ابرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الجمعة 25 اكتوبر 2019

” مفاوضات تشكيل الحكومة بداية العد التنازلي ” و” اي فريق حول رئيس الحكومة ” و” كان في حجم المرحلة واكبر …محمد الناصر الرجل الذي تمثل الدولة ” و” الحسابات والتحالفات السياسية تدور في فلكه…. دراجة التيار الديمقراطي في مفترق طرق ” مثلت ابرز عناوين الصحف التونسية الاصدرة اليوم الجمعة 25 اكتوبر 2019 .

وجاءت افتتاحية جريدة (المغرب) للحديث عن حركة النهضة التي تعترف في بيانها الصادر امس بامرين اثنين هما غياب الخطوط الاولوية لبرنامج حكم وغياب بداية اتفاق لتحالف حكومي ممكن مما يعني ان الحركة الاسلامية لم تكن مستعدة للحكم والدليل ان قياداتها كانت تؤكد على ضرورة حشد الجهود في الايام الاخيرة للحملة الانتخابية التشريعية حتى تتفوق على حزب “قلب تونس ” .

واضافت الصحيفة ، ان هاجس الحركة الوحيد قبل 6 اكتوبر ان لايتم اقصاؤها من المبادرة السياسية لو تاخرت في الترتيب عن ” قلب تونس ” ،مشيرة الى انه ما يفسر هذا اللاستعداد هو هزيمة النهضة في الدور الاول للرئاسية وسعيها بعد ذلك لانقاذ ما يمكن انقاذه في التشريعية ،مؤكدة
انه لاوجود لتقدم يذكرعلى مستوى صياغة برنامج حكم ولا عن التحالفات الممكنة قبل ايام قليلة من اختيار الشخصية التي سترشحها النهضة للقصبة ما دامت النهضة تصر على حكومة سياسية تقودها شخصية نهضوية .

كما بينت ان 3 اسابيع تكاد تمر على الانتخابات التشريعية دون تقدم يذكر لاعلى هوية الحكومة القادمة ولاعلى هندستها ولاعلى قيادتها مما سيفقد حركة النهضة الكثير من القدرة على المناورة حتى ولوارادت تغيير ” تكتيكاتها ” من ترشيح رئيسها الى احد شخصياتها .

واشارت الافتتاحية الى ان ” الحلية في ترك الحيل ” كما يقولها العرب ” وكذلك الامر في المفاوضات السياسية لتشكيل حكومة بدءا بالحسم في هويتها اي في قيادتها حزبية اومستقلة ثم في برنامجها واخيرا في مسانديها دون اللجوء الى لعبة البوكر الكاذب ، مضيفة ان اخفاء الاوراق الى اللحظات الاخيرة مضر بصاحبه اكثر من اضراره بالشركاء المفترضين .

وافادت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الخامسة ان الانظار اتجهت بعد حفل تنصيب رئيس الجمهورية قيس سعيد وخطابه الذي حفل بكثير من الصرامة الى الاهتمام بفريقه القيادي الذي سيخوض معه اعباء التجربة ويقود معه دقة التحديات والصعوبات المتوقعة .

واضافت ان رئيس الجمهورية حد لنفسه ضوابط وحدودا اكد على احترامها خلال كامل فترة حملته الانتخابية وزاد من تثبيتها في خطابه امام مجلس النواب وقوامها العمل مع الشباب صاحب المبادرات الذي يملك حسب قوله حلولا جاهزة وافكارا مناسبة لكل مشاكل البلاد وما على الجهات المعنية الا حسن الانصات اليها واتباعها .

واشارت الى ان الانظار تتجه اليوم الى ترقب قرار رئيس الجمهورية لترجمة وعوده الانتخابية عمليا باعتماد فريق من المستشارين الذين سيعملون معه ويتكون من الشباب العاطل عن العمل من اصحاب الشهادات العلمية وخاصة من طلبة الجامعة الذين درسهم وخبر مهاراتهم في مدارج العلم والمعرفة بعدما قدموه له من دعم ومساندة اثناء الحملة الانتخابية بافكار مستحدثة اعجزت كل المؤسسات المتخصصة التونسية والاجنبية .

كما اعتبرت ان هذا الخيار وان باركه البعض على اساس انه احترام للوعود والتعهدات فان كثيرا من المختصين يرون انه يعتبر علامة صارخة في تسيير دواليب الدولة التي يعرف القاصي والداني انها تشتغل طبقا لنواميس صارمة قوامها الخبرة والتجربة والاطلاع الدقيق على كل صغيرة وكبيرة في البلاد وفي محيطها وتاثيراتها المرئية منها والمخفية .

واكدت في سياق متصل ، ان مرحلة جديدة ومنحة اخرى يجد رئيس الجمهورية نفسه امامها وذلك لصعوبة المسؤولية التي حملها له انصاره وناخبوه الذين لم يدركوا انهم باختيارهم لرئيس مستقل عن الاحزاب انما يضعونه في موقع الطائر مقطوع الاجنحة الذي يلقي به من علو شاهق ثم يقال له “ارنا كيف تطير” .

وخصصت جريدة (الصحافة) مقالا حول محمد الناصر الرئيس الرجل الذي ادى الامانة وفي وقتها وفي موعدها وسلم العهدة للرئيس المنتخب في صورة نادرة في العالم العربي خاصة وان محمد الناصر لم يكن رئيسا منتخبا بل جاءت به الظروف التي فرضتها وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي ودفعت به الى قصر قرطاج لكنه منذ توليه توليه اعرب عن تعففه وترفعه عن السلطة .

واضافت في سياق متصل ، انه رجل من جيل بناة دولة الاستقلال يلقبه من عاشره من رجالات الدولة بانه اب الصناديق الاجتماعية وباني السياسة الاجتماعية لتونس وهو من الرجالات التي رافقت الزعيم الحبيب بورقيبة وبناة دولة الاستقلال دعاه صديقه ورفيقه دربه الباجي قايد السبسي ليتحمل معه وزر المرحلة ما بعد 2011 في الحكومة الانتقالية الاولى ثم التحق بنداء تونس منذ تكوينه.

كما اعتبرت ان محمد الناصر القائم باعمال رئيس الجمهورية منذ رحيل رفيق دربه الباجي قايد السبسي في 25 جويلية الفارط والى حدود انتخاب الرئيس الجديد قيس سعيد سيبقى شاهدا على مرحلة مفصلية في تاريخ تونس حين كانت السلطة مطمعا للجميع يتصيدون الفرصة للانقضاض عليها
في جو مشحون غلب عليه التجاذب والصراع على المواقع والتموقع ، مشيرة الى ان الناصر شاهد على عصر عرفت فيه تونس مخاضات عسيرة لانتداب رئيس جديد وانتخاب مجلس جديد في انتظار ولادة الحكومة الجديدة .

واوضحت جريدة (الصباح) في مقال ان المكانة السياسية والبرلمانية المتقدمة التي جعلت التيار تحت الاضواء وفي قلب حسابات التحالفات القادمة لا سيما لدى حركة النهضة الحاصلة على المرتبة الاولى فقط ب52 مقعدا لا تحجب تحديات كبرى امام حزب الدراجة الذي يقف في مفترق طرق لتحديد مستقبله السياسي في افق 2024 وما بعده .

واضافت ان الجميع يراقب وبكل انتباه في الاونة الاخيرة تصريحات قيادي التيار الديمقراطي حول موقف الحزب من التحالفات السياسية الممكنة حيث يسيطر الى حد الان التوجه الرافض للدخول في حكومة تراسها حركة النهضة الى جانب مواصلة التمسك بشروط الامين العام للتيار محمد عبو الذي سارع بعد اقل من 24 ساعة من اعلان النتائج الاولية الى ضبط حدود مشاركته في الحكومة القادمة بالحصول على حقائب الداخلية والعدل والاصلاح الاداري .

واشارت الى ان التيار يبدو في خياره التصعيدي مدفوعا مع حركة النهضة بهاجس او”فوبيا” الخوف من لعنة التحالف مع حركة النهضة والانتهاء الى مصير شبيه بمن سبقوه الى تلك الخطوة كالتكتل والمؤتمر من اجل الجمهورية سابقا والنداء ، مؤكدة ان المحطات التي مر بها التيار الديمقراطي تجعله اليوم يفكر اكثر من مرة قبل تحديد وجهته على امتداد الخمس سنوات المقبلة بما فيها دخوله الحكم وتحالفه مع حركة النهضة اوبقاؤه بعيدا عن معركة الحكم والسلطة والالتحاق بكرسي المعارضة .

كما اعتبرت ان قراءات اخرى تعتبر البقاء خارج دائرة المشاركة في الحكم لايخلو من تداعيات سلبية ولا يعد ضمانة للمحطات القادمة ولا ادل
على ذلك من مثال الجبهة الشعبية التي تمترست وراء خيار رفض المعارضة في 2014 رغم حصولها على المرتبة الثالثة في حينها ، متسائلة اي الخيارات والطرق ستسلكها دراجة التيار الديمقرطي وهل ستصل الى المحطات القادمة باخف الاضرار .

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.