وفاة الستة رضع في نابل “وفاة طبيعية” و لكنها متوقعة

هز اليوم الثلاثاء، نبأ وفاة ستة رضع بالمستشفى الجهوي محمد التلاتلي بنابل خلال فترة ثلاثة أيام من 22 إلى 24 جوان الجاري، الرأي العام التونسي وأعاد إلى الذاكرة تفاصيل مريرة عاشتها ثكالى تونسيات فقدن أبنائهن في فاجعة وفاة 12 من الخدج بمركز التوليد وطب الرضيع بتونس يومي 7 و 8 مارس 2019.
ولئن كانت وفاة الستة رضع بالمستشفى الجهوي محمد التلاتلي خلال الثلاثة أيام الأخيرة “وفاة طبيعية ولاووجود لروابط مشتركة بينها ” وفق ما قالته وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ اليوم في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، فإنها أقرب إلى الحادثة غير العرضية و”المتوقعة” بالنظر إلى ما كان أكده رئيس قسم طب الولدان بالنيابة هيثم البشرورش منذ سنة 2018 .
لقد دق الدكتور البشروش ناقوس الخطر في أكثرمن مناسبة بسبب نقص أطباء الاختصاص والضغط الكبير المسلط على قسمي التوليد وطب الأطفال والولدان بالمستشفى الجهوي محمد التلاتلي بنابل الذي يبقى الوجهة الأولى لمعتمديات الجهة الستة عشر.
راسل البشرورش الإدارة الجهوية للصحة وكذلك وزارة الصحة وإلتجأ إلى كل وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية وإلى صفحات التواصل الاجتماعي عساه يحرك ساكن المسؤولين ويحثهم على ايجاد الحلول.
هدد البشروش بالاستقالة ولم يبق له إلا بضعة أيام قبل المغادرة النهائية للمستشفى موفى هذا الشهر.
” احصائيات تدل على أن حادثة وفاة الرضع متوقعة”
تصبح حادثة وفاة الرضع بنابل “متوقعة” بالنظر إلى ما تؤكده احصائيات قسمي التوليد الذي يشهد يوميا ما معدله 12 ولادة من بينها 7 ولادات بعمليات قيصرية، وطب الأطفال والولدان التي تشير إلى أن المعدل يفوق 6 وفيات في الشهر.
وقد استقبل السنة الفارطة، قسم طب الأطفال والولدان 5282 رضيعا، وسجل خلالها 73 حالة وفاة أي أكثر من 6 وفيات في الشهر. وناهزت نسبة الوفيات 14 بالالف.
وسجل ذات القسم منذ بداية شهر جانفي إلى موفى شهر ماي 2019 مجموع 43 حالة وفاة أي أكثر من 8 وفيات في الشهر، لتبلغ نسبة الوفيات 19 بالالف.
واحتضن القسم خلال الخمس أشهر الأولى من السنة الحالية مجموع 2269 رضيع قضى كل واحد منهم أكثر من أربعة أيام بالمستشفى كمعدل للاقامة. وفاقت نسبة الإشغال بهذا القسم الذي يعد 60 سريرا المائة بالمائة وبلغت 117 و 123 و115 بالمائة على التوالي خلال أشهر فيفري ومارس وأفريل.
وقدر معدل الولادات المسجلة بقسم التوليد بمستشفى التلاتلي بـ 12 ولادة في اليوم وأكثر من 4 آلاف ولادة في السنة. وقد بلغ عدد الولادات خلال السنة 2018 ال4466 ولادة و4457 ولادة سنة 2017 و 4642 ولادة سنة 2016 .
والمتأمل في احصائيات الولادات خلال الثلاثة سنوات الاخيرة يلاحظ ان عدد الولادات القيصرية يوميا يفوق 7 ولادات مقابل أقل من 5 ولادات طبيعية. وقد بلغ عدد العمليات القيصرية 2748 عملية سنة 2018 وكان في حدود 2624 سنة 2017 و بلغ 2636 سنة 2016.
وتشير احصائيات قسم التوليد كذلك إلى أن عدد الرضع الذين يولدون ميتين بلغ 22 حالة سنة 2018 و 24 حالة سنة 2017 و 21 حالة سنة 2016 وهو ما يمثل نسبة 0 فاصل 4 بالمائة مقارنة بعدد الولادات الحية (4483 و 4465 و 4674 خلال السنوات الاخيرة).
ولئن كانت الأرقام جافة وبلا روح فإنها تحيل على وضعية توصف “بالخطيرة” وتستدعي التعجيل بالتدخل واتخاذ القرارات اللازمة والدائمة حتى لا تصبح الحادثة فاجعة ويعتاد التونسي الماساة، خاصة أن الوضعية بهذا المستشفى وبإقرار من وزيرة الصحة بالنيابة تشكو “نقائص سيتم تلافيها بصفة استعجالية” وفي مقدمتها نقص طب الاختصاص بالنظر الى حجم العمل والعدد الكبير للولادات.
وقد قررت في هذا السياق إعادة توزيع أطباء اختصاص طب الأطفال على مستوى الولاية وتعزيز القسم وإيلاء ولاية نابل الأولوية القصوى في طب الاختصاص على أن توجه لها الانتدابات الجديدة لأطباء الاختصاص.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.