ابرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الثلاثاء 29 اكتوبر 2019

” البلاد تغرق والسياسيون يتصارعون ” و” تونس تغرق تغرق ” و” طلبات مجحفة شلت تشكيل حزام سياسي داعم للحكومة…النهضة تعلق في الشروط المسبقة ” مثلت ابرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء 29 اكتوبر 2019 .

وافادت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها ان ما يحدث في تونس اثناء واثر كل تهاطل للامطار يوضح حجم الخلل والارتباك والفوضى في الحياة العامة ، مشيرة الى انه لا شىء يخطط له وفق نظرة استشرافية بعيدة المدى وذلك على مستوى كل البنى التحتية من طرقات وجسور ومعابر وقنوات تصريف صحي وقنوات تصريف مياه الامطار .

واضافت انه ينبغي الاقرار بان تونس بلاد فقيرة محدودة الموارد رغم التقدم النسبي التي سجلته منذ الاستقلال الى اليوم وان الحل الوحيد لتلافي كل نواقص هو في العمل والتخطط العقلاني واستشراف عميق لمستقبل البلاد في العقود القادمة ، موضحا ان تونس الكبرى لم تعد تتحمل هذه المركزة لكل شىء اداريا وصناعيا وتجاريا وجامعيا وماليا مع كل هذا الزخم البشري والبنى التحتية المتداخلة والمتقادمة .

واكدت في سياق متصل ، ان الجميع في تونس يحتاج الى دولة قادرة على انفاذ القانون وكل القانون بدءا من المقاولين وصولا الى المواطنين مرورا بكل المصالح العمومية وكذلك الى دولة ذات قدرة على التخطيط الاستراتيجي الذي ياخذ بعين الاعتبار رؤية جديدة للمستقبل والمتغيرات الديمغرافية الفعلية وكذلك المتغيرات المناخية الطارئة على العالم .

واوضحت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة ان الكوارث الطبيعية تعتبر امر عادي في كل البلدان لكن تصبح خارج المعقول والمقبول ايضا عندما تتكرر بنفس الشكل وتؤدي الى نفس الاضرار في الاماكن ذاتها حيث تصبح دليلا على تقصير المسؤول .

واضافت ان الامطار التي تهاطلت على العديد من المدن مثلت دليلا جديدا على انعدام المسؤولية في الوزرات والادارات والاحزاب حيث انها اكدت تواصل اغلب مشاكل البنية التحتية بشكل يعبر عن مدى الاستهتار بمصالح المواطنين وارواحهم ، مشيرة الى ان هذا الوضع يطرح الكثير من الاسئلة التي تدور كلها حول اسباب تواصل تلك الاوضاع .

كما بينت ان من بين الاسئلة التي تطرح لماذا تكون لجان لمجابهة الكوارث بدل تكوين لجان وضع برامج لتفادي تلك الكوارث ، موضحة ان التفكير السليم لمؤسسات الدولة يكون في اتجاه التوقي من الكوارث وليس انتظارها والتعامل معها بعد ان تقع .

واشارت في سياق متصل ، الى ان المسؤولية عن هذا الوضع مشتركة بين عدد من الوزارات والادارات التي تعاني شللا في التفكير وفي قراءة ما تستحقه البلاد بالشكل المطلوب ، مضيفة انه لا يمكن ان نتجاهل دور النخبة السياسية التي عاشت تسع سنوات من الصراع على دولة تنهار وشعب يغرق في الكوارث دون ان يكون لها برنامج حكم حقيقي او ارادة حقيقية في محاسبة الفاسدين الذين خربوا البنية التحتية .

ومن جهته قال رئيس كنفدارلية البلديات عدنان بوعصيدة ان غياب التنسيق بين مختلف الاطراف المعنية بالبنية التحتية والحماية من الكوارث الطبيعية هو ما ادى الى تواصل تلك الازمات التي تعيشها العديد من المناطق عند نزول الامطار ، مضيفا ان مشكل الفيضانات يهم العديد من الاطراف المتداخلة البلدية ووزارة الفلاحة ووزارة التجهيز ووزارة البيئة والشؤون المحلية .

وفي موضوع اخر ، اعتبرت الصحيفة ذاتها في مقال بركنها السياسي ان الشروط التي قدمتها اغلب الاحزاب تمثل احد اهم العوامل التي جعلت من مسار مفاوضات تشكيل الحكومة يبقى حبيس الخلافات ولا يتقدم بالشكل المطلوب ، مضيفة ان الشروط التي تقدمها الاحزاب متضاربة ومتداخلة وتذهب في سياقات متقاطعة ومختلفة الى حد شلل كل النقاشات .

واضافت ان النقاشات الحاصلة في الكواليس لم تحقق ما يمكن ذكره والاعتماد عليه لصياغة ملامح التشكيلة الحكومية حتى ان قيادات الاحزاب المعنية بشكل مباشر بهذا الملف اصبحت تصر في كل تصريحاتها على نفي وجود اي اتصالات رسمية وتؤكد على ان ما حصل الى الان مجرد لقاءات غير رسمية .

واشارت الى ان شروط النهضة هي التي ضيقت مساحات تحركها للبحث عن حلفاء يساندون الحكومة المقبلة اضافة الى تمسكها باختيار شخصية من داخلها لقيادة الحكومة المقبلة .

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.