلاخ والانسحاب.

وأشارت، الى أن ما يعيشه الحزب حاليا كان أحد أهم االاسباب التي مزقت حزب نداء تونس وجعلته ينهار بعد أن تمكن من تجميع روافد سياسية نقابية ومستقلين وفاز في الانتخابات التشريعية وتمكن مرشحه في الانتخابات الرئاسية من الفوز لافتة الى أن غياب مؤسسات منتخبة داخل حزب النداء الذي انبثق منه حزب “تحيا تونس” جعله لا يقوى على مجابهة الازمات التي رافقت مسيرته منذ تأسيسه الى الان.

وبينت، أن قيادات الحزب مازال يفصلهم قرابة الشهر على عقد مؤتمرهم، وانطلق الحديث عن مشاكل وصراعات بين عدد من الشخصيات منها ما نفاها الحزب بشكل قطعي ومنها ما تضمن نفيها اقرارا بوجودها ومنها ما تمت ترجمته في استقالات وانسحابات معتبرة أن كل هذه التطورات التي حدثت في الحزب بعد فترة قصيرة من ايداع طلب حصوله على التأشيرة بشكل رسمي قابلة للتطور في الفترة المتبقية على عقد المؤتمر، وفق تقدير الصحيفة.

وجاءت افتتاحية جريدة (الصحافة) تحت عنوان “في تعويم سوريا الحاضرة بالغياب”، للحديث عن انطلاق الاشغال التحضيرية للقمة العربية في دورتها الثلاثين العادية والتي تحتضنها تونس يوم 31 مارس 2019 وذلك باجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي يليه اجتماع المندوبين الدائمين للدول العربية، غدا الاربعاء، على أن يكون اجتماع وزارء الخارجية العرب يوم 29 مارس الجاري لتنطلق أشغال القمة العربية صباح 31 مارس 2019 بقصر المؤتمرات بالعاصمة.

وأضافت، أن القمة تأتي في توقيت صعب ووسط خلافات عربية معقدة اضافة الى تأزم الاوضاع اقليميا ودوليا وقضايا أخرى دقيقة طارئة مشيرة الى أن القادة العرب سيجدون أنفسهم مرغمين على ادراجها ضمن أشغال القمة خاصة بعد اعلان الرئيس الامريكي “دونالد ترامب” في تغريدة له على التويتر سيادة اسرائيل على أراضي الجولان المحتل وقد وقع بالفعل مرسوما على ذلك.

وأشارت، الى أن قمة تونس يبدو أنها قد تجنبت طرح موضوع العودة أصلا بل أن أمين عام الجامعة العربية قد سعى الى تعويم الاجابة حول هذا الموضوع ورمى بالكرة الى “أطراف” لم يذكرها عملت على طرد الموضوع من جدول أشغال القمة ورغم ذلك فان سوريا ستكون حاضرة بقوة كعنوان طارىء بعدما أعلن الرئيس الامريكي سيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان ووقع مرسوما على ذلك.
وبينت، في سياق متصل، أن ملف اليمن، والذي يعتبر أكثر حرقة، هو مدرج في الواقع ضمن أشغال القمة متسائلة من أي زاوية سيتم التعاطي معه؟ خاصة وأن السعودية ستكون ممثلة بأعلى مستوى وهي التي أطلقت وتزعمت ما يسمى “بعاصفة الحزم” منذ مارس 2015 لدعم ما أسمته شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وشنت حربا دموية ضد مواقع الحوثيين وحلفائهم باسناد عسكري أمريكي يدعم التحالف الذي تقوده السعودية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.