الطبوبي: “لابّد للمتقاعدين الذين لهم قدرة على استنباط الحلول من لعب دور حقيقي في رسم البرامج والخيارات المستقبلية”

شدد الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي اليوم الثلاثاء على ضرورة تشريك المتقاعدين من مختلف القطاعات في رسم الخيارات والاستراتيجيات المستقبلية انطلاقا مما راكموه من من خبرات متنوعة وقدرة حقيقية على استنباط الحلول.

وأضاف الطبوبي في افتتاح الندوة الدولية لمتقاعدي بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط تحت شعار “من أجل دعم التقارب بين نقابات متقاعدي البحر
الأبيض المتوسط” والتي تتواصل يومين بمشاركة ممثلين عن منظمات نقابية من تونس والمغرب وفرنسا وإيطاليا واسبانيا وكرواتيا وقبرص واليونان
وسلوفينيا أن هناك تجارب ناجحة في العالم في هذا الصدد يمكن النسج على منوالها حيث يساهم المتقاعد في التفكير وفي رسم البرامج والخيارات
المستقبلية مؤكدا أن للمتقاعد اليوم مسؤولية كبيرة في كلّ العالم وفي الممارسة الديمقراطية وفي الاستحقاقات الانتخابية.

وأوضح أنّ مخرجات الندوة ستكون في حجم الانتظارات وهي لبنة أولى وستبني نحو المستقبل وذلك بفضل النضج النقابي والتجربة في العمل الاجتماعي
والسياسي.

وبيّن الطبوبي أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل يوازن بين دوره الاجتماعي والوطني من خلال رسم الخيارات الكبرى باعتبار أنّ تونس تمر بفترة انتقالية
في المسار الديمقراطي وأنّ الديمقراطية آلية من آليات تطور الشعوب مؤكدا أنّ شعب تونس متحضر ينبذ العنف ومنفتح على كلّ الحضارات وعلى كل
ما ممن شأنه التقدم بالبشرية وهو شعب يطمح إلى غد أفضل.

وبشأن التجربة النقابية التونسية في التعامل مع المتقاعدين، أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسية للشغل أنّه لم يقع المس من أي مكسب من مكاسب
المتقاعدين وأنّ النضال مستمر لاصلاح الصناديق الاجتماعية والزيادة في سن التقاعد معتبرا أنّ النجاح يظل نسبيا وأنّ اليقظة اليوم تتطلب بعد نظر.

واعتبر الطبوبي أنّه لا خير في دولة لا تعطي أهمية ومكانة لما يستحقه قطاع المتقاعدين مشيرا الى أنّ مشاكل المتقاعدين في المتوسط تقريبا هي ذاتها
مع بعض الاختلافات وفي ظل الانكماش الاقتصاد العالمي وتنامي نسب البطالة وارتفاعها والتي تختلف من دولة إلى أخرى اصبح المتقاعد وخاصة في
تونس له ثقل اجتماعي مع بطالة أبنائه.

من جهته أوضح الأمين العام المساعد المسؤول عن الحماية الاجتماعية في الاتحاد العام التونسي للشغل عبد الكريم جراد أنّ اختيارهم عنوان الندوة
يكرس قناعتهم بأنّه قد آن الأوان لتوحيد جهود النقابيين في المتوسط وتنظيم صفوفهم بعد خوضهم نضالات مشتركة فرضتها عليهم سياسات حكوماتهم
في منطقة البحر الأبيض المتوسط وخاصة بعد تصاعد وتيرة أوضاع المتقاعدين والتهديد بسحب مكاسبهم نتيجة رداءة سياسات حكوماتهم.

واعتبر عبد الكريم جراد أنّه يسود منطقة المتوسط شعور بالخوف وعدم الشعور بالأمان سواء بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية أو بسبب المناخات
السياسية المتدهورة والمتوترة خلال السنوات الأخيرة إذ حافظت البطالة على نفس مستوياتها وتفاقمت نتيجة ذلك ظاهرة الهجرة السرية وتطور تجارة
المخدرات وتنامي الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله .

وأكد جراد أنّ المتقاعدين لن يقبلوا الاستكانة أو الرضوخ بل سيواصلون النضال للدفاع عن حقوقهم وحقوق الأجيال القادمة وبيّن أن تجربة الاتحاد العام
التونسي للشغل في تأطير المتقاعدين تعتبر حديثة إذ انطلق نضالهم بالمطالبة بإلغاء المنشور الوزاري عدد 31 لسنة 1997 المتعلق بعدم الاعتراف
بنقابات المتقاعدين ومعاقبة كلّ مسؤول إداري يتعامل مع النقابيين وأنّهم تصدوا لذلك غير أنّ السلطة استغلت تلك الإجراءات التعسفية لتمرير عدّة قوانين
تضر بالمتقاعدين كتنقيح قانون سنة 1985 في سنة 2007 حول الجرايات في القطاع العمومي أو حرمان المتقاعدين من بعض المنح أو الترفيع في نسب
الخصم.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.