أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الجمعة 27 سبتمبر

“صفعة توماس كوك” و”قبيل تشكيل أغلبية الحكم القادمة … لنصارح أنفسنا بالحقيقة” و”وعود جديدية بوجوه قديمة … هل يلدغ التونسيون من الجحر مرتين؟” و”اصطفاف بين انصار سعيد وانصار القروي … تونس تتقسم”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.

اعتبرت جريدة (الصباح) في مقالها الافتتاحي، أن صفعة توماس كوك كانت لها تداعيات الزلزال على قطاع السياحة في تونس مؤكدة أن القطاع في حاجة ملحة للتقييم الجدي والاصلاح ومواكبة سياحة العولمة قبل أن تجرفها مزيد الصفعات التي قد لا تكون بمنأى عنها.

وأضافت أن انهيار توماس كوك دليل جديد على أن العالم أصبح اليوم داخل هاتف ذكي في قبضة اليد، جهاز صغير يحمل في لوحته كل التطبيقات الحديثة التي تخول البحث والحجز والتنقل والسفر دون الحاجة الى المرور عبر وكالات الاسفار وغيرها من المكاتب والادارات فهو يحمل “الديجيتال غوغل” وبقية التطبيقات الاخرى التي قضت على منظومة السياحة العالمية القائمة منذ سنوات بكل متدخليها من نزل وشركات طيران ووكالات أسفار مشيرة الى أن افلاس هذه الشركة العملاقة جاء نتيجة العجز عن مواكبة التغيرات في سوق السياحة العالمية وتمسك ادارتها بالطرق التقليدية والقديمة فيؤ التعامل وتجاهلها لصعود شركات أصغر منها بكثير اختارت الرقمنة والتكنولوجيا للتعامل ومرت نحو خيار تطبيقات الهاتف الجوال التي أصبحت الوسيلة المثلى لحجوزات الفنادق والسفر والرحلات.

وأبرزت في هذا الصدد، أن نهاية توماس كوك ليست سوى نهاية عهد وبداية عهد آخر سيفتح فرص النجاح لشركات أخرى صغيرة أساس عملها التكنولوجيا والرقمنة وما على الشركات الكبرى ومنها حتى التونسية أن تتعلم من الدرس وتتجه من العمل التقليدي الى تبني النموذج الرقمي وتحديث نظم وممارسات الاعمال ومواكبة التطور التكنولوجي حتى لا تخرج نهائيا من المشهد وتصبح جزءا من الماضي، وفق ما ورد بالصحيفة.

ورجحت (المغرب) في مقالها الافتتاحي، أن التسونامي المنتظر الذي حصل في الدور الاول للانتخابات الرئاسية سيواصل موجته العاتية في التشريعية ولكن دون ان يعلم أحد في أي اتجاه بالضبط مما يجعل هذه المحطة الاساسية في تشكيل ملامح الحكم غدا غامضة ومشوقة رغم الرتابة التي ميزتها أثناء الحملة الانتخابية وغياب البرامج الواضحة والمقترحات المرقمة.

وأوضحت أن غياب البرامج الدقيقة عند أغلب الاحزاب والائتلافات والاكتفاء بالشعارت العامة وبالوعود الفضفاضة قد رافقه ارتفاع هام في سقف التطلعات والانتظارات وخاصة من الفئات التي عاقبت منظومتي أحزاب الحكم والمعارضة خلال السنوات الثمانية الاخيرة ولكن ما يقوله السياسيون والمترشحون بالوضوح الكافي أن السلطة القادمة وايا كانت تركيبتها وتوجهاتها الفكرية والسياسية ستجد نفسها امام معطيات الواقع الصلبة لاقتصاد البلاد.

وبينت أن من أهم هذه المعطيات مديونية مرتفعة تكاد تناهز 80 بالمائة من الناتج المحلي الاجتماعي ونفقات عمومية لا يمكن التصرف فيها بالتقليص وخدمة دين تجاوزت 9 مليار دينار وموارد جبائية رغم ارتفاعها المطرد غير قادرة على، لوحدها، على التقليص من نسق ارتفاع المديونية الى جانب نمو اقتصادي ضعيف لن يتجاوز هذه السنة 8ر1 بالمائة وفق أكثر التقديرات تفاؤلا ومع هذا على السلطة الجديدة المصادقة على قانون مالية للسنة القادمة لا وجود فيه لامكانيات تصرف تذكر مع مؤسسات عمومية تفاقم عجزها وتعثرت محاولات اصلاحها وأضحت تمثل جزءا من الازمة بدل أن تكون عنصرا من عناصر نهضة اقتصادية في المدى المنظور ويضاف الى كل ذلك عجز تجاري سيتجاوز في هذه السنة عتبة عشرين مليون دينار وعجز في ميزان الدفوعات رغم موسم سياحي ممتاز.

واعتبرت في هذا السياق، أن خطاب الصراحة والعقلانية والنزاهة قبل الوصول الى السلطة هو الممهد لامكانيات النجاح اذا ما حصل بالطبع على ثقة التونسيين أما من يبيع الاوهام أثناء الحملة فلن يجني سوى الاشواك بعدها حتى وان كان في السلطة، حسب تقدير الصحيفة.

وأفادت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، أن الاحداث تضع الساحة الوطنية مرة اخرى على مشهد اصطفاف يتوسع ويتمدد من يوم الى اخر وملىء بمظاهر التوتر والشيطنة المتبادلة وسلوك الشحن العاطفي وتجييش المشاعر في هذا الاتجاه عن ذاك.

وأضافت ان الخطير في ما يجري هو دخول أحزاب وشخصيات سياسية واعلامية وثقافية ونقابية في هذا النزاع مما أوقد المزيد من المحاذير والمخاوف حيث ازداد الشحن تحت شعارات ويافطات على غاية من الخطورة تستهدف تقسيم التونسيين واحلال الفتنة بينهم فقد اصبح تقديم المترشحين أو التعريف بهما خاضعا للاهواء ولخطابات الاستقطاب والتي تبلغ مرات درجة التخوين والتشكيك في الوطنية.

وأشارت، في سياق متصل، الى أن هناك توجه لحصر الاستقطاب بين المترشحين القروي وسعيد في استقطاب أو اصطفاف بين حداثيين تقدميين ومحافظين متطرفين أو بين فقراء وأغنياء وأيضا بين متعلمين ومثقفين وأميين مبينة أن البعض عاد الى مربعات ما بعد الثورة مباشرة باستعادة شعارات التقسيم المبنية على الولاء للثورة أو العمل على الاطاحة بها أو أنصار الثورة وأعدائها.\

كما أكدت أن الاجواء اليوم تذكر باجواء الشحن والاصطفاف التي سبقت انتخابات 2014 مع فارق جوهري كبير هو أنه تم تجاوزتلك الفترة بفضل وجود سياسيين كبار امكن لهم نزع فتيل الفتنة والتقسيم وانتهوا الى مسار من التوافقات، رغم ما قيل فيه، من خلال حفاظه على سلامة الدولة وتماسكها وتحقيق قدر من الاستقرار السياسي في البلاد رغم الخيبات الاقتصادية والاجتماعية وعدم بروز مؤشرات تنموية فعلية.

واعتبرت، الصحيفة ذاتها، أن خفض التوتور والنأي بالمنافسة الانتخابية عن مزالق التقسيم بات أكثر من ضرورة عاجلة حماية لما تبقى من المسار الانتخابي وتحقيقا للسلم الاهلي ومنعا لاي ارتباك في ادارة شؤون البلاد، وفق ما ورد بالصحيفة.

من جهتها اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقال لها، أن الخطابات والوعود الانتخابية التي تسابق معظم المرشحين على تقديمها الى الناخبين والرأي العام كانت في الكثير من الاحيان بعيدة كل البعد عن الواقع وخيالية في بعض الاحيان مشيرة الى أن التجربة المريرة التي عاشها الشعب التونسي مع الوعود الانتخابية الرنانة التي تلقوها في الاستحقاقين الانتخابيين السابقين اللذين شهدتهما تونس في 2011 و2014 تركت ذكريات سلبية.

وأضافت أن هذه الوعود لا تتعدى كونها مجرد محاولة لتلخيص برامج أو مواقف لنيل الثقة في كفاءة المرشح وقدرته على حل المشكلات التي يعانيها الناخب وتفكيره المستمر في متطلبات عيشه اليومي مبينة أن التجارب المريرة التي عاشها التونسيون مع الوعود الانتخابية في السنوات الماضية لم تترك أثرا سوى انعدام الثقة في الطبقة السياسية وخاصة في الاحزاب بعد الثورة.

وأكدت في سياق متصل، أن ما تعيشه تونس اليوم هو عبارة عن مزاد علني في الظلام عكس ما تعرفه أعرق الديمقراطيات في العالم وفي الدول التي ترسخت فيها الديمقراطية حيث تمتد مسيرة الانتخابات طوال سنة ويطلق عليها السنة الانتخابية اذ تطرح الافكار لتناقشها النخب ويتابعها الناخب العادي ليتسلح بالمعطيات اللازمة حتى يتمكن من حسم أمره في الاختيار.

كما تساءلت هل يمكن للتونسيين أن يضعوا أياديهم في نفس الحجر مرتين بعد كل هذه التجارب المريرة وكل الوعود الكاذبة التي شكلت طبقة سياسية سطحية لا يتجاوز تفكيرها المصالح الذاتية الضيقة؟.

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.