قراءة نقديّة لخسارة الترجي للسوبر الافريقي

خسر الترجي الرياضي مساء الجمعة لقب السوبر الإفريقي بعد هزيمته أمام الرجاء الرياضي المغربي 1-2 على أرضية ملعب ثاني بن جاسم بالعاصمة القطرية الدوحة حيث فرط شيخ الاندية التونسية في لقب كان في متناوله لتفتقد بذلك خزينته تتويجا كان سيعزز مجموع البطولات التي يراهن عليها في موسم احتفاله بمائويته وذلك بسبب العديد من العوامل أبرزها الوجه الشاحب الذي ميز أداء اغلب اللاعبين فضلا عن الأخطاء الدفاعية الفادحة واستسهال المنافس.

وأفرزت مباراة الرجاء جملة من الملاحظات الفنية التي كانت سببا مباشرا في هذه الخيبة وهو ما يطرح مجموعة من الاستفهامات حول كيفية تحضير اللقاء بعدما ظهر للعيان استسهال اللاعبين للمهمة في بداية المباراة وعدم تعاطيهم الجدي مع قيمة المنافس والرهان وهو ما يقيم الدليل على نقص واضح على مستوى الاعداد البسيكولوجي.
وكان المدرب معين الشعباني قد اشار حتى بعد نهاية لقاء الى ان رسالته للاعبين خلال مختلف مراحل الاستعداد لهذه المواجهة اكدت على ضرورة ايلاء المنافس القيمة التي يستحقها مشددا في هذا الغرض “لم نتردد في تذكير اللاعبين ان الرجاء يعيش فترة انتقالية حساسة وانه سيتعامل مع مباراة السوبر وكأنها لقاء حياة او موت من اجل انقاذ موسمه ونبهنا الى ردة فعل الفريق المغربي” الا ان رسالة الشعباني لم تجد من يجسمها فوق الميدان اذ افتقد فريق باب سويقة للاندفاع المعهود وروح الإصرار والمغالبة على تحقيق نتيجة ايجابية وهو ما لاحظه الجميع حيث تراجع الفريق بعد بداية موفقة نسبيا إلى الخلف وترك مساحات شاغرة لزملاء عبد الاله حفيظي لتهديد مرماهم بأكثر من محاولة ولولا تألق الجريدي لكانت الحصيلة ارفع بكثير.
ولاشك ان الترجي من خلال تعامله الذهني مع المباراة قد عكس سلوكا طالما ميز الكرة التونسية وهي التحضير النفسي خاصة في المباريات التي تلوح فيها الأسبقية لصالحه اذ ان الإحساس الغالب هو ان الفريق دخل مقابلة الرجاء منتصرا قبل خوضها وما يعنيه ذلك من استسهال بدت ملامحه واضحة على أداء اللاعبين فوق الميدان اذ كانت اغلب العناصر بعيدة كل البعد عن مستواها المعتاد.
ولا يمكن العودة على هزيمة الترجي دون الإشارة الى الجانب البدني الذي كان هو الاخر سببا مباشرا في ذلك الأداء الباهت اذ ان تتالي المباريات على اكثر من واجهة اثر على الجاهزية البدنية للفريق. وكان المعد البدني للترجي قد اشار في معرض حديثه عن لقاء السوبر القاري الى التحدي البدني مشيرا الى ان “الاطار الفني سعى الى الاعتماد على أكثر عدد ممكن من اللاعبين في الفترة الأخيرة للتخفيف من وطاة التعب الذي اصاب عددا من العناصر لاسيما الدولية منها المرتبطة باستحقاقات المنتخب الوطني”. وكان هذا التخوف في محله اذ لاح لاعبو الترجي من خلال تحركاتهم فوق الميدان مرهقين وهو ما حال دون تقديم اداء يرتقي الى مستوى الانتظارات من ذلك افتقادهم للطاقة الكافية لرد الفعل والعودة في اللقاء بعد قبول الهدف الثاني.
ولايمكن حجب الأخطاء الفنية والتكتيكية التي ساهمت بدورها في هذه الهزيمة لعل أهمها الأداء السلبي للاعب سعد بقير الذي انيطت له مهمة التنشيط الهجومي ولعب دور صانع الالعاب وقد ساهم هذا الفشل في قصور هجومي لافت وهو ما تفطن له المدرب معين الشعباني الذي بادر باخراجه وتعويضه بالجزائري يوسف البلايلي الذي قدم مستوى أفضل ما ساهم في تحسن مردود الخط الأمامي للترجي خلال الفترة الثانية من اللعب.
وأعادت مباراة السوبر القاري الى الأذهان المرض المزمن الذي طالما عانى منه الترجي منذ مواسم المتمثل في الأخطاء الدفاعية الفادحة خاصة على مستوى المحور اذ ادرك مدرب الرجاء باتريس كارتيرون ان الوهن الرئيسي في الترجي هو وسط الدفاع لهذا تركزت جميع محاولات الفريق المغربي على الإمدادات الطويلة في اتجاه بنحليب ورحيمي بين لاعبي المحور اليعقوبي والذوادي وهو ما سمح بخلق عدة فرص كادت ان تكون نتائجها كارثية لولا تالق حارس المرمى رامي الجريدي.
ولخصت لقطة الهدف الثاني للرجاء عمق الاضطراب والارتباك الذي عرفه الخط الخلفي للترجي وهذا ما اقره المدرب معين الشعباني بعد اللقاء مؤكدا “لقد ارتكبنا اخطاء على مستوى المحاصرة وخسرنا عديد الثنائيات مما سمح للرجاء باخذ الثقة في امكانياته وصنع الفارق لصالحه”.
وسيدخل الترجي الرياضي في سباق مع الزمن من اجل ترميم المعنويات واستعادة جاهزيته بدنيا وذهنيا قبل 72 ساعة من مباراة كاس السوبر التونسي ضد النادي البنزرتي يوم الاثنين القادم في مواجهة ستمثل فرصة لحفظ ماء الوجه.
ر-حسني-امين

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.