متدخلون في الشأن التربوي: لا بد من مجابهة الانقطاع المدرسي عبر القيام بإصلاح عميق للمنظومة التربوية

شدد عدد من المتدخلين في الشأن التربوي، اليوم الأربعاء، على ضرورة مجابهة الانقطاع المدرسي الذي يؤسس إلى تنامي ظاهرتي الإرهاب والانحراف، عبر القيام بإصلاح عميق للمنظومات التربوية بالمغرب العربي، وذلك خلال الملتقى المغاربي السادس حول إصلاح التعليم المنعقد اليوم الأربعاء تحت شعار “سبل معالجة ظاهرة الانقطاع التعليمي في بلدان المغرب العربي : التحديات و المقاربات والاستراتجيات.”

و أكد المتدخلون، خلال هذا الملتقى الذي يتواصل على يومين بتونس العاصمة ببادرة من جمعية البحوث و الدراسات من اجل اتحاد المغرب العربي، أن عددا من الدراسات على مستوى المغرب العربي أثبتت أن جل المنقطعين عن الدراسة غالبا ما يتجهون نحو الانحراف أو يتم استقطابهم من قبل الشبكات الإرهابية مما يساهم بشكل كبير في انهيار الأسر والمجتمعات وبالتالي الدولة.

ومن جانبه كشف رئيس جمعية البحوث والدراسات من أجل اتحاد المغرب العربي حسن اللولب، أن 100 ألف تلميذ بتونس ينقطعون سنويا عن الدراسة بمعدل 300 منقطع يوميا، فيما ينقطع سنويا 120 ألف تلميذ بالجزائر و 222 ألف تلميذ بالمغرب، داعيا إلى ضرورة القضاء على هذه الظاهرة “المفزعة” عبر اقتلاعها من جذورها ووضع حد للعوامل المتسببة في تناميها.

وأوضح الأستاذ الجامعي أحمد فريعة أن الانقطاع عن التعليم لا يكون غالبا بسبب الإخفاق المدرسي، و إنما يعود للظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية التي تعيشها بعض الأسر والتي تشكو منها بعض المدارس.

وأرجع فريعة تنامي ظاهرة الانقطاع عن التعليم أيضا إلى عجز المسالك التعليمية بالمغرب العربي عن احتضان وتنمية المهارات المتعددة للتلاميذ، قائلا “إن المنظومة التربوية بالمغرب العربي وبشكلها الحالي تتوجه إلى نوع محدد من الذكاء وتتجاهل بقية الأوجه المتعددة للذكاء الكامنة في بعض التلاميذ.”

ومن جانبه دعا رئيس المركز الدولي للدراسات الاسترتجية والحكامة الشاملة محمد حركات إلى تشكيل جبهة علمية كبيرة على مستوى المغرب العربي يتم فيها القيام بدراسات علمية حول الاصلاح التربوي ويقع فيها توحيد المجهودات من أجل ضمان حوكمة التعليم العالي والقطع مع هدر الطاقات العلمية الكبيرة التي تزخر بها بلدان المغرب العربي عبر الإعلاء من شأن البحث العلمي ورصد الأموال الكافية له .

ومن جهة أخرى، بين الخبير الدولي في تقييم النظم التربوية ورئيس الائتلاف المدني لإصلاح المنظومة التربوية بتونس محمد بن فاطمة أن الائتلاف قام بوضع طرح جديد غير معمول به في تونس لإصلاح المنظومة التربوية يعتمد على نتائج دراسات ونظريات علمية لتقييم النظم التربوية وعدم الاكتفاء بالتجارب الميدانية والآراء الأحادية.

و كشف أن هذا الطرح يقوم على تشخيص تطور التعليم بتونس من مرحلة الاستقلال إلى سنة 2019، ويدعو إلى إحداث جملة من الهياكل التربوية مثل مجلس أعلى للتربية ومعهد وطني لتقييم المنظومة التربوية وكلية تربية فضلا عن كتابة ميثاق وطني للتربية والتعليم التونسي.

وشدد بن فاطمة على ضرورة اعتماد منهجية علمية في عملية الإصلاح التربوي ترتكز أولا على تحديد المفاهيم التربوية والتعليمية وتوحيدها .

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.