البناء الفوضوي والقاء الفضلات في شبكة تصريف مياه الأمطار تعمّق من ظاهرة الفيضانات

اعتبرت النائبة الأولى لرئيس بلدية أريانة، نهال بن عمار، أن البناء الفوضوي وتحويل وجهة المياه وإلقاء الفضلات في مجاري تصريف مياه الأمطار وعدم احترام أمثلة التهيئة العمرانية تعد الأسباب الرئيسية لإشكاليات الفيضانات المتكررة بولاية أريانة.

يذكر أن أمطارا طوفانية تهاطلت على الولاية بعد ظهر أمس، الثلاثاء، وأدت إلى إغراق عدد من الطرقات وتعطل حركة المرور بالكامل في عدة نقاط الى حدود الساعات الأولى من الليل.

وأشارت بن عمار، في تصريح خصت به (وات)، الأربعاء، إلى أن “بلدية أريانة قد انطلقت في عملية تنظيف مجاري صرف مياه الأمطار وسيلان المياه، ولم تتمكن بعد من تفقد كامل الشبكة، لكن مع الأسف واصل المتساكنون إلقاء فضلاتهم في الشبكات، التي شملتها عمليات التنظيف”.

وأكدت، كذلك، نقص الإمكانيات البشرية والمادية في بلدية أريانة، التي تضم سوى 576 عونا وإطارا، مما يعتبر غير كاف لتقديم الخدمات اللازمة لنحو 486 114 ساكنا (أي ما يعادل 15ر0 بالمائة من مجموع السكان) وضمان نظافة المدينة وتجميلها.

وتابعت قولها “163 عونا فقط يؤمنون رفع فضلات متساكني المدينة الممتدة على ألفي هكتارا، الشيء ذاته بالنسبة للتجهيزات المتوفرة رغم أنها تعد نسبيا أفضل مقارنة ببلديات أخرى لكن مواردنا تبقى غير كافية بالمرّة”.

ولفتت بن عمار الى ظاهرة عدم احترام القانون “خلال فيضانات الامس لم تكن التدخلات لفائدة المنكوبين ممكنة بسبب غلق المسالك المخصصة للنجدة. من الضروري تطبيق القانون بصرامة في ما يتعلق بغلق الحركة امام هذه المسالك ضمن الممرات الخصوصيّة”.

يذكر ان عددا من المواطنين بحي المستقبل بأريانة المدينة قاموا بغلق الطريق العام احتجاجا على تردي البنية التحتية وتراكم المياه، التي غمرت منازلهم ان تعطل حركة المرور على مستوى الطريق الجهوية رقم 8 في اتجاه تونس من مفترق (الاستراحة) “الاسكال” بعد

وأضافت “حان الوقت لإيجاد حل جذري وشامل لمعضلة الفيضانات في أريانة وايجاد حلول نهائية لتكون المدينة في تناغم مع مسارات سيلان المياه بالمنطقة وان ادى الامر الى اتخاذ اجراءات موجعة طبقا لامثلة التهيئة العمرانية”.

واضافت “اعتزم شخصيا تقديم مقترح على المجلس البلدي لبرمجته ضمن ميزانية 2020 يتعلق باعداد دراسة بشان مسارات سيلان المياه ومنع حدوث الفيضانات مستقبلا”.

المسؤولية تعود الى البلدية لكن ليس وحدها (وزارة التجهيز)
أوضح مديرعام المياه العمرانية بوزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية، نجيب بالشيخ في تصريح لوات، الأربعاء، أن كميات الأمطار التي تهاطلت بعد ظهر أمس الثلاثاء بكمية ناهزت 90 مم خلال خلال ظرف وجيز لم يتجاوز 30 دقيقة، تفوق بكثير طاقة استيعاب شبكات تصريف مياه الأمطار مما أدى الى الفياضانات، التي شهدتها عديد المناطق من الولاية.

وبين بالشيخ، أن السلوكات المتعلقة بإلقاء الفضلات وفواضل البناء بمنشآت شبكة تصريف مياه الأمطار من العوامل، التي أسهمت في الحد من قدرة استيعابها والتحكم فيها. وشدد “لابد من جهر وتنظيف شبكات تصريف مياه الأمطار الراجعة بالنظر إلى البلديات”.

وأوضح المسؤول، أن القنوات المتوسطة الحجم والتي تشمل بالوعات لاستقبال مياه الامطار هي من مشمولات البلديات.
وبين أن وزارة التجهيز معنية بمياه السيلان القادمة من مشارف المدن، سيما، الهضاب أما تصريف مياه الأمطار الداخلية أي داخل الأحياء مثلا هي من مهام البلديات.
وأوضح أن وزارة التجهيز “تقوم بدورها في صيانة الشبكات بصفة دورية مع تكثيف التدخلات خاصة خلال شهر جوان وجويلة وأوت من كل سنة استعدادا لموسم الأمطار”.

وتابع “ان كميّات الأمطار المسجلة أمس بأريانة هي كميات كبيرة ولا يمكن استيعابها مهما كانت وضعية الشبكات المنجزة ومما زاد في تأزم الوضع هو تعطيل وظيفة الشبكة بسبب الأوساخ والفضلات”.

وأقر المسؤول بوزارة التجهيز، أن هناك بعض المناطق تتطلب تدخلات “أقوى” بخصوص البنية التحتية. وقال بالشيخ “آن الأوان لتجديد شبكات تصريف مياه الأمطار في عدد من المناطق، على غرار مدينة صفاقس ومنطقة لافايات” مبينا أن الشبكات الداخلية لتصريف مياه الأمطار والراجعة بالنظر الى البلديات تتطلب التجديد في ظل النسق العمراني المتسارع”.

ونبّه المسؤول ذاته كذلك إلى عامل البناء الفوضوي، الذي يشكل 38 بالمائة من البناء في تونس الكبرى، في أماكن غير مرخص بها وغير مهيئة مما يعمق من ظاهرة الفيضانات.

وذكر في السياق ذاته، أن وزارة التجهيز ستنطلق في غضون سنة 2020 في الإعداد لتنفيذ مشاريع تركيز قنوات بأحجام كبيرة على مستوى تونس الشمالية والجهة الشمالية بأريانة وسيتم في نهاية السنة ذاتها الإعلان عن طلب العروض لتنفيذ الأشغال. وأكد أن تلك القنوات ستقلص من مستوى وقوع الفياضانات على مستوى تلك المناطق.
والجدير بالذكر أن مجلس نواب الشعب قد صادق على اتفاقية التمويل لهذا المشروع من قبل الصندوق السعودي للتنمية.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.