ابرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2019

” الحملة الانتخابية الرئاسية ومنعرج المناظرات ..نجاح الشكل وسقوط المترشحين في المضمون ” و” الحملة الانتخابية الرئاسية…الفنانون بين الدعاية والحياد ” و” ماذا اعددتم لمواطن المستقبل ” و” المناظرة او مراة الفشل ” مثلت ابرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2019 .

وقد افادت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها ان عموم الشعب التونسي انتظر كثيرا الحلقة الاولى من المناظرات الرئاسية ليوم السبت الفارط وكانوا حوالي ثلاثة ملايين نسمة خلف شاشات تلفزاتهم كما تابعها عدة مئات الالاف بهواتفهم الذكية بما يجعل من هذه المناظرات الحدث الابرز والاهم في كل هذه الحملة الانتخابية.
واضافت في سياق متصل ،ان عدد المتابعين تراجع نسبيا ليكون في حدود المليونين ونصف مليون مشاهد ولعل العدد يزيد في النقصان النسبي للموجة
الثالثة والاخيرة التي جدت يوم امس ، مبينة انه يمكن ان ننتقد الشكل والمفهوم والمضمون لهذه السابقة في تاريخ السياسة والاعلام لكن مع الاقرار باننا كنا امام تجربة رائدة رغم رتابتها احيانا .
واعتبرت الصحيفة ذاتها ، ان المناظرات في حد ذاتها تجربة فريدة في عالمنا العربي ولقد اعطت عن تونس صورة ايجابية واستثنائية رغم كونها تظهر احيانا رتيبة وغيرمجدية ، متسائلة هل ان التاثير سيكون هاما وضخما وفي اي اتجاه سيكون ومن سيستفيد من هذه المناظرات ومن سيتضرر منها .

وفي ذات السياق اعتبرت جريدة (الصباح) في افتتاحيتها ان المناظرات التلفزية اظهرت ضعفا كبيرا للمرشحين على الاقل حتى الجولة الثانية من المناظرات مع بعض الاستثناءات على جميع المستويات سواء منها من حيث الحضور الذي غابت عنه “الكاريزما” اومن حيث المعرفة السياسية والثقافية وفن الخطاب والتخاطب وسرعة البديهة .

واضافت ان التجرؤ على منصب رئيس الجمهورية وضع الناخب التونسي في ورطة الاختيار فلا احد من المترشحين تقريبا تتوفر فيه على الاقل النسب المعقولة من الشروط الممكن توفرها في رئيس الجمهورية ولا احد شد اليه الانظار وجعل الناخب يستقر على مترشح بعينه بشكل نهائي ، مبينة ان انتخابات 2019 اظهرت الفر اغ والتصحر السياسي الذي تعيشه تونس واظهرت ضعف نخبتها السياسية .

واكدت الصحيفة ذاتها ،على ضرورة التفكير في المستقبل وخلق نخبة سياسية حقيقية تفرزها الجامعات والاكاديميات المختصة التي بامكانها ان تقود البلاد مستقبلا وتعوض ما فعل بها هواة السياسة والطامعون في السلطة والحالمون بكرسي الحكم دون ان تكون لهم ادنى الامكانيات والقدرات التي تخول وتشرع لهم مثل هذا الطموح البعيدين كل البعد عن حجمه ومتطلباته .

واوردت جريدة (الشروق) مقالا حول مساندة بعض الفنانين المعروفين لعدد من المترشحين للانتخابات والترويج لهم والتي اثارت جدلا واسعا بين الفنانين وحتى بين عموم المواطنين حيث راى البعض تجاوزا لمبادىء الفنان والمبدع عموما المطالب بالانحياز لفنه لاغير وعدم التاثير على الناخبين في حين اعتبرها البعض الاخر حقا من منطلق ان الفنان هو مواطن من حقه مساندة من اراد .

وتساءلت الصحيفة من خلال رد ربصد انطباعات بعض الفنانين حول دور المبدع والفنان في مثل هده الحملات الانتخابية فكانت الاجابات مختلفة ومتنوعة حيث اكد السينمائي ابراهيم اللطيف ، ان الفنان يجب ان يكون اليوم فاعلا في العمل السياسي وصاحب موقف واختيار واضح في الانتخابات ومن السياسيين .

اما المسرحي الشاذلي العرفاوي ، فقذ افاد ان المثقف والفنان لا يجب ان يكون واجهة لاي حزب ولا بوقا لاي شخص وانما هو مبدع في مجاله يطرح مشاكل وشواغل المواطن مما يعني ان دورالمثقف ليس موسميا وانما هو عمل يومي فالمثقف هو سفير تونس في المحافل الدولية وهو المراة التي تعكس المجتمع .

ومن جهته اعتبرالملحن عادل بندقة ، ان المكان الطبيعي للفنان هو المجتمع المدني الذي يراقب الانتخابات وسير العمل فيها ممارسة حقيقية ، مشيرا الى ان اعمال الفنان يجب ان ترتبط بالقيم اي ان يكون ملتزما ومترفعا عن الصراعات وساعيا الى تكريس القيم الحقيقية للديمقراطية وقيم الوطن .

واعتبرت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها انه بقدر ما كانت برامج المترشحين مثقلة بالقضايا الكبرى بقدر ما غاب عليها امر في غاية الاهمية وهو ضمان حياة افضل وتنمية مستدامة لمستقبل الاجيال القادمة ، مشيرة الى ان المقاربات التي يطرحها المرشحون والتي بدت فضفاضة وخالية من الواقعية في مجمل الاحيان اسقطت من حسابها مواطن المستقبل الذي يفترض ان تصاغ الاستراتيجيات على مقاسه وان تكون الافكار والنظريات لبناء شخصيته حتى يكون مواطنا فاعلا في تونس الغد .

واكدت في سياق متصل ، على ضرورة ان يكون الفاعل السياسي مدركا لاهمية الانكباب على قضايا الطفولة وتوفير كل الضمانات للناشئة التونسية حتى نطمئن على مستقبل البلد الذي تتقاذفه الامواج باحثا عن بر امان وعن امكانات الانقاذ الممكنة وهو ما يجعل هذه الانتخابات نقطة مفصلية محددة في تاريخه .

كما بينت ان افضل الرهانات هو الرهان على بناء الانسان حيث من المهم ان تبنى البرامج والمقاربات على التنشئة بكل ابعادها فاصلاح التعليم والصحة وتوفير التنمية العادلة من القضايا المركزية التي تحمي اجيال المستقبل ، مشيرة الى ان هناك استراتيجيات قريبة او متوسطة اوطويلة المدى يمكن صوغها لحماية الطفولة بدل الردة والنكوص عن حقوق الطفل كما وردت في برامج بعض المترشحين للسباق نحو قرطاج .

واوضحت ان الراكضين نحو منصب الرئيس يتناسون ان صون الامن القومي الذي هو احد المهام الموكولة للرئيس المرتقب وتكمن في عمقه وفي جوهره حماية مستقبل تونس ومواطن المستقبل الذي يتعرض الى كل اشكال التهديد والمخاطر اليوم .

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.